تكليف ولد حرمة بملف الحوار خطوة مهمة على الطريق الصحيح

يأتي تعيين السياسي البارز والنائب الأول لرئيس حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم السيد محمد يحي ولد حرمة، يأتي تعيينه مكلفا بمهمة الملف السياسي في ظرفية دقيقة وحاسمة، حيث تشرئب الأعناق توقا إلى حوار سياسي ناجح يطوي صفحة الأزمة السياسية القائمة بين أطياف الساحة السياسية الوطنية وذلك بعدما أعلن الجميع رؤيته للحوار المرتقب،تمثل ذلك في خريطة الطريق المقدمة من منسقية المعرضة ورد الأغلبية عليها ولم يبق أمام الفريقين إلا الدخول الفعلي في حوار جاد يضمن التوصل إلى اتفاق ينهي حالة الشد والجذب ويذيب جليدا طالما تزحلق البعض على سفوح جباله دون الوصول إلى قممها.

في هذا الوقت الحساس واستشرافا لإدارة الحوار بحكمة وعقلانية، جاء تعيين ولد حرمة بوصفه الخبير بخبايا الحوار وهو الحريص دون شك على مصلحة الوطن،فكلنا يتذكر أن الرجل تم انتدابه ممثلا للأغلبية في مفاوضات داكار في منتصف الطريق وبعد أن وصلت الأطراف إلى طريق مسدود،فما كان منه إلا أن أدار تلك المفاوضات بحكمة ومرونة توجت في نهاية المطاف بتوقيع اتفاق داكار،واليوم يتكرر المشهد رغم اختلاف السيناريو،تعيين ولد حرمة خطوة جادة تنبئ بنية السيد الرئيس الصادقة في الحوار واسدال الستار على ما بقي من نتوءات ومخلفات الأزمة السياسية.

لا شك أن ملف الحوار ملف صعب وشائك ومعقد وذلك بحكم اختلاف وجهات النظر حوله وحتى بين الطيف السياسي الواحد،حيث تختلف المنسقية نفسها حول بعض جوانبه وآلياته وقد لا تسلم الأغلبية من ذلك الإختلاف،لكن خبرة الرجل ومرونته وطول نفسه السياسي تؤهله لتحدي تلك الصعاب وتجاوزها بأمان،تلك خصائص يتمتع بها الرجل وليست محل تشكيك من أي من الأطراف على ما أعتقد .

لكن بالرغم من هذه المقومات لا بد من أن يتوجه الجميع إلى هذا الحوار بنية صادقة وصدر مفتوح ولسان حال كل المتحاورين(موريتانيا أولا) فنجاح الحوار يعني نجاح الوطن الموريتاني وبالتالي لا بد من الحرص على نجاحه ولو على حساب بعض الأجندة التي يراهن عليها البعض،فالتنازل في سبيل التوافق الوطني فضيلة يتسابق إليها المتسابقون وشيمة لا يتصف بها إلا الخيرون الشرفاء،وبالتالي ينبغي وضعها في حسبان كل المتحاورين قبل الدخول في الحوار المباشر، حيث لا غالب ولا مغلوب وإنما المصلحة العليا هي المبتغى الأول والأخير من لدن الجميع.

بهذه الروح يمكن للحوار أن يرى النور في جو يبعث على التفاؤل بنتائج جيدة تفضي إلى طي صفحة طالما حلم الجميع بطيها وأن نستشرف مسقبلا مشرقا يشارك الجميع في تشييده،حيث يحتاج الوطن تضافر جهود الجميع.وفي انتظار انطلاق الحوار الوطني وما سيترتب عليه من نتائج يبقى تكليف ولد حرمة بملفه خطوة مهمة على الطريق الصحيح.

ابراهيم ولد أحمدي

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى