تازيازت – صحفي – نجحت سلطات دخلت نواديبو الإدارية في الحصول من شركة كينروس تازيازت على تنظيم يوم تشاوري الأحد 24 يوليو في محطة الشمال المعروفة محليا بمحطة ولد بوعماتو على طريق نواكشوط نواذيبو، حول التأثيرات البيئية والاجتماعية للتوسعة المزمعة لمنجم الذهب في بلدة الغيشة التابعة إداريا لولاية إينشيري.
أخيرا .. سلطات نواذيبو تحصل على يومها من تازيازت
جرت التظاهرة تحت إشراف سيد المختار ولد امخيطرات حاكم مقاطعة نواذيبو، وبحضور حاكم نمام غار ونائب عمدته، وحاكم بولنوار وعمدته إلى جانب مدير البيئة في شركة كينروس تازيازت، ومندوبين عن مكاتب الدراسات التي تشرف على إعداد دراسة التأثيرات البيئية والاجتماعية لتوسعة النشاط المنجمي لشركة KINROSS في موريتانيا.
موفد وكالة صحفي للأنباء زار المكان ووافانا بانطباعاته حول التظاهرة في التقرير التالي :
-
في هذا الفضاء الرحب وسط الصحراء في الشمال الموريتاني على بعد 220 كلم على طريق نواكشوط، تتراءى كثبان تازيازت الرملية ذات اللون الذهبي، حيث تقع محطة يرتادها المسافرون للتزود بالوقود والاستراحة اسمها “محطة الشمال”.
-
هذه المحطة هي المكان الوحيد الذي يوجد به ماء وكهرباء وقاعة اجتماع لائقة على مسافة 200 كلم في كل الاتجاهات في هذه الصحراء المترامية الأطراف.
-
- ناشطون في المجتمع المدني، وجهاء، وسكان محليون، حضروا من
بعيد للمشاركة في هذا اليوم الذي يبدو أن المشرفين عليه لم يروجوا له بما فيه الكفاية، فقلل ذلك من شأنه في أعين الحاضرين، “لو كان يوم جد ما غابت عنه كعب وكلاب”.
لم يحضر المدير العام للشركة، ولم يحضر المدير السابق لديوان رئيس الجمهورية ملعينين ولد التومي الذي تم تعيينه في الآونة الأخيرة في إدارة الشركة، كما لم يحضر ولد أحمد يوره والي دخلت نواذيبو. أرادوا له أن يكون يوما تشاوريا روتينيا عاديا لا يلفت انتباه أحد، ولا تترتب عليه قرارات هامة فجاء كذلك.
-
- تولى حاكم نواذيبو مهمة الدفاع عن الجميع. دافع عن الشركة، ودافع عن الدولة، ودافع عن السكان. وحاول إقناع الحضور باختصار اليوم التشاوري، على مداخلته هو.
دافع عن الشركة بقوله إن نشاطها المنجمي في الغيشه ليست له أية أضرارا على البيئة، ودافع عن الدولة بقوله إنها هي أدرى بمصلحة المواطنين، وهي أقدر على اكتشاف المخاطر البيئية، فلديها المهندسون والخبراء، وأنها ما كانت لتمنح رخصة للاستغلال تترتب عليها أضرار للواطنين أو لمواشيهم، مضيفا إن هؤلاء المستثمرين الأجانب لم يأتوا غزاة ولا محتلين، وإنما جاؤوا بموجب معاهدات واتفاقات مع الدولة الموريتانية يحميها القانون.
دافع عن السكان بقوله إن مطالبهم مشروعة، وانتقاداتهم واردة، وأن الإدارة هي التي ستتولى مهمة توصيل تلك المطالب إلى الشركة بصفة قانونية ودبلماسية، مطالبا المتدخلين بعدم الخوض في توجيه الكثير من الانتقادات إلى الشركة، معتبرا أن ذلك من شأنه أن يخلق جوا عدائيا معها لا يؤدي إلى نتائج إيجابية ولا يعود بالنفع على السكان، أو هكذا قال.
جاء خطابه جامعا مانعا، جامعا من حيث أنه تحدث بإسهاب عن كل شيء، ومانعا للمتدخلين في التعبير عن آرائهم بحجة أن كلامهم قيل من قبل عمدة بولنوار أحمد ولد باري.
كان يعقب على كل متدخل أو يقاطعه قائلا “هذا قاله احمد”، حتى أنه قالها لمتدخل عبر عن عكس ما قاله العمدة احمد. ويمنعهم تارة بالرد عليهم قبل أن يفتح المجال لترجمة مداخلاتهم.
-
الجو العام كان وديا رغم ظهور تيارين متصارعين، أولهما تيار المنتقدين للشركة كان أبرزهم عمدة بولنوار، وباباه بن حمديت ناشط في المجتمع المدني، فقد انتقد ولد باري شركة كينروس تازيازت محملا إياها مسؤولية الأضرار البيئية الفادحة التي أودت بحياة المواشي في المنطقة،
حيث قال إنه فقد 50 من الغنم بسبب السموم المتدفقة من المنجم، وأن لديه صورها، ولم يذكرها من قبل. كما قال إن السكان المحليين لم يحصلوا من تازيازت على أية منفعة ولو من باب حسن الجوار. لم يحصلوا منها على قطرة ماء واحدة، وهذا أمر غير مقبول “إن سكتنا على هذا في السابق، فلن نسكت عليه اليوم”.
خطاب ولد بار لقي تجاوبا كبيرا من قبل معظم الجمهور، حتى أن حاكم نواذيبو حاول أن يختتم الاجتماع جاعلا من خطاب العمدة خلاصة له، دون ان يفسح المجال لترجمة الخطاب، لكن آخرين أصروا على التدخل :
- أما باباه ولد حمديت فقال من جهته، إن الشركة تحتقر المجتمع الموريتاني بامتناعها عن تسجيل منجم الغيشه لدى المعهد العالمي لتسيير سم اسيانير، رغم عضويتها في هذا المعهد، ورغم أنها سجلت مناجم في بلدان أخرى في آمريكا اللاتينية،
وقدم رسالة من مدير المعهد تثبت ذلك، كما طالب من السكان من التحرك بقوة والصمود في وجه الشركة التي تتبع
سياسة مخالفة للقوانين والاتفاقيات المبرمة معها في جميع الميادين، قائلا إنها تصنع عكس ما تدعي في مسألة مرتنة الوظائف حيث استقدمت في الآونة الأخيرة سيدتين من آمريكا الاتينية، إحداهما تتولى إدارة المصادر البشرية خلفا لإطار موريتاني ، بينما تتولى الأخرى مهمة تسيير الشؤون الاجتماعية.
- التيار الثاني هو تيار المدافعين عن الشركة. يقود التيار حاكم مقاطعة نواذيبو الذي تعطلت سيارته هنا في محطة ولد بوعماتو حيث تنتظر من يجرها إلى المدينة.
-
احترقت أسطوانة محركها لصعوبة السيرعلى رمال تازيازت الفاتنة، ذات اللون الذهبي، إثر مبيته ليلة الاجتماع في حي من أحياء البدو هنالك.
- تنويه : صور وتقارير وكالة صحفي للأنباء مرخصة لكافة الصحف والوكالات