لست وزيرا سابقا .. ولا مديرا لاحقا .. ولا مستشارا ناطقا .. باسم حزب أو جمعية أو حتى مبادرة تضم مليون منافقا ..!!
وإنما أنا مواطن عادي .. أنتمي إلى بلادي موريتانيا أرض أجدادي .. لا علاقة لي بالحي الساكن ، ولا تفرغ زينه ، وفي العاصمة قاطن .. آكل الخبز وأمشي في الأسواق .. وأدخل كل الأماكن ، أشاهد التلفاز وأسمع الأخبار .. لا داعي للحياز لكل ما هو سار ..
تعودنا على ذلك في الأيام والليالي الحوالك .. وتأكدنا بأن تلك الأقاويل ليست قول مالك ..
تقدمنا للامتحانات .. علاوة على الاختبارات (لم يساعدنا الحظ) ـ كما أكدوا لنا ـ .. وشاركنا في الانتخابات .. وصوتنا بحناجرنا ..!! وببطاقاتنا … لكن الباء فاجأنا .. فتركناه لأخ عزيز علينا .. وعلى قلوبنا .. ولن نبحث عنه ولا عن مصدره ، فهنيئا له وأشكره .. ومن فاز فلا مرد له .. وأعوذ بالله من الشرور والفتن .. ومن حوادث أواخر الزمن .. وقد غضبت المعارضة .. وقدمت الطعن كما تفعل في الماضي في السر والعلن .. وأعلن المجلس الدستوري بفوز الجنرال .. أمد الله في عمره وأطال .. وأصبح رئيسا للدولة الموريتانية الجديدة .. وهنأه بعض القادة من دول عديدة .. وشكلت الحكومة الرشيدة ..!
وصدرت عدة قرارات هامة .. وألغيت الكزرات ، وشيدت العمارات .. وعمت الطرقات وفتحت الشوارع في كل من توجنين وعرفات .. ووزعت الأدوية على المرضي والمحتاجين وفتحت لهم المستشفيات .. وتم الرفق بالمساكين وتم الاعتناء بالسفارات .. وأنشأ حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ..!! فانضم له الأطر بحثا عن المردودية .. وقالوا جميعا هذا هو حزبنا ـ ليس كسابقه ـ وفيه اندمجنا وانخرطنا ، وحصلنا على البطاقة العضوية .. وسوف لن نتزحزح مهما طال الزمان ..!! وضاق المكان ..!! وجاءت الدبابات كما فعل بمعاوية .
أما على الساحة الدولية فقد قطعت العلاقات مع إسرائيل .. وتعمقت مع الدولة الليبية .. لكن هيهات لقد جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن الدول العربية .. لقد عمت الثورات كل من تونس وجمهورية مصر العربية .. وهي في طريقها الآن إلى اليمن والبحرين وليبيا في القائمة بما في ذلك بقيت الدول المغاربية .. علما بأننا على شاطئ البحر والسفن التي تحمل علمنا بالية .. وليس بيننا وبينه كثبان رملية .. فقد نقلوها رجال أعمالنا بالتعاون مع البلدية .. وشيدوا بها قصورا وملاهي ليلية لكي نشاهد البحر .. نسمع هديره .. تلاعبنا الأمواج .. فأينا المفر؟!.
فالبحر وراءنا والثورة أمامنا ، وليس عندنا إلا الصدق والصبر .. واعلموا أنكم في هذه (الجزيرة) وعبر الأقمار الاصطناعية .. وعبرها شاهدنا الانتخابات الرئاسية .. وسمعنا البرامج الانتخابية ..
وتابعنا الثورات الشعبية!! التي عمت فيها البلطجية .. وبدأت الوعود قبل اليوم الموعود .. لتمطر علينا السماء ذهبا ويفرشوا لنا الأرض بالورود .. ليعزفوا الكلمات الذكية .. على مشاعرنا وقلوبنا الأبية .. واعلموا أنكم في هذه الأوطان لا مجال للكذب والزور والبهتان .. فعليكم بالصدق والوفاء بالعهد قبل فوات الأوان .. وأن ليس للإنسان إلا ما سعي .. وفي الامتحان وعلى الساحة يكرم المرء أو يهان .. فموريتانيا “العزيزة” الجميلة ، العفيفة ، لا يمكن أن يراها إلا من كان له ( قلب وشعب وسمع وبصر وبرهان) فتفضلوا أيها الفرسان .. الرهان .. الرهان .. الرهان .