طرد ميمونة بنت محمد الأمين ورفاقها

صعب وأنت لم تتجاوز الخامسة من العمر حين ترى أباك يحتضر من المرض والمستشفيات تعجز عن مداواته فيضطر لمغادرة البلاد متجها نحو الخارج عسى أن يجد دواء ,هكذا بدأت ميمونه بنت محمد الأمين وهي ترى أباها يحتضر والمستشفيات تعجز عن مداواته ـــ تعقد عزمها على ممارسة الطب مهما كلف الأمر فبدأت سنة 1998رحلة نحو هذا الحلم فلم تعرف الرسوب منذ ذاك التاريخ وحتى الآن :

وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

وتأتي على قدر الكرام المكارم

دفعت الغالي والنفيس في سبيل هذا المجال الذي طالما حلمت به فبدأت بالحصول على شهادة ختم الدروس الإعداديه من ولاية إينشيري ولتتوج ذلك المجهود بالحصول على باكلوريا رياضيات من مدرسة الخيار .كانت ميمونه مصرة على إكمال دراستها في الطب وذلك ما تسنى لها من خلال افتتاح كلية الطب بجامعة نواكشوط .

كانت السنة الأولى لميمونة بنت محمد الأمين حافلة بالأحلام ، لكنها لم تخلوا من عناء فرضه الانتماء المبكر للعمل النقابي بعد أن شاهدت عددا من رفاقها وقد أقعدهم الجهد عن دفع رسوم التسجيل رغم المعدلات المميزة وحاجة البلد الملحة للأطباء.

تتذكر بنت محمد الأمين عن أول لقاء لها مع نشطاء الاتحاد الوطنى لطلبة موريتانيا وكيف كانوا يحدثونها عن العواقب الوخيمة إذا قبل طلاب كلية الطب تمرير هذه الرسوم المجحفة بحق الغالبية من أبناء البلد وخصوصا طبقاته المسحوقة. كلمات وجدت صداها بسرعة لدى الطالبة ولما تدخل عالم الطب ، فقررت رفض سحب بطاقتها من مصلحة الشؤون الطلابية تضامنا مع الطلاب الفقراء واستجابة لدعوة أطلقها الاتحاد مع بداية التسجيل..

أسبوع من العمل الطوعى كان كافيا لطرد الطالبة ورفاقها بتهمة احتلال الكلية وجلب مكبرات الصوت مضت أسابيع قليلة فألغى القرار واستعادت ميمونة مع آخرين كثر المبالغ المالية التى دفعوها بداية السنة بعد أن تم تخفيض رسوم التسجيل من 60 ألف أوقية إلى 600 أوقية من خلال تسوية فرضها التصعيد الطلابي وأملتها ظروف المرحلة الانتقالية آنذاك فى كلية الطب أبرز الكليات حسمت الطالبة ميمونة بنت محمد الأمين وزميلها اسلم ولد إبراهيم المعركة بفوز ناهز 73 % من أصوات الطلاب ، وكانت الكلية الوحيدة التي تم فرز النتائج فيها بعد أن ظلت المشاكل الأمنية محصورة بالقانون والتقنيات والآداب.

لم تعرف ميمونة بنت محمد الأمين “طعم” الرسوب طيلة مشوارها الدراسى، وأكملت مسارها التعليمى برتب عالية رغم الأعباء الإضافية منذ انخراطها فى صفوف الاتحاد سنة 2007 .

ليحدث ما لم يكن متوقعا قامت إدارة كلية الطب بقيادة عميدها ووزير التعليم بطرد الطالبه ميمونه مكافأة لها على تفوقها وعلى أخلاقها الفاضله ومنعوها من الامتحانات بأي ذنب طردت؟

تجهز العميد ووزيره للدفاع عن طرد ميمونه ورفاقها بكل الوسائل ولو كان الكذب والخداع فتحدث العميد فأرعد وأزبد ثم قال ببرودة شديده: يجب على الطلاب أن يبتعدوا عن السياسه داخل الحرم الجامعي !!!سبحان الله ولا يجب على العميد والوزير أن يبتعدوا عن السياسه في تدبير شئون الجامعه .

سيدي العميد :لا تنهى عن خلق وتاتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم

ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت فانت حكيم

ووقف الوزير وشمخ أنفه وعبس وبسر ومال ونظر ثم قال بتلعثم :لقد قمنا بتطبيق القانون !!

سيدي متى صرتم تطبقون القانون ؟؟ومتى صرنا في دولة القانون ؟؟ سيدي الوزير لو كنا نطبق القانون حقا لكان أول من طبق عليه أنت وعميدك بأن تنفوا من ميدان التعليم نهائيا .

ختاما أوجه رسالة إلى ميمونه بنت محمد الأمين ورفاقها بأن اثبتوا ولا تتزحزحوا مهما مورست عليكم من ضغوط ومهما وقف في وجهكم من وزير أرعن وعميد فرعون وأقول:

ولو كان النساء كمن طردنا لفضلت النساء على الرجال

افلام حرة

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى