التكوين المهني 3 : مشروع الطاولات المدرسية تبديد الأموال و صناعة الأخطاء الكارثة

يعد برنامج الطاولات المدرسية قفزة نوعية في مجال الصناعة في موريتانيا فبعد الكثير من المعاناة هاهي موريتانيا تصنع لنفسها الطاولات المدرسية التي سيدرس عليها طلبتها رغم كل المصاعب ، وبعد تاريخ مرير مع الموردين الذين يأخذون أموالا طائلة جدا في سبيل توريد عينات رديئة ما تفتا أن تنكسر ولا احد مسئول نظرا لغياب الرقابة الفنية لدى التسليم ، أضف إلي ذالك ضلوع الكثير من رجال الأعمال في مساومات غير بريئة مع المسئولين أدت إلي التردي الحاصل في مجال توريد الطاولات المدرسية.
وبعد عناء كبير ارتئ المسئولون أن يتم إنتاج الطاولات المدرسية بالمراكز الفنية التابعة لوزارة التكوين المهني حيث توجد ورشات للحامه وأخري للنجارة الخشبية في جميع أنحاء البلد، لكن هذه العملية الضخمة شابتها نواقص كانت في الماضي هي احدي سلبيات التوريد تجعل ما حصل لا يعدو أن يكون تبديل في صفات التوريد السابق.
في هذا الاستعراض لن أقف عند الأخطاء الإدارية للعملية – التي يشاع أنها كانت السبب في إقالة الأمين العام السابق لوزارة التكوين المهني والتشغيل – وإنما سأكرس الجزء الكبير للأخطاء الفنية التي شابة هذه العملية والأخطاء المالية بالإضافة إلي التقييم والمتابعة و سير العمل – خطوط الإنتاج بالمفهوم الصناعي – ، ولا اكتب هنا من اجل التنقيص من كفاءات طاقمنا الإداري ، لكن عندما ترتكب الأخطاء نفسها دائما يكون من الواضح أن الأمور يراد لها أن تسير في اتجاه محدد مسبقا، كما وأن سكوت الفنيين ممن عانوا تبعات هذه الإشكالية والأخطاء الفادحة في الماضي يوحي بأنهم إما مسايرون للوضع أو أن لديهم عقدة الخوف .

أولا: الأخطاء الفنية
لا يعقل في القرن الواحد والعشرين في عصر التكنولوجيا ، أن يأخذ تصميم كلاسيكي مرسومة في ورقة ميلمترية ، لم يمر ببرنامج للمحاكاة (simulateur) من اجل الخروج بأفضل وضعية إنشاء ممكن (version optimal)، جري “الحدث” دون أن يمر بمسابقة من اجل الخروج بأفضل تصميم ودون أن يؤخذ حتى رأي المختصين وهم كثيرون جدا جد جدا.
ثم أن مراعاة المخرجات حسب الطلب ، لم تأخذ في الاعتبار فالطاولات موجهة إلي تلاميذ يتراوح معدل أعمارهم بين 06 – 14 سنة في الغالب الأعم ، لذالك فان الوضعية المريحة لشخص في هذا العمر لا توحي بأن يكون البعد بين المقعد وطاولته 20 سم هذا القياس يجعل الطالب في حالة انحناء أثناء الكتابة ،
كما أن زاوية ا المقعد يجب أن تأخذ وضع يريح الجالس عليها ولا يكون في ضيق لان التلاميذ من المفروض أن يجلسوا عليها لمدة ستة ساعات في اليوم علي الأقل.
يبقي الشكل الذي أراد له أصحاب العمل في الطاولات المدرسية شكلا كلاسيكيا جدا في عصر التكنولوجيا مما يبقي تلامذتنا بعيدين عن واقع “العالم” الذي يرونه في التلفاز اوالانترنت وغيره من وسائل الاتصال وهو بكل تأكيد ما سينمي لديهم عقدة» الدونية« .
أما نوعية المواد المستخدمة كما ينص عليها الملف التقني تظهر أن الأمر مجرد عجالة راكب أراد له أصحابه أن يكون فرصة جديدة من اجل الثراء علي حساب جلوس أطفال أبرياء قدر لهم أن يكونوا مستقبل موريتانيا.

ثانيا : الأخطاء المالية
في المشروع الجديد تكلفة الطاولة الواحدة 17.000اوقية وهو رقم في الحقيقة يعطيك فكرة أن الموضوع يراد له أن يسلك طرق ملتوية ( قطعتين من الخشب لا تتجاوز مساحتهم 1متر مربع و خمسة أعمدة بأطوال جميعها لا تتجاوز خمس أمتار من الحديد وبضعة براغي وطلاء) بعدة دراسة سوق كلفة نفسي بها علي عجالة يمكنك الحصول علي المواد الأولية جميعها بأقل من 6.000 أوقية (جدول مرفق)، اليد العاملة وغيرها 2.000 لنقل 9.000 كتقييم ابتدائي و إذا تأنينا وخططنا جيدا من حيث إدماج العمل والبحث عن أفضل سعر وغير من استراتيجيات تسير العمل الإنتاجي قد نصل إلي تكلفة نهائية 7.000 للطاولة الواحد مقابل 17.000 .!!!!!

ثالثا: النقل
600 أوقية لنقل الطاولة الواحدة ـ هل يريد أهل الطاولات المدرسية أن تذهب كل طاولة في تاكسي وتأخذ لها جولة – من في هذا البلد يكلف نفسه عناء التعب في العمل الدقيق والنصوح هل يعقل أن يكون المستفيد في نفس الدائرة الولاية وينقل أليه ب600 أوقية للوحدة الواحدة. علي سبيل المثال نواكشوط هل سينقل مركز التكوين المهني إلي احدي مدارس الميناء ب600 أوقية للطاولة الواحدة ، ثم لنفرض أن المسافة بين نواكشوط والنعمة هل يصح هذا الرقم ونحن نعرف أن الناقلين يؤجرون الشاحنات الكبيرة بين النعمة ونواكشوط بـ 300 ألف أوقية وهي ستحمل علي الأقل لنقل كتقدير 700 طاولة يعني 428اوقية من اجل 1200كلمتر!! أي حساب يعتمد هؤلاء !!..؟؟

أفكار غير معقولة إطلاقا لأنها ساذجة في هذا العالم الغريب
مليار وسبعة مائة ألف مليون من اجل 100 ألف طاولة هل يعقل!! إنشاء خط إنتاج للطاولات المدرسية – نواة مصنع – في المرحلة الأولية يعتمد 20% معدات و 40% مواد أولية و 10% تسير و 30% احتياط لاستمرارية الإنتاج بعد انتهاء إنتاج 100 إلف وحدة يمكن أن يكون أداة لإنتاج المكاتب و المعدات المكتبية للمؤسسات الوطنية تراعي الخصوصية الوطنية في إنتاج سلع منافسة ،وستوفر هذه النواة علي الأقل 25 منصب عمل دائم و030 شبه دائمة مما سيكون الأثر الايجابي في امتصاص البطالة.
60 مليون لنقل 100الف طاولة هل يمكن !! شراء شاحنات كبيرة 80% من القيمة الإجمالية و 20% تسير عمل ، للتوصيل إلي الجهات المحدد حسب توزيع جغرافي معين يراعي مسالة القرب والبعد، ومع أنظمة (SIG) يمكن تقليل تكاليف التسيير إلي أقصي حد ممكن.،بعد انتهاء المشروع تبقي الشاحنات كاستثمار للاستفادة منها في أمور أخري للوزارة المعنية، و ستوفر هي الأخرى بضعة مناصب شغل دائمة.

رابعا: التقييم والمراقبة
هل يعقل أن مشروع بهذا الحجم لا مراقبة فيه علي الطرف المعني بالإنتاج، فعلي سبيل المثال لا الحصر عمد الكثير من مراكز الإنتاج إلي استغلال ميزانية تسيرهم الموجهة إلي شراء مستلزمات الآلات والمعدات لعمل ورشات التدريس في إنتاج الطاولات يضاف إلي ذالك استخدام طلبة السنوات الأولي ممن ليس لديهم خبرة كبيرة في العمل لأجل عملية الإنتاج ، أما المسالة الأخرى والأكثر فداحة انه عند التسليم لا وجود للجنة فنية مختصة لتقول رأيها هل المنتج اخرج كما هو منصوص عليه في الملف الفني أم لا وهل هناك بعض الخروقات مما يعني أن مليار وسبعة مائة مليون أنما هي في مهب الريح يمكن أن نسلم اليوم طاولات عرجاء وأخري لم يتم العمل بها وغيره لماذا؟ لأنه لا جود لمن يقول هذه نعم وتلك لا حسب مواصفات تقنية محددة …!!

خلاصة القول أن موريتانيا اليوم بحاجة ماسة جدا إلي أن يتم تقدير المشاريع من هذه الحجم بتقديرات معقولة وصياغتها بصفة يمكن أن يكون لها الأثر الايجابي علي حياة المواطنين من حيث الشغل و الإنعاش الاقتصادي .
و من المعروف أن نهج سوء التقدير المفرط هذا تعتمده الكثير من المؤسسات العمومية في مشاريعها التنموية ، يفسر ذالك الفشل الكبير الذي نلمسه في المشاريع الكبير في البلد إبان التسعينيات إلي غاية الآن.

يتواصل….
محمد فال ولد يحي
موظف

  • DESIGNATION QT PRI/UN TOTAL
  • Bois 1.00 1500.00 1500.00
  • tube de fer 5.00 200.00 1000.00
  • vis 10.00 60.00 600.00
  • Bouchons 4.00 60.00 240.00
  • Baguette 4.00 80.00 320.00
  • Fernie 0.25 1500.00 375.00
  • Colle à bois 0.25 1500.00 375.00
  • Main-d’œuvre 2.00 1500.00 3000.00
  • TOTAL 7410.00