قبيلتي و أفتخر

انا لا استطيع ان انكر انتمائي القبلي وهي حقيقة مرة لكنها ليست رجعية بالمرة.

انا انتمي لقبيلة من نوع خاص، انها القبيلة التي لا تمتلك غير عرقها وتضورها وأنينها وتأوهها… الى غير ذلك من الاصوات الدالة على الحرمان.

قبيلتي تفتقد الفقيد تلو الفقيد، حيث سلبت يعقوبها وبزيدها ومحمدها… وتخسر الضحية تلو الضحية على عتبة المستشفى الكبير اليتيم في البلد.

قبيلتي لا يهتم القيمون بتعليم ابنائها ولا بتشغيل من يلغ منهم الرشد التكويني والاكاديمي..

قبيلتي يغرق المنتسوبن اليها بالداخل يوميا من دون ان يفكر احد في انقاذهم كما يموتون من العطش والجوه والمرض في كل لحظة.

قبلتي يضحك على ذقونها يوميا امام حوانيت أمل، ودكاكين رمضان، وكاجات شعبان…

قبيلتي تنوم يوميا بالاكاذيب والاضاليل من قبيل “مثلث الامل” التي لا تغي ولا تسمن من جوع..

قبلتي يراد لها ابدا ان تعيش على الوعود، وان لا ترى الا البروق الخلب..

فهل عرفتم قبيلتي.

قبيلتي لها رأس مال وحيد هو جهدها الذي يستنزفه المالكون من رأسماليين وانتهازيين سياسيين وشيوخ قبائل وعساكر ورجال دين…

قبيلتي يالحسرتي لا تزال حتى كتابة هذه الحروف شذر مذر، وقد تستمر في ذلك لفترة من دون ان تتوحد خلف قائدها التاريخي الذي لا يزال رحم التاريخ يتنزى سعيا إلى إنجابه..

يوم يولد سنلتقي على أديم مصالحنا القبيلية وننطلق في معركتنا التاريخية وننقض على الذين اجرموا بحقنا.. وأخيرا نضحك على جثثهم.

فهل عرفتم قبيلتي: انها البؤساء والمحرومون… هم المطحونون والمعذبون في الارض.