La tribune: سيناريوهات المواجهة بين الإسلاميين وعزيز

ترتفع أصوات مناضلى الإسلاميين فى قيادة الاحتجاجات أعلى من أصوات أخرى قوية فى المعارضة مثل أحمد ولد سيدى بابه واسلم ولد عبد القادر.
فقد قاد حزب تواصل المظاهرات إذن يوم الجمعة الماضى. كيف ينبغى أن نقرأ مثل هذا التطور؟ هل أن حزب الإسلاميين أصبح يعى أن شركاءه فى المعارضة ليس
بإمكانهم أن يكونوا فى المقدمة؟


وهل قرر الحزب أن يحسم المواجهة وبالتالى دفع بكل رموزه؟
هنالك ثلاثة سيناريوهات لمواجهة الاسلاميين وعزيز. يمكن أن ينبهر بإصرارهم على القيام بثورة ويقوم باعتقالهم ويقمع كل أصوات المعارضة. وفى هذه الحال عليه أن يفهم مقدار الضغط الذى سيقع عليه من خلال المظاهرات والاحتجاجات.

وقد يستوعب الرجل –وهو أمر يصعب عليه-أن مجىء نظام مدنى هو أمر لا مفر منه، وهو ما سيدفعه إلى تسريع اختلاس الأموال العمومية التى يعمل عليه منذ فترة حسب ما يقوله كوادر الحزب ويغادر فى وجه الهبة الشعبية. ونحن هنا نتناسى أن معارضة ولد الطايع استمرت عاجزة لمدة 13 سنة-إذا لم نبدأ العد إلا من سنة 1991- عن إزاحة العسكر من السلطة على الرغم من كونها كانت ترتدى رداء أسوأ من الآن وكانت ضعيفة التجهيز والإمكانيات المادية وضعيفة القيادة… فكيف تستطيع أن تحقق ما عجزت عنه آن إذن وكل هذه العوامل قد تغيرت؟
ننسى كذلك أننا فى عام 2003 بقينا يومين بدون سلطة ولم تستطع المعارضة الاستفادة من هذا. وأننا البلاد وقع فيها انقلاب إنقاذي عام 2005 ولم يكن فى مقدور المعارضة التأثير على سير الأحداث.

وأن نفس العجز عن التأثير تكرر سنة 2008 رغم وجود الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية. والقوى السياسية كانت كل مرة تدعم وتتفهم الانقلابات العسكرية. بل يجرون وراء منفذيها من أجل الاستفادة منهم.

السناريو الأخير وهو أن التحركات قد تلجأ الرئيس إلى محاولة استعمال القوة المفرطة من أجل إزاحة المتظاهرين من أجل التغيير من خلال حمام دم، وفى هذه الحال فإن القوى المعارضة يمكنها الاعتماد على تفهم الجيش الذى لن يكون فى صفه. والمفكر الإسلامي الشنقيطى علق الأمل- أخيرا خلال حديث على الجزيرة-على تصحيح تقوم به المؤسسة العسكرية.
الحراك الإسلامى على مستوى حزب تواصل أو خارجه(السلفيون يفكرون فى إنشاء حزب) يواجه معضلة حقيقية: وذلك بعد رفضهم المشاركة فى الحوار الأخير، فهم مجبرون على المشاركة فى الانتخابات المقبلة وهم لم يشاركوا فى إعداد إطارها أو أدواتها.

ففى أيام قليلة سيتم إنشاء لجنة الانتخابات. وستعلن عن موعد للانتخابات التشريعية والبلدية. فهل ستتجه أحزاب المعارضة إلى المشاركة فيها؟ أو سترفض المشاركة وبالتالى ستجد نفسها من جديد خارج اللعبة السياسية؟

بالنسبة لحزب تواصل فإن الأمر ليس مطروحا، من حيث إن العمل السياسى للحزب فى انواكشوط يصاحبه انتشار فى الداخل. انتشار يترجم من خلال تواجد فى البلديات ومن خلال عمل اجتماعى وخيرى.

La Tribune N° 596