مختارات من “أدب الشاي”
نقدم لكم اليوم ضمن هذه الحلقة من أدب الشاي “قصّةٍ شعرية” بكل مقومات القصة من مقدمة وعقدة وحل وأبطال وراوي ولغة حوار، طريفة بكل المقاييس فى معالجتها ودقة وصفها لتفاصيل مشهد الضيافة وقيمها الشعبية الدارجة،
من مختارات “أدب الشاي” (الحلقة: 21)
26 أيلول/سبتمبر 2011
ومواقفها المدهشة بالأسلوب الموريتاني الأصيل والقاموس الشعبي الدارج( الطَّابْلَهْ = الطاولة و البرّاد = الإبريق ووظيفة ميلود = الخادم + نادى = عَيَّطْ + أ ميلودُ = يا ميْلودْ…)
هذه القصة أو هذه اللوحة الجميلة اقتطفناها لكم من شعر العلامة الأديب الشيخ يسلم ولد أكيبد.. يقول العلامة الشيخ يسلم:
مَرَرْتُ بالْعَارِفِ الْمَيْمُونِ فِي سَفَــــرِي إِلَى الْقَوَارِبِ أَقْضِى ثَمَّ مِــــــــــــنْ وَطَرِي
فَجِـــئْتُ لِلْحـــــَيِّ فِي ظَلْمَـــاءَ قَاتِمَـــــةٍ فِيهَــــــا رِيَـــــــــاحٌ وَثَجْثَـاجٌ مِنَ المَـــطَـرِ
فَأَسْرَعَ “اتَّاهُ” نَحْوِي حِينَمَا سَـــمِعَـتْ أُذْنَاهُ صَوْتَ سَــــــــــلامٍ طَــــــــارِقٍ حَذِرِ
وَلَمْ تَكُنْ بَيْنَنَا مِنْ قَبْلُ مَعْـــــــــــــــرِفَةٌ فَخِلْتُنَــــــا مَا افْتَرَقْنَا سَالِــــفَ الْعُمُـــــــــرِ
فَأَدْخَلَ الرَّحْــــــلَ قَبْلِي ثُمَّ أدْخَلَـــــــنِي رَحْباً هَنِيـــــئاً مَــــــعَ التَّرْحِيبِ وَالْبُــــشَرِ
نَادَى: أَ مَيْلُودُ بَادِرْنِــــــي عَلَى عَجَلٍ فَجَاءَ مَيْـــــــــلُودُ قَبْلَ الَّلمْـــــــــحِ بِالْبَصَرِ
وَأَوْقَدَ النَّارَ وَالْمِصْبَاحَ وَانْتَصَـــبَ الْـ ــــــــمِغْرَاجُ يَــــــــعْلُو بِمِسْمَارٍ عَلَى قَدَرِ
وَقُدِّمَتْ مِنْ “نُحَاسٍ” رَاقَ “طَابــِلَةٌ” “بَرَّادُهَا” وَسَـــــــطَ الْكَاسَـــــــاتِ كَالدُّرَرِ
وَسَاقُ “تَلْــــــــــجٍ” وَ”مَفْتُولٌ” تَخَيَّرَهُ شِرْبَ الأَكَــــارِمِ مِمَّا قَدْ يَشُوبُ بَرِي
وَبَعْدَ أَنْ غَلِيَ الْمِغْرَاجُ جَاءَ بِـــــــــهِ مَيْلُودُ مَعْ “فَرْنَـــــــةٍ” مَلأَى مِنَ الْجَمَرِ
فَقُدِّمَ الشَّايُ فِي أَشْهَى مُفَاــــــــــكَهَةٍ ولَحـــــــــــــمُ شَاةٍ طَـــــــــرِيّاً غَيْرُ مُقْتَدَرِ
فَبَاتَ مَا كَانَ مِـنْ بِرٍّ وَمِنْ كَــــــرَم يَسْطُو بِمَـــــــدٍّ عَلَى مَــــــا كَانَ مِنْ كَدَرِ
مَا إِنْ رَأَيْتُ فَتًى كَ”اتَّاهِ” فِي كَــرَمٍ وَحُسْنِ خُلْقٍ لَـــــــــــدَى بَدْوٍ وَلا حَضَرِ
أَدَامَـــــهُ اللهُ فِــي عِزٍّ وَتَكْـــــرِمَـــةٍ يَقْضِي الْحَـــــــــــوَائِجَ لِلْمُحْتَاجِ مِنْ بَشَرِ
بِجَاهِ أَحْمَــــــــــدَ صَلَّى اللهُ بَــــــارِؤُنَا عَلَيْهِ مَا سُرَّ بِالإِحْسَانِ ذُو السَّــــــــفَـرِ
القطعة وردتنا من: الحسن ولد يسلم
المصدر : التيسير الثقافي
بحث في موقع التيسير عن مواضيع مشابهة : أدب الشاي
بحث في موقع صحفي عن مواضيع مشابهةأدب الشاي
