تسرب إشعاعات من مركز الآنكولوجيا بنواكشوط يهدد حياة المواطنين

نواكشوط – صحفي – قال موقع المدى نقلا عن ما وصفه بمصادر شديدة الاطلاع أن الفيزيائيين العاملين في مركز الأمراض السرطانية (وسط العاصمة: شمال عمارة المامي) اكتشفوا تسربا لأشعة x خارج مبنى المركز (المعروف بمركز الأنكولوجيا) مما يهدد حياة الناس.


وقال المصدر ان الفيزيائيين المتخصصين (وهم مغربيان وجزائري ومصري) دقوا ناقوس الخطر فكتبوا لوزارة الصحة بمدى خطورة الموضوع. واستقدمت الوزارة خبيرا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقاس الإشعاع وقال بأن النسبة المتسربة منه خارج المبنى عالية؛ وبالتالي خطيرة على العمال والزوار والمنازل المجاورة والمارة خاصة على مسافة 300 إلى 200 متر.
وقال المصدر ان الخبير الدولي كتب إلى الوزارة يطلب منها تقوية البناء لمنع التسرب، مهددا بسحب رخصة المولد (الذي يستخدم لإشعال الأورام السرطانية) في حالة عدم الإلتزام بالمعايير المنصوصة دوليا.
وأكد المصدر، في لقاء خاص مع موقع المدى، ان الوزارة اتصلت بالمؤسسة التي نفذت البناء أصلا (وهي مؤسسة مغربية تدعى CMM وهي ذات المؤسسة التي حصلت حاليا على صفقة بناء مشروع مستشفى أمراض القلب)، وطلبت منها تصحيح الخلل لحماية المواطنين من مخاطر الأشعة. فوضعت الشركة صفائح من الحديد على بعض الجدران، غير أن جهاز القياس لدى المركز أكد أنه ثمة تسرب للإشعاع ما يزال متواصلا حتى اللحظة.
وقال المصدر ان الأمر يتطلب رفع التكتم حول الموضوع نهائيا، ثم البدء بصفة مستعجلة في إجراء تحقيق فني مستقل حول معايير بناء المركز من أساسه، ومدى سلامة الخلطة الإسمنتية (Dosage ) ومعاينة طبيعة تسليح الأسمنت المقوى المستخدم في البناء، كما يجب أن يشمل التحقيق مكتب الدراسة والشركة المنفذة.
وبالرجوع إلى المركز، قال المصدر ان تكلفته كانت أقل من 3 مليارات من الأوقية، وبالتالي فهو ليس مشروعا ضخما كما يتوهم البعض. وكونه وحيدا في المنطقة لا يعني غلاء تكلفته، بل لأن دول المنطقة تخوفت من الاستثمار فيه لسببين: الأول صعوبة صيانته، والثاني ندرة طاقم وطني مختص. وهما السببان اللذان اصطدمت بهما موريتانيا حاليا. فالصيانة والرقابة غابتا لدرجة أن الإشعاع أصبح يتهدد المواطنين، والطاقم المتخصص كله من بلدان أجنبية (فقسم الأشعة موكول إلى سيدة نيجيرية وسيد مصري، أما الفيزيائيون الذين يضخون القدر الكافي من الأشعة بعد تشخيص قسم الأشعة للورم فمغربيان وجزائري ومصري).

وكانت وزارة الصحة قد أعطت بناء المركز لشركة مغربية تدعى T2S وفق صفقة تراض بررتها بـ “صفة الاستعجال”، وقد تخلت هذه الشركة عن أعمال البناء لشركة مغربية أخرى تدعى CMM.

يذكر أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز دشن وحدة العلاج بالأشعة والطب النووي، بالمركز الوطني للأنكولوجيا في نواكشوط بمناسبة تخليد الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني.

وذكر وزير الصحة حينها بأن موريتانيا عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ 2004 وأن تقدما ملحوظا قد تحقق في التعاون الثنائي في السنوات الأخيرة، مبينا أن برنامج التعاون الفني مع الوكالة يتضمن ثلاثة مشاريع وطنية تخص مجالات تخطيط الطاقة والصحة الحيوانية ومصادر المياه.

وأشار إلى أن الجانبين أطلقا مشروعين سنة 2009 يتعلق أحدهما بإنشاء وحدة للعلاج بالأشعة والطب النووي ويعنى الثاني بإقامة بنية تحتية وطنية لتقنين ومراقبة (!) المصادر الإشعاعية.

وأضاف أن تعزيز القدرات البشرية (!) سيظل في صدارة أولويات برنامج التعاون الفني، مبرزا أن 34 موريتانيا استفادوا من منح للدراسة في المديين المتوسط والبعيد في مختلف تطبيقات علوم التكنولوجيا الذرية.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى