ولد عبد العزيز لن يقبل تسليم صندوق القذافي الأسود مهما كلف الثمن

تعيش موريتانيا منذ ساعات الصباح الأولى اليوم السبت على وقع اعتقال عبد الله السنوسي مدير المخاربات السابق لنظام القذافي.

المعلومات المتوفرة عن ظروف الاعتقال لا تكفي لتفسير الأمر، وتطرح العديد من التساؤلات : كيف نجى السنوسي من الاستخبارات المغربية وغيرها ؟ أين كان السنوسي قبل وصوله إلى الدار البيضاء ؟ وأين كان متوجها ؟ وما هو مصيره الآن بعد أن تم القبض عليه من قبل السلطات الموريتانية دون قيد أو شرط ؟

وهل تنجح موريتانيا في تسيير قضية بالغة التعقيد – أمنيا وسياسيا – كهذه.

يلقب السنوسي بصندوق القذافي الأسود وهو مطلوب لدى الجميع، المحكمة الدولية، فرنسا، ليبيا، مع أن جميع الدول المهددة من قبل فلول نظام القذافي المنتشرة في الصحراء حيث تنشط الجماعات المسلحة، تتلهف للحصول على أي معلومة قد تساعدها في تتبع مسار أسلحة ورجال القذافي بعد الثورة.

مالي والنيجر وموريتانيا والجزائر والمغرب، وجميع دول إفريقيا السوداء مهتمة بالاطلاع على محاضر استجواب “الصندوق الأسود”.

الولايات المتحدة هي الأخرى لديها رغبة في الحصول على معلومات استخباراتية استنادا إلى مفهوم “الأمن القومي”، ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.

هل يمكن لموريتانيا مواجهة الضغوط الهادفة إلى تسليم السنوسي، إما لفرنسا أو إلى ليبيا ؟ أو لمحكمة العدل الدولية، أو أن هنالك صيغة قانونية تمكنها من الاحتفاظ به في معتقل غير تابع للقضاء حيث يمكن استجوابه من قبل المخابرات العسكرية في سرية تامة.

هذا من الناحية الأمنية، أما الناحية السياسية فهي بالغة التعقيد أيضا لأن السنوسي قد يكون لديه معلومات عن قادة سياسيين موريتانيين معارضة وموالاة في الداخل والخارج، يسعى النظام إلى الحصول عليها، ربما لاستخدامها كورقة ضغط ضد معارضين أمثال الشافعي، وصالح ولد حننه، وجميل ولد منصور أو ورقة ابتزاز لآخرين أقل معارضة كمسعود ولد بلخير أو زعماء الحركة الناصرية في موريتانيا.

النظام الموريتاني سيستفيد إعلاميا من القضية لأنها تساهم في شغل الرأي العام عن التجاذبات السياسية القوية مع المعارضة المطالبة برحيل ولد عبد العزيز في جو محتدم بعد مسيرة المعارضة ومهرجان نواذيبو.

ومهما يكن من أمر فإن ولد عبد العزيز لن يفوت على نفسه فرصة الاحتفاظ بهذا الصيد الثمين وراء قضبانه هو، مهما كلفه ذلك من ثمن.

سيد احمد ولد مولود

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى