في وقت متأخر من الليلة المنصرمة تم اجتماع عادي لبعض من أعضاء اللجنة المشرفة على زيارة الرئيس لآدرار حيث من المتوقع أن ينظم لقاءا تلفزيونيا هو الأول من نوعه خارج العاصمة ، قرر الأعضاء الدعوة لاجتماع هام اليوم حول سبل التحسيس و التوعية حول هذه الزيارة ،
و بالفعل استجاب عدد كبير من الأطر و المواطنين لهذه الدعوة و بدأ توافد المهتمين بالموضوع بدءا من الساعة العاشرة و النصف حيث كان مقررا أن ينطلق الإجتماع ، لكن فوجئ الجميع بتأخر انطلاق الاجتماع و استمر انتظار الجميع حتى قرابة الواحدة زوالا حيث وصلت مجموعة من حوالي عشرة أشخاص ، اصطفت هذه المجموعة و مضت خمسة عشر دقيقة في التصوير و بعد ذلك تكلم أحدهم واصفا نفسه بمنسق مبادرة إنجاح و تثمين زيارة الرئيس للولاية و استغرقت كلمته حوالي الدقيتين ،
و من ثم تكلم آخر وهو فيدرالي حزب الإتحاد على مستوى ولاية آدرار لمدة تقرب من ذلك حيث مجد في مداخلته السيد الرئيس و نشاطاته ، بعد ذلك تكلم أحدهم و نسي تقديم نفسه و أسهب في تمجيد ولد عبد العزيز و الحزب الحاكم وذلك لمدة خمس دقائق ورفع اللقاء بدون أي تشاور أو إفساح المجال للملاحظات أو النقاشات فضلا عن كونه خلا من أي تقديم للموضوع المثار.
و بما أنني جئت لأكون عنصر فاعلا و حاضرا برأيي و قمت بتحضير بعض النقاط التي كنت أود التكلم عنها و لم تتح لي الفرصة للحديث عنها في ذلك الاجتماع قررت أن أكتب ملاحظات عبر هذه الأسطر أكشف من خلالها بعض ما كنت أود قوله و هو أن الإجتماع كان يجب أن ينصب على كيفية توصيل مشاكل الولاية و الطرق السريعة لعرضها على فخامة الرئيس و بالتالي المساعدة في حلها .
ما كان يجب أن يكون اللقاء مسيسا بمعني أن يكون هدف المتواجدين هو مجرد الحضور لا النقاش الجدي الأمر الذي ينعكس سلبا على مستوى التحضير لهذه الزيارة الميمونة ، حيث يمكن ملاحظة ذلك من خلال قلة المداخلات التي بلغت ثلاثة من أصل عشرة كانوا على المنصة و لم يثر أي منهم في مداخلاته أيا من مشاكل الولاية و لا ماذا ستجنيه الولاية عقب الزيارة.
و عليه يمكن إثارة مجموعة أسئلة من قبيل من سيجني ثمار نجاح الزيارة هل هو الحزب الحاكم أم أصحاب المبادرة أم الولاية نفسها ، ثم ما هو معيار نجاح الزيارة هل هو لفت الرأي العام لآدرار و ما يتمتع به من إمكانيات و ثروات و ما يعانيه سكانه من مشاكل أم المعيار مستوى الرضاء و القبول من السيد الرئيس على أصحاب المبادرة و من خلالهم إلى طاقم حزب الإتحاد من اجل الجمهورية بمعنى مزيد من المعاناة عن طريق التمويه و التغطية على مشاكل المواطنين الحقيقية و إظهار الناس في حالة من الغنى و التعفف لا مبرر لها سوى أن يبقى الأطر يحظون بمكانة لائقة لدى سيدهم الذي لن يكلف نفسه جهدا في البحث و التحري عن آلام و آمال و أناة و صراخ الفقراء و المظلومين في هذه الولاية.
و بخصوص موضوع إنجاح الزيارة أقول إنها ستنجح لأنها مقامة في أطار مكان الضيافة و الحفاوة والإستقبال ، زيادة على أنها أتت في موسم الكيطنة و الكل مهتم بهذا الموسم و نأمل من الجميع أن يكون على عادته في الحضور للموسم الذي يزدان هذه السنة بنشاط مثل هذا اللقاء التلفزيوني لسيد رئيس الجمهورية.
المهندس سيدي محمد ولد ببكر