الجزائر : مقتل عشرة مسلحين من «القاعدة» خلال محاولة تهريب شحنة سلاح من موريتانيا

الجزائر – «الحياة»
أعلن الجيش الجزائري أنه قتل عشرة مسلحين من كتيبة تنشط تحت لواء «قيادة الصحراء» في «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وقدّمت السلطات الجزائرية، مساء الجمعة، تفاصيل عن عملية قتل المسلحين، وقالت إنها نصبت مكمناً محكماً لهم إثر متابعة مسبقة لمجموعة كانت تنقل شحنات سلاح يُعتقد أنها كانت قادمة من الحدود الموريتانية.

ووقع اشتباك عنيف في بداية الأمر بين قوات خاصة (المغاوير) تابعة للدرك الجزائري، قبل أن تتدخل وحدة خاصة من المظليين قدمت من المنطقة العسكرية الثالثة في بشار (حوالى ألف كلم جنوب غربي العاصمة). وأوقع تبادل إطلاق النار عشرة قتلى من المسلحين المشتبه في انتمائهم إلى «القاعدة» وثلاثة من رجال الدرك، وذلك في موقع صحراوي يُسمّى «مجرون» في منطقة بني عباس.

ولاحظت قوات الأمن أن المجموعة كانت تنتقل بواسطة ثلاث سيارات رباعية الدفع جرى تمويه تحركها خلال قطعها مئات الكيلومترات في مسارها عبر «العرق الغربي الكبير».

واعتمدت قوات المظليين على طائرات مروحية لقصف المجموعة بعد أن تبيّن امتلاكها لأسلحة رشاشة ثقيلة نُصبت في الجزء الخلفي للسيارات الرباعية. وعُلم أن بين القتلى العشرة ثلاثة أفارقة يجري التدقيق في هوياتهم في مستشفى في المنطقة.

وذكر مصدر لـ «الحياة»، أمس، أن الأجهزة التي تقتفي أثر المسلحين المحسوبين على «أمير الصحراء» يحيى جوادي (أبو عمار)، تُرجّح أن الأسلحة التي استرجعها الجيش دخلت من مسلك معروف يقع في تخوم الحدود مع موريتانيا وعلى بعد كيلومترات قليلة من الأراضي الجزائرية. وأشار إلى أن توقعات أجهزة الأمن تفيد أن كمية الأسلحة المسترجعة تمثل جزءاً قليلاً من شحنة سلاح كبيرة يحاول التنظيم إدخالها عبر الحدود.

وربط المصدر بين مقتل مسلحين إثنين في منطقة البيض، جنوب غربي العاصمة، نهاية الأسبوع وبين «مجموعة بشار»، قائلاً إن تنظيم «القاعدة» كان يُحضّر على ما يبدو لعمل مهم تطلب إرسال مبعوثين عن «القيادة» المتمركزة في مناطق وسط الجزائر بهدف الإشراف على عملية تهريب شحنة الأسلحة في بشار.

وأوضح مصدر أنه بناء على «معطيات ميدانية» كشفتها تحريات فرقة متخصصة في مكافحة الإرهاب منذ نحو نصف سنة عند مسالك تهريب السلاح عند الحدود مع النيجر وليبيا وموريتانيا، توصلت إلى أن أتباع «حميد أبو زيد»، الرجل الثاني في «إمارة الصحراء» في «القاعدة»، كانوا يسعون منذ مدة إلى إدخال شحنة من السلاح إلى الجزائر بهدف «تنفيذ عملية إرهابية كبيرة».

وعُلم في هذا الإطار أن مسالك حدودية كثيرة شهدت في الفترة الماضية معارك بين أجهزة الأمن وجماعات مسلحة كانت تُحاول إدخال شحنات أسلحة. ونصب رجال الأمن مكامن لإحباط عمليات إدخال السلاح، فتمكنوا أحياناً من حجز كميات، وفشلوا في أحيان أخرى بسب تفطن تنظيم «القاعدة» للخطة.

وعمدت قوات الجيش إلى تمشيط موقع «مجرون» في منطقة بني عباس طيلة نهار أمس، تحت الإشراف المباشر لقائد الناحية العسكرية الثالثة، خشية أن يكون مقاتلون آخرون نجحوا في إدخال شحنات أسلحة أخرى.

وهذه ثاني أكبر شحنة سلاح يتم حجزها في الصحراء منذ آب (أغسطس) الماضي. وكانت قوة للجيش تدعمها مروحيات دمّرت في تمنراست (2000 كلم جنوب العاصمة) ثلاث سيارات رباعية الدفع واعتقلت أربعة مهربين واسترجعت 11 قطعة سلاح مختلفة (بنادق «سيمينوف» ورشاشات «كلاشنيكوف» وذخيرة). ورسمت قوات الأمن خرائط توضح طُرق تهريب السلاح الذي يحصل إما عبر البيض ثم غرداية (600 كلم جنوب العاصمة) أو نحو ولاية الوادي أو بسكرة في الجنوب الشرقي.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى