تابعنا في قسم الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا في كلية الطب باستغراب التصريحات التي أدلي بها عميد الكلية الدكتور سيد أحمد ولد مكية لوكالة الأخبار المستقلة بالأمس حيث سمح لنفسه بالنزول إلي مستنقع من الإفتراءات والدخول في دوامة من المغالطات والادعاءات الزائفة، لا يمكن أن تفوت بأي حال علي من قرأها بتمعن ، حيث صار لزاما علينا أن نوضح الحقيقة للرأي العام الوطني والتي لم يألو العميد جهدا في محاولة التدليس عليها وطمس معالمها بشكل سافر حيث تحدث عن المطالب الطلابية والتي لم يكن من بينها أي مطلب سياسي وهي الشماعة التي لطالما علق عليها فشله في التعاطي مع المطالب العادلة، قائلا إن الطلاب مسيسون وأن مطالبهم سياسية وأن لديه تعليمات من جهات عليا بعدم التعامل معهم، بل وصل به الأمر حد طرد ممثليهم من مكتبه والإمتناع عن نقاش مطالبهم، علما أننا في الإتحاد الوطني لم ولن يسجل التاريخ أننا نقدم أي مطالب تحمل صبغة سياسية وما أزمة المعهد العالي إلا دليل علي ذلك.
ذكر أنه دافع عن الطلاب في المجلس التأديبي والحقيقة التي يشهد بها كل الحاضرين أنه كان من أشد الناس استماتة في طلب إنزال أقسي العقوبات بهم والإمتناع عن أي شكل من أشكال التسامح معهم حتى وصل به الأمر أن قال: “أنا وهؤلاء الستة لا يمكن أن نجتمع في كلية واحدة بعد اليوم”، فكيف يمكن أن يتشدق بعد ذلك بالدفاع عنهم؟! إنه الإستهتار والإستخفاف واللعب علي العقول!!.
أكد أن طرد الطلاب جاء بسبب استخدام مكبرات الصوت، وهو أمر غريب أن يسمح لنفسه بالحديث عن مكبرات الصوت وهو الذي يستدعي الفنانات ويقيم الحفلات الراقصة والصاخبة داخل الحرم الجامعي في اعتداء سافر علي قدسية هذا الحرم وانتهاك صارخ للأخلاق العامة.
قال بأن الطلاب يطالبون ببناء مستشفي وهو أمر مجاف للصواب ومناف للحقيقة التي هي ببساطة أن الطلاب لا يطالبون بأكثر من تحويل أحد المستشفيات الموجودة إلي مستشفي جامعي تابع للكلية يضمن تأطيرا ذا مستوى لطلاب الكلية الذين هم بحاجة ماسة للتطبيق أثناء فترة الدراسة.
أما عن نظام الإمتحانات فقد شهد علي نفسه بقوله أنه تمت مناقشته علي مستوي مجلس إدارة الكلية مع العلم أنه لابد أن يوافق عليه المجلس التربوي العلمي حتي يكون متاحا للنقاش أمام مجلس إدارة الكلية وهو ما لم يحدث لأن هذا المجلس لم يتم إنشاؤه إلي حد الآن، والقرارات التي اتخذها مجلس الكلية لم تتم بالتشاور أبدا وإنما كانت بإملاءات مباشرة من العميد الذي رد علي اعتراضات ممثلي الطلاب بالقول “أنتم لستم سوي عضوين من 14 عضوا، لا حاجة لنا بأصواتكم”.
أما بخصوص هيآت الكلية فإن العميد مصر علي تعطيلها باستثناء مجلس التأديب الذي يعقد اجتماعاته في العيادات الخاصة وعبر الهاتف.
أما عن الإضرابات الأخيرة فقد اعترف العميد بأنه أدخل الشرطة إلي حرم الكلية وأعطاها الأوامر المباشرة باعتقال الطالبات وتعذيب الطلاب والإعتداء عليهم وما حالة المناضل أحمد ولد الناه المصاب بكسور بالغة تستدعي تدخلا جراحيا دقيقا إلا مثال صارخ علي ذلك، حيث حول العميد الكلية إلي سجن كبير تعتلي الشرطة أسطحها وترابط عند مداخل فصولها بل وتحضر الحصص في بعض الأحيان في مشهد يضرب قدسية الحرم الجامعي في الصميم، كل هذا لأن أكثر من 98% من الطلاب رفضوا المشاركة في الدروس تضامنا مع زملائهم المطرودين، الذين لا يريد العميد أن يسمع أو يري أي شكل من أشكال التضامن معهم فلم يحترم للغالبية العظمي رأيها ولجأ إلي أساليب ملتوية حيث استخدم العلاقات الإجتماعية والضغوط القبلية علي الطلاب وهدد الطلاب الأجانب عن طريق سفارات بلادهم.
إننا في قسم الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا بكلية الطب وأمام هذه الوضعية لنؤكد علي :
1ـ أن العميد ومن خلال تصريحاته هذه يحاول تضليل الرأي العام وذلك بحجب الحقيقة بغربال بال من المغالطات الواهية والإدعاءات الزائفة التي تكذبها الوقائع وتدحضها المعطيات.
2ـ أن العميد بتصريحاته هذه يواصل سياسة المكابرة والتعامي عن الواقع المزري والمتردي الذي تتخبط فيه الكلية بفعل سياساته الأمنية الكارثية التي يتحمل كافة المسؤوليات عن تبعاتها مستقبلا.