أكجوجت : تخليد العيد الدولي للشغيلة

أكجوجت – صحفي – قامت المركزيات النقابية الممثلة جهويا، صباح الثلاثاء بتخليد العيد الدولي للشغيلة، عبر مسيرتين منفصلتين راجلتين، أولاهما مشتركة بين الكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا والكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية، وقد انطلقت هذه المسيرة الراجلة من وسط المدينة، متجهة صوب مباني الولاية، وتمثل هذه المجموعة غالبية الحضور العمالي، المتواضع أصلا، الشيء الذي تبرره هذه النقابات بوجود غالبية العمال في أماكن عملهم. أما المسيرة الثانية فقد انطلقت بالسيارات من حي سيتي بغرب المدينة، لتصل مع وصول والي الولاية.

.وقد بدأت فعاليات هذا العيد بكلمة للكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية، والتي ألقاها السيد: عثمان ولد اكريفيت، المنسق الجهوي لهذه المركزية، والمندوب العمالي، والتي استعرض فيها التاريخ النقابي الأممي منذ منتصف القرن التاسع عشر، والذي حقق، من بين أمور أخرى، العمل لمدة 8 ساعات يوميا بعد أن كانت 12 ساعة. كما تعرض أيضا لإكراهات العولمة وتأثيراتها السلبية على حقوق العمال الموريتانيين، والتي من بينها: انتشار البطالة، خاصة في وسط حملة الشهادات، وانتشار العمل الهش وبأجور زهيدة، تفشي ظاهرة المقاولة من الباطن، التسريح الفردي والجماعي للعمال، والانتهاك الخطير لمقتضيات مدونة الشغل (على علاتها). كما طلب ولد اكريفيت من السلطات السهر على تطبيق قانون الشغل، عبر تفعيل دور مفتشياته، بما في ذلك، حتمية الاكتتاب من سجلات المفتشية ووضع ضوابط لعمل المقاولات، وحظر تأجير اليد العاملة، و”عدم انحياز السلطات للمشغلين الذين لا يكترثون بحقوق العمال” حسب تعبيره”. كما ندد منسق CNTM بتدهور القدرة الشرائية لمعظم الأجراء، في ظل الارتفاع المتواصل للأسعار، وطالب السلطات بالرد الإيجابي، وفي الوقت المناسب، على العريضة التي سلمتها نقابتي CNTM و CGTM في 05/04/2012، بما يكفل الحقوق ويضمن الوئام.

وفي الأخير، وبنبرة تهديدية، طلب عثمان، من والي الولاية السهر على تطبيق محاضر الصلح التي تم توقيعها، برعاية السلطات المحلية، مع شركة MCM وجميع مقاولاتها. كما ندد بالفصل التعسفي لبعض عمال شركة الأمن MSS.

بعد ذلك تناول الكلام السيد: سيد أحمد ولد حيا الله، المنسق الجهوي للكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا CGTM، الذي استعرض السياق الاستثنائي الذ تأتي فيه هذه الذكرى، والذي يطبعه، تفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية، واستمرار التوجه الليبرالي المتوحش وتفاقم الفقر والشرخ الاجتماعي، واستمرار الثورات المطالبة بالحري والديمقراطية فيما بت يعرف بثورات الكرامة. ورغم الثروات المنجمية، فإن الوضع الاجتماعي سيء، إذ وصلت نسبة البطالة 33% من اليد العاملة النشطة بفعل عدم ملاءمة النظام التربوي وبرامج التكوين المهني وانعدام سياسة تشغيل ناجعة وكذلك العمالة المؤقتة والمقاولة من الباطن، وانعدام التأثير الاجتماعي لاستغلال الثروة وتدهور القوة الشرائية، وعدم تعميم التأمين الصحي، وغياب حوار اجتماعي جاد، نظرا لعدم تطبيق القوانين المتعلقة بالطابع التمثيلي للمنظمات النقابية.

وبعد عرض تاريخي مقتضب للنضالات العمالية العالمية، نوه: ولد حيا الله بجهود عمال شركة MCM والتي قوبلت بالتصامم والتنكر للمطالب، وطالب بإبعاد مدير المصادر البشرية الذي اعتبره سببا في ذلك. كما طالب بالعدول عن قرار شركة الأمن MSS الذين تم فصلهم بناء على طلب من شركة MCM بالاستغناء عن خدماتهم. وطالب الحكومة بالاستجابة لمقترح العريضة المطلبية المكونة من 11 نقطة، المقدم من طرف نقابتين، كأساس لمفاوضات جماعية.

وفي الأخير طلب المنسق الجهوي لمركزية CGTM من أرباب العمل الالتزام بالقوانين والنظم الدولية والوطنية، كضمان وحيد للحفاظ على السلم الاجتماعي في البلد.

باسم الكونفدرالية الموريتانية الحرة للعمال. C.M.L.T، تناول الكلام السيد: محمد بمب ولد لفرك، الذي هنأ الجميع على هذا العيد، وشكر الحضور العمالي، منوها بالدور المشرف والفعال الذي تقوم به النقابات العمالية في أنحاء العالم والذي أفضى إلى حصول العمال على حقوقهم، وتحقيق مطالبهم في مختلف المجالات. ومما يدعو إلى الغبطة والسرور، يقول ولد لفرك، والتفاؤل بالمستقبل، في إطار تحقيق هدفنا الذي هو الذود عن العمال وانتزاع حقوقهم، إن جاز التعبير، هي: وحدتنا التي هي قوتنا.

أما السيد: حمود ولد امان، المندوب الإقليمي عن مركزية الاتحاد العام للعمال الموريتانيين UGTM، فقد شكر الحضور، مطالبا بالفصل الفوري لمدير المصادر البشرية المدعو: جون تيمان، كما شكر مدير مقاولة SMBTD – APRESCOGE.

تناول الكلام بعد ذلك ممثل معلمي ولاية إنشيري، السيد: محمد ولد ابراهيم الذي وصف وضع المعلم المادي بأنه ينذر بخطر كبير يهدد العملية التربوية، ويزيدها ترد على ترد، هذا الوضع يستنجد بإلحاح الجهات المعنية، إلى التسارع في انتشال المعلم، ووضعه في ظروف ملائمة تمكنه من أداء رسالته على الوجه المطلوب. لذا رأت النقابة الحرة للمعلمين الموريتانيين أن تقدم، بمناسبة فاتح مايو، العريضة المطلبية التالية، والتي بتنفيذها تتم المساهمة في الرفع من المستوى المادي والمعنوي للمعلم، والتي تنقسم إلى مطالب وطنية وهي:
1. زيادة راتب المعلم، ليتناسب مع زيادة أسعار الحاجات الأساسية، من:(مسكن، ملبس، مأكل، دواء)؛
2. تنفيذ نظام أسلاك التعليم الأساسي؛
3. ترقية المعلمين أصحاب الشهادات؛
4. توفير السكن اللائق؛
5. إحداث علاوة الخطر في الولايات المنجمية (أكجوجت ـ ازويرات)؛
6. تعميم علاوة البعد؛

ثم مطالب محلية:

1. برمجة المعلمين ضمن المستفيدين من سكن الحي العمالي (لوجماهات) في أكجوجت؛

2. مطالبة الشركات المحلية:(MCM, TASIAST,BUMI) ضمن برنامجهما الإجتماعي بما يلي:

ـ تمويل الساعات لإضافية، التي يقدمها المعلمون من أجل الرفع من مستوى التلاميذ؛
ـ تحمل أعباء المعلمين الطبية في المستشفى الجهوي؛
ـ مساعدة المعلمين، من ذوي الدخل المحدود، بعلاوة تساعدهم في تحمل الأعباء الباهظة للسكن؛

3. عدم إقصاء المعلمين المتغيبين تغيبا مبررا (راحة الأمومة مثلا) من علاوة الطبشور؛

4. تقديم دعم وتشجيع معتبر لمدرسي السنوات الأوائل والثواني، نظرا لطول مدة العمل والاكتظاظ؛

5. عدم حرمان المعلمين من حقهم القانوني في إذن 5 أيام؛

6. منح تعويض ثابت عن رقابة وتصحيح المسابقات البيضاء؛

7. برمجة تكوين مستمر للرفع من أداء المعلمين.

آخر المتدخلين هو السيد: أحمد ولد حمو، أحد مناديب عمال الموريتانية للأمن والخدمات MSS، الذي ركز على الفصل التعسفي لـ 20 من زملائه ليلة البارحة كهدية بمناسبة هذا العيد، أو على الأصح في خرق وتحد سافر لكل القوانين والنظم المعمول بها في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، طالب بإعادة زملاءه إلى العمال واحترام النصوص القانونية من طرف هذا المشغل للحفاظ على السلم والأمن الاجتماعيين، وإلا ، يقول أحمد بصوت عال، وبنبرة تهديدية: فإن العمال لن يبقوا مكتوفي الأيدي أمام تصرف هذا المشغل وتغاضي الإدارة.

بعد مداخلات ممثلي المركزيات النقابية الحاضرة في هذه الولاية، تحدث السيد والي ولاية إنشيري السيد: جالو آمادو عمر، فشكر الحضور على حسن تنظيم هذه المسيرة، معتبرا مطالبهم واقعية إلى حد ما. وفي رده على فصل بعض عمال شركة الأمن MSS، ذاكرا أن هذا الفصل جاء بناء على طلب من شركة MCM ، وقد تدخلت المفتشية الجهوية للشغل لتصحيح مسار هذا الفصل ليتم طبقا لقوانين الشغل. وحول مشكل السكن: ذكر السيد الوالي بوجود مشروع وطني لسكن الموظفين ووكلاء الدولة وسيشمل هذه الولاية في الأيام والأسابيع المقبلة، كما قد تم ترميم الحي السكني لشركة MCM، لتسكنه عمالها. وعن محاضر الاتفاق الموقعة بين MCM وعمالها فقد ذكر أنه يجري الترتيب والتمهيد لتنفيذها. وحول مطلب البعض بترحيل أحد مديري هذه الشركة فقد قال الوالي: أنه سيتم إبلاغها بهذا الطلب. أما عن المطالب ذات الطابع الوطني، فستتم إحالتها إلى الجهات المعنية لاتخاذ التدابير اللازمة بشأنها.

ولا يفوتنا هنا أن نبدي بعض الملاحظات المهمة، على هامش هذه التظاهرة العمالية السنوية:
ـ الغياب التام للموظفين العموميين، باستثناء، معلمين حضروا باسم مجموعة من العمال، لا باسم أي مركزية نقابية؛

ـ الحضور البارز لمركزية نقابية فتية هي: الكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية CNTM،
ـ الحضور الخجول لنقابة طالما اعتبرت الرائدة، والوحيدة في يوم ما على المستوى الوطني، بعد أن ملأت الدنيا وشغلت الناس؛؛

ـ محور المطالبات المحلية دار بين إعادة عمال شركة MSS المفصولين، وترحيل مدير المصادر البشرية لشركة MCM، بينما غابت المطالبة الجادة بتنفيذ محاضر الصلح الموقعة مع المشغلين، والتي تلامس اهتمام غالبية الحضور العمالي؛

ـ من المعتاد أن يكون هناك تفاوت كبير بين لهجة ممثل نقابة وآخر، وحتى تلك المتقاربة الاتجاه أو المتحالفة، ولكن أن يكون هذا التفاوت بين ممثلي نقابة واحدة، فهذا أمر مستغرب!

ولكن، إذا كان العمال قد اختاروا تخليد هذه العيد بالطريقة المعتادة، فإن هناك من أراد أن يخرج على هذا التقليد، عبر مقاطعة هذه الفعاليات، ذلكم هو حال منتسبي النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي SIPES، الذين توصلنا منهم بالبيان بخلفية سوداء، وهذا نصه:

نظراً للوضعية المزرية والكارثية، التي يعيشها الموظف العمومي، منذ بعض الوقت، أي منذ تحالف ثالوث الإدارة الفاسدة وأصحاب رأس المال والبنك الدولي؛ هذا التحالف الذي آلى على نفسه أن يجوِّع الموظف العمومي الشريف، حيث نجح هذا الثالوث في جعل ذلك الموظف فريسة المرض والجوع والقهر. وقد راود بعضنا حلم، وأستبشر خيرا، بتغيير 2005 حيث تم التحدث عن الفساد والحرية … ثم وقعت مراجعة بسيطة للرواتب، ولكنها كانت فردية و غير منصفة، ومع ذلك بقي الحالمون يحلمون بالتغيير والزيادة. وسمعنا الوزير الأول يتحدث عن علاوات معتبرة، على حد تعبيره، ولكن سرعان ما أتضح أنها كانت وعودا كسراب بقيعة، يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، وأتضح أن الجبل تمخض فولد نملة، وكانت عبارة عن علاوة للنقل تمثل سَبة للموظف العمومي، وللأستاذ بشكل خاص، وكانت علاوة السكن هزيلة بالنسبة له .

وبالنسبة لنا في أكجوجت، رغم الوعود الشخصية للرئيس، ومن بعده العمدة، وكذلك مماطلة الإدارة في تفعيل طلب علاوة البعد، وبالإضافة إلى أن النقابة المركزية، منذ بداية هذه السنة ظلت تناضل وتحاول محاورة الشريك، وهو مستمر في تعنته وإعراضه عن الحوار، فضلا عن تحقيق أي من المطالب المطروح، ونتيجة لاستمرار هذا الوضع المأساوي، فقد قرر المكتب الجهوي للنقابة مقاطعة فعاليات فاتح مايو لهذه السنة على مستوى ولاية إينشيري .

المنسق : محمد محمود بن سيد المختار

الهاتف : 33919820

أكجوجت ـ محمد عبد القادر