اشتدي أزمة تفرجي

اللهم أعنا , اللهم أعنا , أللهم أعنا , وسأكررها مرارا , اسأل العون من الله لي ولأخواني من كل أرجاء العالم العربي .
كلما حاولت الكتابة في موضوع , ظهر موضوع أهم منه , وكلما حاولت تغطية جبهة فتحت جبهات , فأصبح الكاتب والمحلل حيران في عالمنا .
كلما قلنا انتهت مشكلة , فتحت علينا مشاكل جديدة فالمشاكل تتزايد لدينا بمتوالية هندسية , والحلول لدينا تركب على ظهر سلحفاة عمرها عقود طويلة , تهتز ولا تتحرك .

في السعودية , نرى المواطن ينوء بحمل مشاكل السكن والوظيفة والفساد , ونسمع حلول ولكن لا نراها , وكلما فتحة طاقة لنرى النور من خلالها , وجدنا خلف تلك الطاقة جدران مصمتة , جدران لا تسمح بالنور للنفاذ . هيئة مكافحة الفساد أعلنت قبل أيام أنها ستراقب الحسابات البنكية للمسئولين , وهذا يفتح عدة أسئلة , أسئلة نحار في إيجاد إجابة لها ,
أين كانت خلال الأشهر الماضية ؟ الم تكن تراقب الحسابات ؟
ثم أليس هذا الإعلان تنبيه للفاسد أن لا يستعمل حساباته في تغطية في تغطية فساده ؟
ثم ماذا عن حسابات الأقارب والحاشية حول المسئول ؟
ثم هل ستراقب حساباته الداخلية أم الداخلية والخارجية ؟
وما هي آليات المراقبة الداخلية والخارجية ؟
هذا فقط في نقطة واحدة , ولا أظن أن المجال يتسع لغيرها ,

في ليبيا , نرى من كان مع القذافي يتولى أو يترشح لتولي مناصب كبيرة في الدولة , مما ولد ضغطا كبيرا على الثوار , وعدم ثقة في أدارة الأزمة التي يحاول المجلس الوطني الانتقالي وحكومة الكيب أيجاد حلول للخروج منها . هنالك سوء أدارة في أهم مفاصل الدولة , بل أكاد أقول جميعها واقرب مثال , مفصل الإعلام والصحافة , حيث انه هو ضمير الأمة , فالهيئة التسييرية للصحافة لا تجتمع والقرارات تؤخذ بصورة فردية حسب رغبة المسئول عن الهيئة , والمسئول مطالب بأن يكشف اين صرفت الملايين المخصصة للهيئة خلال فترة بسيطة , بينما صحف مثل قورينا وغيرها تعاني من الطرد من مقراتها . ومن كان مع القذافي ما زال موجودا , وابتعاد أو إبعاد من تعرض للقمع بسبب وقوفه مع الثورة . مع أن السيد المسماري يعتبر من الثوار الأوائل ولكن …. . وهذا ما نستغرب له جميعا .

في مصر , ميدان التحرير ينادي بسقوط المشير , وتظهر الفضائح تلو الأخرى برواتب تقدر بالملايين للمجلس العسكري الأعلى , فراتب المشير يزيد على مليوني جنيه في الشهر في بلد يعاني ويستلف من الخارج , ويتعرض المواطنون المدنيون للسجن والمحاكمات العسكرية عاجلة وسريعة , بينما يتضح أن هناك تباطؤ في محاكمة حسنى مبارك وزبانيته ,

في العراق , يحارب العراقيون بعضهم البعض , بأسباب طائفية , فالمالكي يعلنها صريحة وبدون أي رتوش , يقول أنا شيعي أولا وعراقي ثانيا !!! فكيف لسياسي أن يكون التأثير الطائفي أهم من التأثير الوطني , وكأنه يتولى أمر الشيعة في العراق فقط , ولا يتولى أمر العراقيين جميعا .

في سوريا الجريحة , حكومة أصبحت مسعورة , تنهش في شعبها ذات اليمين وذات الشمال , ولا ملجأ للشعب المسكين , ولا مهرب , والمجتمع الدولي يقف متفرجا , ضحايا بالعشرات يقعون يوميا , أما المعارضة في الخارج , فهي تتقاتل مع بعضها , وكل طرف يلعن الآخر , لم يتخلصوا من أرث الصراعات الأيديولوجية القديمة , كأنهم يقولون إما أن يكون حزبي وجماعتي , أو الأسد وجماعته , وكثير منهم يفضل أن يبقى الأسد ولا أن يتعاون مع مخالفيه من أقطاب المعارضة . كأنهم فقدوا الثقة بشعبهم البطل .

في الصومال المنسي , يتصارع الأخوة , ويتقاتلون منذ عقود , لا أحد يلتفت لأحد أهم النقاط الإستراتيجية في العالم العربي , يتدخل شرق العالم وغربه , بجيوش افريقية , بينما العرب نيام , تعصر المجاعة شعبه , وتدمر المعارك شبابه , ونحن نتفرج , كأننا نشاهد فيلما سينمائيا , لا أخوة لنا يتعرضون للكوارث .
لن أطيل عليكم , هذه هي الرؤية في عالمنا العربي اليوم ,

ولكن مع هذا كله .

أثق بالله سبحانه وتعالى , ثم أثق بالمواطن العربي من شرق الأمة إلى غربها , واعلم أن الفجر قادم , وأقول أن مع العسر يسر إن مع العسر يسرى وكما قال حبر الأمة وترجمان القران الكريم أبن عباس رضي الله عنهما : أن يسرين ليغلبا عسرا واحدا , واشتدي أزمة تفرجي.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى