اجتماع في دمان يغضب الجنرال

عنوان المقال خدعة صحفية. الجنرال هو محمد ولد محمد ازناكي القائد المساعد لأركان الجيش، وليس محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية. لكن المعارضة المتشددة في موريتانيا أكثرت من إطلاق لقب “الجنرال” على الرئيس للتذكير بماضيه الانقلابي فحملت العبارة دلالة سلبيه ليست هي المقصودة هنا، وإنما المقصود هو الرتبة العسكرية في الجيش.

المقال مقال رأي، يلخص اتطباع كاتبه حول تظاهرة قال منظموها إنها ليست سياسية، وقالوا أيضا إنها ليست قبلية، وأن عنوانها وموضوعها هو التنمية. مبادرة اسمها “معا من أجل
إينشيري”
.

  • قَرارة دمان في ولاية إينشيري، آخر أيام السنة الهجرية 1432، السبت 26 نونبر.
  • انبهر القادمون إلى الاجتماع بجمال الطبيعة في هذه المنطقة الصحراوية النائية.
  • مساحات خضراء، عَرْفُها ذكي، عشبها رطب، تفوح منه رائحة طيبة في عام تراجعت فيه الأمطار، وعزت فيه المراعي.
  • خيام ناصعة البياض، تترآى من بعيد في القرارة، لها في نفوس الأهالي وقع خاص.

11111111111111.jpg
مجموعات من الشباب يستقبلون القادمين بعبارات الترحيب، ويرافقهم كبار السن إلى الداخل.
المكان رحب يتسع لأكثر من ألفي شخص. قال المنظمون إنهم استقبلوا ما بين 1500 إلى 2500 ، من دون نساء. وقيل أيضا إن عدد الحضور لا يتعدى الألف، من الرجال.
11111.jpg
111111111111111111111.jpg

عنوان الاجتماع هو التنمية

“التنمية في ولاية إينشيري” هي الموضوع الذي رأى فيه بعض السياسيين في الولاية موضوعا موحدا يجمعهم حول أهداف محددة. أجروا العديدة من الاتصالات وشكلوا لجانا متخصصة، ونظموا اجتماعا في بنشاب قبل شهرين دعوا إليه جميع الأطراف موالاة ومعارضة. لكن أهل السياسة يسألون عن الأهداف غير المعلنة، ويبحثون عن الرموز، أهل الموالاة يبحثون عن رضى الحاكم، والمعارضة تريد العكس.

الموالاة في إينشيري تنقسم إلى تيارين أحدهما يقوده محمد ولد عابدين الأمين الاتحادي للحزب الحاكم. أما التيار الثاني فيضم سيد ولد المان عمدة مدينة أكجوجت وامربيه ولد بزيه عمدة بنشاب، والشيخ ولد سيديا ولد محمد ازناكي شيخ الولاية شقيق الجنرال محمد ولد محمد ازناكي. يحظى هذا التيار بدعم موريس بنزا و زيدان ولد احميده.

يرى هذا التيار أن اجتماع بنشاب – وبعده اجتماع دمان – موجهان ضدهم وطلبوا من حلفائهم مقاطعته. الذين حضروا إلى اجتماع بنشاب لم يحضروا كلهم لاجتماع دمان. وزير التوجيه الإسلامي أحمد ولد النيني حضر بنشاب وغاب عن دمان.

يأتي هذا الانقسام على خلفية الصراع القبلي الدائر في الولاية على المناصب الانتخابية : بلديتي أكجوجت وبنشاب، النائب، والشيخ، بالإضافة إلى أمانة الحزب الحاكم، فهم يعتبرونها من الوظائف الانتخابية، بل هي المفتاح.

حصل ولد المان (أولاد غيلان) على منصب العمدة بتصويت المستشارين بدعم من قوي من زيدان ولد احميده وموريس بنزا، وبالتحالف مع الشيخ ولد محمد ازناكي (أولاد اللب) مقابل دعمهم له بالمستشارين البلديين في مجلس الشيوخ لاحقا. بقي الحلف متماسكا وداعما لولد محمد ازناكي خلال استحقاقين انتخابيين، الأول ضد لحريطاني ولد الخالص والثاني ضد سيد محمد ولد عابدين.

حصل ولد أحمد المكي (أولاد بسباع) على منصب النائب ضد ولد ابنه. أما بلدية بنشاب فهي من نصيب امربيه ولد بزيه (أولاد بسباع) منذ فترة طويلة.

وفي حملة الانتساب لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، حصل محمد ولد عابدين (أولاد بسباع) على منصب الأمين الاتحادي بدعم من الرئيس محمد ولد عبد العزيز، أو هكذا قيل.

بدأت المجموعات القبلية الأخرى تتحسس من الوضع، وينتابها الشعور بالغبن إزاء استحواذ أولاد بسباع – قبيلة الرئيس – على جل الوظائف الانتخابية في الولاية.

دخلت الشركات المعدنية على الخط وصار الوضع أكثر تعقيدا، عمدة أكجوجت يدافع عن MCM ويتبنى خطابها، قيل إن ذلك لأن شقيقه يحي ولد المان من أكبر المقاولين لديها في حين يهاجم تازيازت ويمنعها من عقد أي اجتماع في مدينته. وعمدة بنشاب يدافع عن تازيازت بحماس ويقف في وجه المنتقدين لها في الشمال المطالبين بفك الارتباط الإداري للشركة مع بلدية بنشاب. تعزز الشعور بالغبن مؤخرا عندما عين ملعينين ولد التومي مديرا في شركة تازيازت Kinross التي تتعرض كل يوم للطرد بسبب هذا الصراع :

طردت مرتين من مدينة أكجوجت من قبل عمدتها، وطردت من محطة الشمال على طريق نواكشوط نواذيبو من قبل حاكم انمام غار بحجة الحوزة الترابية، وتعرضت لانتقادات لاذعة في نواذيبو ، من قبل عمد الساحل، كانت أشد عليها من الطرد.

وقد يضيف التقطيع الإداري المزمع، ونتائج الحوار مع بعض أحزاب المعارضة، تعقيدات جديدة للوضعية السياسية في المنطقة.

لا أحد يريد أن يترك مكانه إلا لنفسه أو لأخيه، جميعهم يريدون أن يرشحهم الحزب الحاكم لضمان البقاء في مناصبهم، عمدة أكجوجت يريدها لنفسه، وكذلك عمدة بنشاب والشيخ، أما النائب الذي قال إنه “لا ينتوي الترشح لولاية ثانية” فيقال إنه يريدها لأخيه من الأم.

أما ولد عابدين الذي لا يشعر بالتهديد على منصبه في الحزب، فقد أظهر رغبة في تغيير الوضع وإعادة توزيع المناصب الانتخابية توزيعا جديدا يرضى المجموعات التي تشعر بالغبن. أغضبت هذه الرغبة حلف العمدة والشيخ والجنرال، وأججت الصراع بين الطرفين.

هكذا عارض الجنرال محمد ولد محمد ازناكي اجتماع دمان، وغاب عنه جل مقربيه وحضر بعضهم رغم تلك المعارضة. لكن لا أحد يعرف رأي الجنرال محمد ولد عبد العزيز. لو عرفوا أنه غير راغب فيه، لما حضره أحد. ولو عرفوا أنه راض عنه، لما عارضه الجنرال والشيخ والعمد، ولما غاب عنه أحد.

  • أما المعارضة الموقعة على وثيقة الحوار، فلم تعارض الاجتماع. فقد شارك لحريطاني ولد الخالص في بنشاب، ودعا إلى اجتماع دمان، وكان من المشرفين على تنظيمه، لكنني لا أظنه كان راضيا عن الجانب السياسي لمداخلة ولد عابدين التي كرست هيمنة الاتحاد من أجل الجمهورية على سير التظاهرة.
  • تغاضى عن ذلك باعتبار ولد عابدين ضيفا عنده.

11111111111111111111.jpg




1-8.jpg




أثارت انتباهي لافتة في الوسط كتبت فيها عبارات الولاء المعتادة ” أطر إينشيري يثمنون b-2.jpgالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المنفذة تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز”، وصور خجولة لولد عبد العزيز وضعت إحداها باستحياء أسفل البوديوم.



  • لم أسجل حضور معارضين بارزين من غير الموقعين على وثيقة الحوار. فلو كانوا هنا، لانسحبوا من الاجتماع عند كلام ولد عابدين أو عند رؤية تلك اللافته في الداخل تحمل عبارات الولاء المعتادة، أو صور الرئيس.

ولد عابدين تدخل مرتين، عبر في الأولى عن مساندته لمحمد ولد عبد العزيز، وطالب الحضور بإنهاء الاجتماع قبل السادسة مساء لأنه قرر تنظيم أمسية ثقافية في مدينة أكجوجت للشباب ابتداء من الساعة السابعة، ناسيا أن الذين يتحدث إليهم ليسوا بالضرورة من الشباب، وليسوا كلهم منتسبون في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم. وقيل إنه تدخل أيضا في شطب بعض أسماء المتدخلين.

  • لا أظن الذين حضروا – جميعهم – مهتمين بموضوع التنمية في الولاية، ولا أظن الذين غابوا إلا مثلهم.

النزاع

  • سمعت خطابات لرؤساء لجان متخصصة، لكنني لم استمع إليها. كانت خطابات باردة، مملة، نسمعها كل يوم في الإذاعة.
  • 111111111111111111.jpg
  • غير أني استمعت إلى كلمتين لفتتا انتباهي، الأولى لأحمد باب ولد احمد مسكة، والثانية لبودربالة ولد البخاري حول نفس الموضوع.
  • فكرة واحدة عبر الأول عنها بأسلوب حذر، أسلوب أهل السياسة، وعبر عنها الثاني بأسلوب صريح ، أسلوب أهل الأدب والإبداع (اتفيتيت).

الفكرة ببساطة بأسلوب أهل الصحافة الفضفاض هي المطالبة بإعادة النظر في توزيع الثروة بين ولايات الوطن بإنصاف، بحيث يخصص جزء معلوم من عائدات الثروات المعدنية للتنمية المحلية، خاصة بالنسبة لسكان الولايات الشمالية تعويضا لهم عن الأضرار البيئية والاجتماعية الناجمة عن الاستغلال في أرضهم، كما هو الحال في بعض البلدان تفاديا لنزاعات مسلحة نشبت في بلدان أخرى بسبب تقاسم الثروة.

  • تساءلت في نفسي عن آليات التطبيق على أرض الواقع، هل هم محقون في ذلك ؟ وما هو رأي الآخرين ؟

الحضور

الوفود التي حضرت جاءت على شكل جماعات قبلية : اركيبات، أولا دليم، أولاد عمني، أهل الحاج، إديقب، أهل اتفغ الخطاط، أولاد اتفغ حيبلل، أولاد ديمان، إداتفغ، لمزازكة، أولاد أبيري، أولاد آكشار، أولاد غيلان، أهل سيد احمد، إديشلل، أولاد بسباع، كنته، أولاد اللب.

سمعنا طلقات نارية، ورأينا قافلة من السيارات، كان ذلك عند حضور وفد أولاد اللب : أهل عثمان، أهل اعل، أهل الشيخ، لبهادلة، أولاد سدوم، أهل محمد امن اعل، أولاد داود.

عيارات نارية أطلقها اباه ولد اللب احتفاء بالقدوم، لها شأنها.

حضر منهم : الشيخ ولد الحاج ابراهيم، الكوري ولد اللب، أماي ولد الكوري، نبغوه ولد اعلاتي، محمد ولد دينه، الشيخ ولد أحمد ولد الشيخ، سيدي ولد أحمد ولد الشيْخ، أده ولد الشيخ، اباه ولد الشيخ، بمب ولد الشيخ، الكوري ولد طينش، كنه ولد حيمدون، أحمد ولد الولي ولد حيمدون، محمد ولد اللبيب، الحسين ولد السيد، محمد ولد ماحميدي، أحمد ولد الغاظي، محمد ولد الفاك ولد سديَّ، اللب واباه، ابناء الكوري ولد اللب، بمب ولد اعل دبو، الدح ولد دينه، وعثمان ولد أعمر فال.

ضم وفد أولاد اللب نساء من بينهن نائبة النائب امناه بنت هابده، فاطمة بنت الشيخ، اكمن بنت أعمر فال، السالكة بنت لفظيل، اكرم بيها بنت دينه، وسهاد، وعيشة، وغلي، بنات اعلي دبو .

حضر وفد أولاد ادليم ليلة الاجتماع : عبد الله ولد بنان، عبد العزيز ولد احبيب، سيد عبد الله ولد الغيلاني.

أما اركيبات فقد مثلهم تقيو ولد عمي ولد محمد ولد الخليل، ملاي ولد بوخريص، محمد عالي ولد عبد المجيد، أحمد ولد محمد ولد صيله، سيدامين ولد بادي، محمد ولد الليلي.

ومن أولاد ديمان حضر دداه محمد الامين، المختار ولد محمدا، محمدن ولد محمد الامين.

أهل صلاحي : عبد الله ولد المختار ولد صلاحي.

إدوداي : المختار ولد حمينه، محمد ولد حمّينّه.

حضر من إداتفاغ : المختار ولمرابط أبناء محمد شيخنا ولد أوفى، أوفى ولد محمد فال ولد أوفى، محمد محفوظ ولد اباه ولد محمد شيخنا، و أوفى ولد عبد الله ولد أوفى.

إدكودي : محمد عالي ولد يحظيه ولد ببات، الخليفة ولد الحسن، المختار ولد محفوظ، محفوظ ولد ابوه، سيدي ولد النده، محمذن ولد ابا الملقب هميّاه، محمد اليدالي ولد ماناه، محمد سالم ولد آنده، العبد ولد امبارك.

حضر عدة وفود وشخصيات من قبيلة إديقب، من بينهم اللوه وحبيب واميني أبناء محمد موسى، محمد يحي ولد محمدين، محمد بوي ولد المختار السالم، محمدن ولد أغمي، محمد ولد معاوية، محمد المختار ولد اياهي، محمد الامجد ولد محمد لمين السالم، متار ولد النون، أحمد كوري ولد امينه، أحمد دولة ولد المهدي، محمد مختار ولد محمد ناجي، محمد عبد الله ولد حمدي، محمد سالم ولد محمد يحظيه، محمد عبد الله ولد مختارين، محمد لمين ولد أحمد سالم، سيد محمد ولد محمد بوي، محمد بوي ولد المختار السالم، البخاري ولد أحمدو، سيد ولد اباه، اجاه ولد آب، محمد موسى ولد محمدا، محفوظ ولد الللا.

يتألف وفد أهل اتفغ الخطاط من : محمد لمين ولد حمود، عبد الله ولد التاح، دمنه ولد العتيق، عبد الله ولد تتاح، محمدو ولد التقي، أحمد محمود ولد جد ام، اشوابين ولد لمام الصف، محمد لمين ولد ابوكو، لمرابط ولد العتيق، محمد عبد الرحمان ولد ابراهيم، حمادي ولد التقي، لفظل والعباد أبناء محمد المامي ولد آبيه، ابراهيم ولد حميَّ، محمد سالم ولد حميَّ، ول اب ولد ويداه، أحمد ولد حميَّ، محمد ولد لحويج، محمد ولد لفظل، محمد ولد اياها، أحمد محمود ولد الدكاهي، الحسن ولد محمذن.

أولاد أبيري : يعقوب ولد ميلود، يحي ولد ناصر الدين، محمد ولد ناصر الدين، سيد محمد ولد مولود، ابراهيم ولد السالك، محمد ولد محمد لمين ولد خيلول، التاه ولد ابراهيم، سيد أحمد ولد الجيلاني.

ومن لمزازكة حضر وفد يتألف من 16 عشر شخصا من بينهم أمرأة، منهم محمد ولد إبراهيم ولد سعيد.

حضر من أولاد عمني محمد ولد احمد ولد عيده، ولد أحمدو ولد أحمد ولد كركوب، وحماني ولد اهميمد. ومن أولاد غيلان حضر أحمد سالم ولد مانتلل، وسيد ولد محمد لمين ولد الفنان.

إديشلي : يسلم ولد احجور، سيد ولد بتار، احمدناه ولد امود.

أهل الحاج : محمد ولد الناني، عبد الله ولد عتيه، محمد سالم ولد بتاح.

أولاد آكشار : سيد ولد المعيوف، محمد ولد افلواط، محمد ولد مركو، ابوه ولد الكوري ولد كليب، ابراهيم ولد لوليف.

ومن كنته حضر الشيخ ولد شماد، وأبناء سيداتي : الدح وبلاهي وعابدين.

ومن أولاد بسباع حضر محمد ولد امربيه ولد عابدين، محمد ولد بابته، مولاي أحمد ولد لبشير، والشيخ ملعينين ولد اعبيدي ولد الغرابي، صلاحي ولد محمد بون، عبد الله ولد فال، احمد ولد غده، عالى ولد الدوله، عبد القدوس ولد محمد، محمد ولد اجيرب، محمد لمام ولد ابنَّه، محمد بونه ولد الدح، حمود ولد الشيخ، محمد ولد ديه، محمد بونه ولد المكي (ابينه).

إدوا الحاج : الدياه ولد اطوير الجنة، الحسين ولد اطوير الجنة.

حضر من أولاد اتفغ حيبلل أحمد محمد ولد البصطامي ولد اب، وأحمدو سالك ولد سيد ولد ابياه.

الغياب

طغى الجانب الاجتماعي على التظاهرة فتراجع النساء إلى الخلف، كريمة بنت حماني التي تحملت بمفردها ثمن الخيام والفراش، لم تحضر. وطغى الجانب السياسي على التظاهرة فهيمن الحزب الحاكم، وغابت المعارضة.

أما التنمية التي هي العنوان العلني للاجتماع فلا أظنهم كانوا جادين في الحديث عنها، لأن المتدخلين تجاهلوا عن قصد أو عن غير قصد قضايا جوهرية وحساسة، ربما لأنها قد تمس بمصالح شخصية لمتنفذين في الدولة والشركات المعدنية.

لم يتحدث أحد عن الأفراد الذين قاموا بتسييج مساحات كبيرة من الأراضي بالتمالئ مع السلطات الإدارية لأغراض شخصية، وحولوها بين عشية وضحاها إلى أملاك خاصة، تعيق حرية تنقل المنمين البسطاء وتضيق عليهم الخناق.

لم يذكر أحد أن الأودية والبطاح مهددة من قبل شركات استخراج الحجارة بشكل فوضوي لا يعود بأي نفع على السكان وإنما نصيبهم هو الغبار والضجيج الدائم.

لم يندد أحد في إطار العلاقات مع الشركات المعدنية (تازيازت و أم سى وبومي) بأعمال الحفر وإقامة السدود وتدمير الغطاء النباتي واقتلاع الأشجار بالجرافات.

a2-83.jpgلم يقل أحد من الفاعلين في التنمية، والناشطين في المجتمع المدني الذين حضروا، أن قرارة دمان التي تستضيفهم، مهددة بتحريف مجرى خط انتمادي من قبل شركة BUMI التي منحتها الحكومةa3-63.jpg ترخيصا باستخراج الحديد من لكليتات شرق مدينة أكجوجت وتماكوط جنوب المدينة، رغم طعن السكان في دراسة الأثر البيئي والاجتماعي للمشروع أمام القضاء وأمام الإدارة.

وأن تلك الشركة دمرت خط انتمادي بالسدود والأحواض الناضبة (الصورة)، بمجرد حصولها على رخصة التنقيب، فما عساها تفعل الآن بعد أن حصلت على رخصة الاستغلال.

لكنها شركات قوية ومتنفذة يدعمها رجال أعمال لديهم أصدقاء وشركاء يبحثون عن الربح، ولديهم بلطجة. لا تهمهم المصلحة العامة.

والأدهى من كل هذا والأمر، أن جميع الذين يحاولون التعرض لتلك الشركات يصنفون بالمعارضة، ويواجهون تهمة الابتزاز، ويصطدمون بمجموعات وأفراد لديهم مصالح شخصية مع تلك الشركات.

هكذا كان اجتماع دمان، اجتماعا سياسيا بامتياز، ما غابت عنه القبيلة.

نَعَمْ،“كان وما زال الانتماء القبلي، والجهوي، والعرقي، ركيزة أساسية لممارسة السياسية في موريتانيا.

مصلحة القبيلة، قيادة القبيلة، التمثيل داخل القبيلة. هذا يمثلنا، وهذا لا يمثلنا. مبادرات الدعم ومكاتب التصويت، هي الإطار الشرعي لتعبئة القبيلة، والتنافس بين المجموعات على إظهار الولاء للحاكم. كل مجموعة تَستقلُّ نصيبها من الحكم.

تخضع جميع الأنظمة السياسية في موريتانيا – في الخفاء – لمقتضيات هذا النظام، وتدينه في العلن.

القبيلة في موريتانيا، كشرب الخمر في بغداد، أيام هارون الرشيد. كلما اجتمع اثنان شربا، وإذا كانوا ثلاثة، عابوا شاربها.”

  • لكن عَرفَ القَرارة في دمان، ينسيك طيبه دائما، هموم القبيلة والسياسة.

a-239-2.jpg


سيد احمد ولد مولود

دمان – 28 نونبر 2011.


111111111111.jpg
11111111111.jpg

11111111111111111.jpg
111111111.jpg
1111111111.jpg
a1-175.jpg
1111111111111.jpg


تنويه : المقال والصور المرفقة مرخصة بالكامل من قبل الكاتب لكافة الصحف والوكالات.

تاريخ النشر الأول في موقع صحفي هو : 29 نونبر 2011.

اقرأ أيضا : دمان يردْ على سيد أحمد ولد مولودْ

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى