يواجه الموريتانيون العاملون في مقاولة ‘’ SGS” التي تدير مختبر منجم الذهب بتازيازت خطرا صحيا عموميا متناميا بشكل غير مسبوق جراء استنشاق الرصاص والزئبق وما ينجم عنه من أمراض قاتلة (التسمم بالرصاص، التهاب الدماغ الحاد، الرعاش، خلل المخيخ، التهاب الفم، الإسهال والمغص، التهاب الكلي الآزوتيمي والسرطان ….الخ ).
وقد تم تحديد الأعراض الأولية لهذه الأمراض الخطيرة علي اثر الفحوصات الطبية التي أجريت بناء علي طلب الشركة في 27/06/11 والتي أثبتت أن الإصابة اتخذت منحنى تصاعديا.
وعلى الرغم من أن ضحايا المرحلة الاولي استطاعوا لقاء رئيس الدولة والسلطات الصحية الوطنية وعبروا عن استيائهم وامتعاضهم عبر حملة وطنية ودولية ترددت أصداؤها في الرأي العام من خلال نقاشات واسعة النطاق، إلا أن متابعة هذا الملف التي كلف بها أحد المستشارين بالرئاسة لم تشهد أي تقدم يذكر.
وبدل أن تقوم شركة كنروس بتعميم الفحوص الطبية حتي تشمل كافة العمال بغية طمأنتهم بشأن مصيرهم، فإنها عمدت بشتي الوسائل علي تجنب ذالك نظرا لكلفته المالية المرتفعة واكتفت بمجرد نقل المختبر الي مكان آخر الشئ الذي نتج عنه اتساع المنطقة المتضررة.
وحتى الساعة فان جميع عمال شركة كنروس البالغ عددهم 1300 بالإضافة الي 3000 عامل تستخدمهم شركات المقاولة معرضون لحالات من الموت البطيء بسبب عدم انتهاج سياسة حقيقة للوقاية من هذه المخاطر من طرف الشركة أو من طرف الوزارة المكلفة بالصحة.
وقد كشفت التحاليل الأخيرة التي تم اجراؤها خلال شهر مايو 2012 بطلب من الوزارة والشركة عن وجود مستويات مرتفعة من الرصاص في دم بعض العمال وفق نتائج المختبر المكلف من طرف الشركة أما المختبر المكلف من قبل وزارة الصحة فلا يزال يتلكأ في نشر نتائج تحاليله.
وفي الواقع، فان الفحوصات التي أجري العمال في بداية التوظيف كشفت عن مستويات اصابة وصلت 90 ميكروغرام، في حين ان التحاليل التي أجريت على نفس العمال، بعد ثلاثة أشهر، كشفت عن ارتفاع تلك المستويات الي 400 ميكروغرام من الرصاص في الدم، وهي مستويات مقلقة للغاية.
هذا الوضع الخطير يجب أن يسترعي اهتمام الرأي العام الوطني والدولي نظرا لأنه بالإضافة إلى ما تقوم به من نهب منظم لثروتنا، فان هذه الشركة المتعددة الجنسيات تسعي جاهدة – دون عقاب- للقضاء على قوانا الحية ومستقبل اليد العاملة الوطنية. ان هذه المسألة التي تدخل ضمن اطار الصحة العمومية تنهك المزيد من مواطنينا، الذين لا يعانون فقط من الأمراض الوبائية المزمنة، بل يتعرضون أكثر من ذالك إلى تلوث البيئة و غياب أي تأمين صحي شامل.
ان الكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا “CGTM” تستنكر وتدين بأقسى العبارات احتقار شركة كنروس “KINROSS” للعمال الموريتانيين وموقف الحكومة المتساهل مع هذا الوضع. وتدعو جميع عمال تازيازت الي التعبئة والنضال من أجل الحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
نواكشوط بتاريخ 4 يوليو 2012
اللجنة التنفيذية