اعتذار للشعب الموريتاني وللشعوب الاسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا مالك غيره و الصلاة و السلام على رسول الله ، من جاء ليخرج الانسان من ضيق عبادة الأوثان إلى سعة عبادة الواحد المنان

بيان

لقد أدى حرق بعض كتب الاجتهادات الفرعية لفقه المالكية إلى موجة من النقد والتنديد و القذف و القدح أحيانا في أوساط المجتمع بعفوية كبيرة و في الأوساط السياسية سلطة ومعارضة بمكر سياسي كبير و تضليل للآراء و الحقائق . وقد استوجبت مني هذه المواقف والضجة المثارة حولها والحيرة الشعبية المصاحبة لكل ذلك أن أوضح بعض النقاط التي أراها ضرورية و تعبر بصدق تام عن حقيقة و أسباب و دوافع ما حدث .

أولا : أن هذا التصرف لم يكن القصد منه إطلاقا المساس بشاعر المسلمين و إنما تعبيرا مني عن رفضي للمتمسكين بهذه الفروع لتبرير العبودية ممن تخلفت أفكارهم عن فهم الإسلام الصحيح وتنبيها مني للتحذير من الخلط الواقع بين عبودية وقعت في العصور الجاهلية وجاء الإسلام مخلصا منها وفاتحا أبواب القضاء عليها وانقضت أسبابها وانمحت آثارها . وعبودية أعرف بوصفي أستاذا للتاريخ أنها محض اعتداء جنس على جنس وغلبة في الحرب لبعض القبائل الإفريقية علي بعض من حروب عمر الفوتي إلي ساموري توري فالإمارات البيظانية في الشمال مع الإمارات السودانية في الجنوب فوقع استعباد البيظان في الجنوب واستعباد السودان في الشمال فليعلم الجاهل و ليتذكر الغافل .

ثانيا : أن كل القوانين التي عرفتها موريتانيا في إطار مكافحة الرق و القضاء عليه ظلت حبرا على ورق لتعارضها في المخيلة الجماعية لجل الفقهاء و القضاة الموريتانيين مع هذه الاجتهادات الفرعية التي تصل لدى البعض درجة التقديس و العصمة من الخطأ و هنا أنبه الجميع أنه لا بد من إزاحة كل العراقيل أمام تطبيق القانون المجرم للاسترقاق واستصدار فتوى تفتح عقول القيمين على الشأن العام وتصحيح مفاهيمهم حول القضايا الجوهرية المرتبطة بحقوق الإنسان والمساواة بين البشر و احترام كرامة الإنسان .

ثالثا : إن قيامي للدلالة بحرق أبواب تشرع الاسترقاق من كتب أملكها و ليس فيها المصحف الشريف ولا كتاب حديث كما روج لذلك بعض المضللين هو لفت للنظر إلي وجوب رفع الاستدلال بها للتمسك بالعبودية وقد سبقني علي الرفض بالحرق المرابطون عندما احرقوا كتب الغزالي رفضا للتصوف والموحدون بحرقهم كتب المالكية رفضا للفروع وتمسكا بالأصول .
واعتمادا مني علي قول عمر رضي عنه متي استعبدتم الناس وقد ولد تهم أمهاتهم أحرارا واعتمادا علي فتوى محمدو بابا التينبوكتي في منع استرقاق مجلوب السودان. واعتمادا علي قول مالك رضي الله عنه كل كلام منه مأخوذ ومردود إلا ما كان من صاحب هذا القبر.

وعليه فإنني أأسف لسوء الفهم الذي قوبلت به هذه الخطوة وأقدم اعتذاري للشعب الموريتاني وللشعوب الاسلامية و أجدد لهم صدقي في أن نيتي لم تتجه أبدا نحو المساس بالمقدسات ولا بمشاعر المسلمين .

واعتذاري لمناضلي حركة إيرا ممن أحرجهم هذا التعبير القاسي الذي لا يقصد منه أي مس أو انتقاص من القرءان الكريم أو السنة المحمدية الشريفة اللذين هما حجتنا في نضالنا وقدوتنا في كل حياتنا .

وما توفقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب

بيرام بن اعبيد

السجن المدني بانواكشوط 4 يونيو 2012