“حملة واسعة للقمع تمارسها السلطات في موريتانيا”
بيان
أقدمت شرطة مكافحة الشغب يومي الأربعاء والخميس 25،26 – إبريل- 2012 على اقتحام كليات جامعة نواكشوط الأربع بهدف تفريق مهرجانات الطلاب داخل الحرم الجامعي، في اعتداء صارخ على الحريات الأساسية إضافة إلى انتهاك حرمة الجامعة. ويأتي هذا الاقتحام في سياق حملة واسعة للقمع تمارسها السلطات في موريتانيا لتكميم ومنع الحراك الاحتجاجي الواسع الذي يتصاعد مطالبا بتحسين الخدمات والحد من الإجراءات القمعية والتعسفية بحق العديد من الفعاليات والحركات الاحتجاجية الطلابية والشعبية.
إن استخدام الشرطة القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق تظاهرات طلابية صرفة داخل أروقة الجامعة يعبر عن مستوى التدهور والضيق بالحريات الذي وصلت إليه السلطات الموريتانية.
وقد اعتقلت الشرطة منذ أمس حوالي أربعين طالبا تم إيداعهم في مفوضيات تيارات1-2-3 ومفوضية تفرغ زينة 1 وقد أجرى المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان معاينات ميدانية لأوضاع الموقوفين في هذه المفوضيات ولا حظ أن سحب الهواتف من جميع الموقوفين ومنعهم من الاتصال بذويهم، وفي مفوضية تيارت 2 كانت معاملة اثنين المعتقلين أسوأ حيث تم احتجازهم في زنزانة محكمة الإغلاق بدون أفرشة ولا أغطية.
وقامت مجالس التأديب في خطوة متواطئة مع الأجندة الأمنية اليوم الخميس 26- إبريل- 2012 بطرد مجموعة إضافية من الطلاب (يدور الحديث عما بين ستة وتسعة طلاب) عقابا على التعبير عن رأيهم في مستوى الخدمات الجامعية والاحتجاج على تحسين أوضاع التعليم العالي في البلد.
إن المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان ما فتئ ينبه منذ عدة أشهر على المنحى الخطير للقمع السياسي الذي يمارسه النظام بحق التظاهرات والاحتجاجات السلمية للعديد من الحركات الاجتماعية والمنظمات الطلابية ومجموعات الشباب العاطلين والعمال، التي وقع عليها ظلم الإدارة وتهميش النافذين، ولذلك فهي تخرج بصورة سلمية لتعبر عن مطالبها ومواقفها ولكنها في كل مرة تجد الشرطة جاهزة للمقع.
إن المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان يهيب بالمنظمات الحقوقية الوطنية والدولية من أجل أن تأخذ دورها في مراقبة سلوك النظام الموريتاني وأجهزته القمعية التي ما فتئت تمارس قمعا متواصلا للحريات والحقوق؛ ليس من أجل تسجيل مواقف وإنما لوضع حد لمعاناة الشعب الموريتاني مع القمع ومصادرة الحريات.
نواكشوط، في: 26- إبريل- 2012-04-26
المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان
