الساموري ومسعود : الكلاب تنبح والقافلة تسير

شيئا فشيئا تتسع الهوة ويكبر الشرخ بين مسعود وبعض اتباعه الطامحين إلى تبوء مكانته وإزالة عرشه وبالتالي القضاء عليه نهائيا أو احتلال مكانه لدى شريحة لحراطين على الأقل بعد أن سما بنفسه وعبر سنوات نضاله المشرفة، حيث حملته تلك السنوات إلى درجة الشخصية الوطنية ذي الأبعاد المتساوية من جميع الموريتانيين،فالرجل بقامته الفارعة – من وجهة نظري- سيكون عصيا على الساموري وأمثاله اللحاق به أو النيل من سمعته،فلعل حنكته السياسية وتجربته العملية وعمره النضالي أبرز السمات التي تحميه من السقوط وحتى التداعي.

يعتبر مسعود بحق ابرز الآباء المؤسسين لحركة الحر سنة 1978 وهو أشهر من حمل لواء القضية ودافع عنها ويرجع له الفضل في التقدم الملموس الذي أحزته هذه الشريحة الإجتماعية الهامة،إلا أن همة الرجل ليست كما يتصرها الساموري فهي أعلى من ذلك بكثير حيث تتجاوز شريحة لحراطين لتشمل جميع القضايا الوطنية وفي مقدمتها الحفاظ على الكيان العام من التصدع وانفراط العقد لا قدر الله.

لا أحد من المنصفين الوطنيين إلا يحترم السيد مسعود ولا أحد يمكن له أن ينكر جميل الرجل،عبر مساعيه الجادة للم الشمل العام عبر تقريبه وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين للجمع بين الخصمين(الموالاة والمعارضة) عبر حوار وطني جاد.صحيح أن الرجل رفض الثورة وإثارة الفوضى لكنه في ذلك قد أصاب حيث يرى في ذلك شرارة قد تؤدي إلى حريق ستلتهم ألسنة لهبه الأخضر واليابس، وبالتالي فإن رؤية الشيخ أعمق من غيره حين يرى أن صوملة موريتانيا ليس من مصلحة أحد،.

اختزال مشاكل موريتانيا في مشكلة واحدة وعيب مسعود بالإنحراف عن الطريق،ضوضاء قد لا تجد من يصغي إليها،وعقدنا مع مسعود لم تنل منه عاديات الزمن إلا متانة وقوة،فموقف الرجل من العبودية ومعارضته لنظام ولد الطايع ووقوفه في وجه انقلاب 8 أغشت، كلها أمور ضمن أخرى تجعلنا نلتمس له أحسن المخارج وتفهمنا أن الرشد والحكمة ديدن الرجل وعادته، لا كما يصوره من أرضعه النضال وشق عصا الطاعة عليه غير مبال بعشرة السنوات العجاف وطامحا إلى تسلق المعالي دون بذل الجهد اللازم لذلك.

أخي الساموري الطريق شاق وطويل،ولولا عبررها بأمان لما وصل مسعود إلى مكانته الحالية، لكن قد تصل أنت وأمثالك عبر طرق شتى وبأساليب مختلفة قد لا يكون النيل من الحيتان أحد مسالكها.

لازال في الواقع متسع لتبني ما شئت من القضايا الوطنية الهامة والتي قد تحملك على أعناق المناصيرين لترى نفسك كما تريد أن تراها، فلا تستعجل الإنتصار ليكن نفسك طويلا وتزود لذلك باحترام من سبقوك إلى أشواك تلك الطريق الوعرة الشاقة،فهل تنتهي عن مثل هكذا أسلوب أيها المناضل الصغير؟.

ابراهيم ولد أحمدي

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى