الرئيس عزيز: سنتان من صناعة الواقع ورسم الأولويات وإنجازها

إن من يتأمل في كلما قام به الرئيس محمد ولد عبد العزيز منذ انتخابه في 18 يوليو 2009، ليكتشف فيه خصال ومبادئ القيادة الحكيمة، بمفهومها الحديث، النابعة من الدراسة والعلم، من منطلق تفاعله وعطائه الإنساني والاقتصادي والإنمائي والدبلوماسي والسياسي سواء المحلي أو الإقليمي أو الدولي.

وإذا اعتمدنا المقاييس العلمية حول صفات القادة، المتمثلة في صقل المقاييس العليا للأخلاقيات الشخصية، والنشاط العالي، وامتلاك الشجاعة، والعمل بدافع الإبداع، والعمل الجاد بتفان والتزام، وتحديد الأهداف، واستمرار الحماس، وامتلاك الحنكة، ومساعدة الآخرين على النمو، فإن الرئيس عزيز يمتلك أخلاقيات عالية أهلته ليتحول إلى ملجإ آمن لذوي الاحتياجات الخاصة، الذين ما فتئ يخصهم بالعناية والرعاية، وهي جهود توجت بأفعال وليس بأقوال، كما أنه استطاع في فترة قياسية أن يعطي انطلاقة مشاريع هامة في مختلف جهات الوطن، شرقا وشمالا وجنوبا وغربا ووسطا، وشمل بمشاريعه الإنسانية كل فئات المجتمع الموريتاني دون تمييز إثني أو طائفي، إيمانا منه أن الشعب الموريتاني يمثل وحدة إثنية متجانسة ومنسجمة.

أما عن صفة الشجاعة، فقد أصدر الرئيس قرارات شجاعة وجريئة، وعلى رأسها القطع النهائي للعلاقات الدبلوماسية الموريتانية الإسرائيلية، وتعاطيه مع ملف حقوق الإنسان والقرارات التي اتخذت في هذا الشأن من خلال الإنصاف والمصالحة داخل فئات المجتمع الموريتاني والقضاء على مخلفات الإرث الإنساني وجبر الضرر المادي والمعنوي لضحايا ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والشجاعة أيضا في الدفاع عن استقرار وأمن موريتانيا من خلال اعتبار الوحدة الوطنية خيارا مصيريا لا رجعة فيه، والشجاعة كذلك في المحافل الدولية من خلال الدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية، وإدانة السياسات الإسرائيلية المعادية للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ناهيك عن إعلانه حربا لا هوادة فيها على الفساد بكل تجلياته، والشجاعة في التصدي بكل قوة للتهديدات الإرهابية، ورفض كل أساليب العنف والتطرف، والدعوة إلى التسامح والتعايش الديني وحوار الحضارات.

وعن صفة الإنجاز والعمل بدافع الإبداع، فإن الرئيس عزيز أظهر كونه قائدا فعالا يرسم الأولويات وينجزها في سرعة قياسية بإبداع وتفان، انطلاقا من الأهداف التي يحددها لذلك، وغايته الأولى والأخيرة هي خدمة المصالح العليا للوطن والمواطن. كثيرون يتوقعون لموريتانيا مستقبلا واعدا من خلال ثمرات عطاءات الحاضر، وفي ظل الروح الشابة القادرة على الإبداع والعطاء، فإن الرئيس عزيز يختزل عمل فريق قيادي بكامله، ويتولى بنفسه إعطاء انطلاقة المشاريع الحيوية والمهمة في موريتانيا، ويتابع تنفيذها، والأدلة على ذلك كثيرة، بدءا بالمشاريع الإنسانية والمشاريع الاقتصادية، وخلق فرص عمل مناسبة للشباب، وحرصه الدائم على متابعته الشخصية والمباشرة لسير تلك المشاريع، منطلقا في ذلك من أن عالم اليوم مليء بالفرص التي تنتزع ولا تعطى.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

إن الحرص على التغيير باعتماد المناهج الحديثة والتغيير في الأولويات من أجل تحقيق النجاح المناسب، هي المبادئ السامية التي تميز الرئيس عزيز، المعروف بأخذه زمام المبادرة في كافة المجالات دون استثناء، وفق رؤية واضحة، وإستراتيجية مرسومة. لقد بدت تجليات القيادة واضحة في فكر الرئيس محمد ولد عبد العزيز، من خلال قدرته الفائقة على إدارة الأمور، من حيث لا يتوقع الآخرون، وقد تميزت هذه الفترة، رغم قصرها منذ انتخابه من طرف أغلبية الشعب الموريتاني رئيسا، بقرارات ومبادرات داخلية وخارجية، كان لها وقع خاص وصيت محلي وإقليمي ودولي، وحظيت بإعجاب المتتبعين، سواء تعلق الأمر بمبادرات، فتح المجال للشباب من أجل الولوج إلى الوظيفة العمومية، وطي ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، أو انفتاح وسائل الإعلام السمعية البصرية وتحريرها من كل القيود، والأمل أن يشهد المستقبل مبادرات مماثلة، وبكل تأكيد فإن الثقة كبيرة في مستقبل يقوده قائد ناجح ومعطاء، لأن استقراء التاريخ يعطي الانطباع بأن القادة يأتون في أصناف مختلفة فالشائع بينهم، أولئك الذين لعب الواقع دوراً مهماً في صنعهم ففرزتهم الأحداث العظام عن غيرهم وأبرزتهم، وأعطاهم التاريخ المكانة التي يستحقونها، والنادر فيهم من يصنع الواقع فيوجد بحنكته وعقله ونهجه القيادي الأحداث التي يتكون منها الواقع وبالتالي التاريخ، والأكثر ندرة صنف من القادة المتميزين الذين لا يصنعون الواقع فقط بل جزءاً مهماً من وجهة المستقبل وأحداثه.

د. محمدُ ولد المرابط، أستاذ تعليم عال

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى