في مثل هذا الوقت الذي تحاول فيه أطراف عدة أن توجه الاحتجاجات الشبابية وفق مزاجها ومصالحها الضيقة وأن تنحرف بهذه الاحتجاجات الشبابية إلى مسار آخر غير المسار الذي يريده الشباب.
في مثل هذا الوقت يكون من الضروري أن نقدم بعض التوضيحات لإنارة الرأي العام، وهي توضيحات تعبر عن رأينا كمجموعة فاعلة في منسقية شباب 25 فبراير، وقد لا تعبر بالضرورة عن آراء كل المجموعات المشكلة لمنسقية شباب 25 فبراير.
ومن هذه التوضيحات نذكر:
1 ـ إن احتجاجاتنا ليس موجهة فقط ضد النظام بل أنها موجهة ضد عقلية ونمط من العمل السياسي أنتجت هذا الواقع المزري الذي نتخبط فيه اليوم، والذي نعتقد أن المعارضة بدورها قد ساهمت في إنتاجه لأنها لم تتمكن من أن ترفع المطالب الحقيقية للمواطن الموريتاني مما أفقدها الفعالية ومما حرمها من أن تستقطب فئات عريضة من الشعب الموريتاني.
2 ـ إننا نريد أن نقدم من خلال احتجاجاتنا صورا راقية لم تكن معهودة في العمل السياسي التقليدي، وإننا نريد أن نجعل من نضالنا نضالا وطنيا بحتا لا تشوبه شائبة الايدولوجيا والمصالح السياسية الضيقة، ولا تفوح منه رائحة القبلية والجهوية المتعفنة، لذلك فإننا نناشد أصحاب المصالح الضيقة أن يتركوا لنا ساحة “ابلوكات” ويبحثوا لهم عن ساحة أخرى لمصالحهم الضيقة.
فعلى من يبحث عن مصالح وأمجاد للقبيلة أن يذهب إلى مضارب قبيلته ليتغنى بأمجادها هناك.
وعلى من يبحث عن مصالح إيديولوجية أو مصالح سياسية ضيقة أن يذهب إلى أمكنة أخرى لتحقيق تلك المصالح.
3 ـ إننا نلفت انتباه النظام إلى خطورة تجاهل مطالب الشباب والتعامل مع احتجاجاته وكأنها مجرد احتجاجات عابرة، ستتراجع حدتها في القادم من الأيام. فهذه الاحتجاجات ستظل في تطور كمي وكيفي وستستقطب أعدادا جديدة لذلك فالوقت سيكون لصالح الشباب ولن يكون لصالح النظام. كما أن سقف المطالب سيرتفع كلما شعر الشباب بأن الجهات المعنية تتجاهل تلك المطالب أو أنها تتعامل بعناد مع تحركاتهم.لقد اتسعت وبسرعة لافتة خريطة الاحتجاجات جغرافيا ( فصالة ، باسكنو، لعيون ، كيفة ، النعمة…) واتسعت كذلك فئويا ( العسكريون المتقاعدون، عمال محو الأمية بالراديو…) وهو ما يؤكد بأن الاحتجاجات ستظل في تصاعد مستمر وسريع إذا ما ظل النظام يتعامل معها بالتجاهل وبالعناد وبالبلطجة.
ومن المهم أن نقول بأن المطالب المطروحة الآن لن تظل مطروحة، لذلك فمن مصلحة النظام أن يتعامل إيجابيا وبشكل مبكر مع المطالب المرفوعة حاليا، قبل أن يأتي وقت لن تكون الاستجابة فيه لتلك المطالب كافية لوقف احتجاج الشباب.
4 ـ من المؤسف أن رئيس الدولة لم يتعامل ـ حتى الآن ـ بشكل ايجابي مع تحركات الشباب وهو ما قد يساعد في إضعاف حجج الأصوات المعتدلة في منسقية 25 فبراير وتقوية الأصوات المتطرفة التي تسعى لرفع سقف المطالب. ولقد أخطأ الرئيس عندما أمر بتنظيم وقفة شبابية ضد واحتجاجاتنا لأن ذلك قد يجعل منه طرفا مباشرا في الصراع وهو ما لم نكن نريده. لقد كنا نتوقع من الرئيس أن يستدعينا لسماع مطالبنا ثم يستدعي بعد ذلك وزيره الأول ليطلب منه تنفيذ تلك المطالب المتواضعة أو الاستقالة إذا لم يكن قادرا على ذلك، وعموما فليس من مصلحة الرئيس أن يجبرنا لأن نكون من أكثر خصومه تطرفا، فعداوتنا لن تكون بالتأكيد كعداوة غيرنا، وعلى الرئيس أن يعلم بأن خصومه الحقيقيين هم أولئك الذين يشيرون عليه بأن يتعامل معنا بعنف، وبأن لا يستمع إلى مطالبنا المشروعة والمتواضعة جدا لحد الآن.
5 ـ إننا نستهجن بسدة أسلوب “البلطجة” الذي تم في يوم السبت الماضي والذي يبدو أنه كان من أجل إعطاء مبرر لأن تحتل الشرطة ساحة الاحتجاجات، لذلك فإننا نطالب بفتح الساحة لتظاهرتنا ليوم الثلاثاء القادم لأن إغلاقها أمام احتجاجاتنا السلمية قد تكون له عواقب وخيمة.
عاش الشباب
عاشت موريتانيا
مجموعة 17 فبراير
Chebab17@gmail.com
http://www.facebook.com/profile.php?id=100001966040444