أهذا ثمن التسييب يا ولد محمود عثمان

لقد كان الأولى ببعض الناس أن يلتزم الصمت، وأن يعيش بقية حياته أبكم مادام صراخه طوال أعوامه الماضية لم يجد نفعا ولم يجلب له إلا العودة القهقرى وحرق كل مراكبه النضالية كما هو حال الأستاذ الحسين ولد محمود عثمان الذي تحول من مناضل يساري إلى بوق من أبواق أحمد ولد باهيه بعد أن من عليه بترسيمه بعد عمله عقدويا، ليضم ذلك إلى عمله الرائع في خدمة منظمة وورد فيزيوه، ولذلك منحته الإدارة الجهوية والوزارة فرصة تسييب حيث لا يؤدي أي عمل ربما كان ذلك لضرورة عمل أيضا

كان الأولى بهذا البائع لسانه لمن يدفع أكثر أن يتضامن مع زملائه الأساتذة المظلومين وأن يتحدث بلغة المنصف بدل أن يحشر أنفه فيما لا قبل له وهو الغريب عن التعليم خلقا وثقافة وأداء وهو الذي اختار منذ اليوم الأول لولوجه إلى التعليم أن يتحول إلى آكل للراتب دون أي خدمة يؤديها.

يقترح ولد محمود عثمان على الأساتذة تفهم هذا القرار الظالم الجائر ويقول إن تفهمه أولى من رفضه، ولو أن كل مظلوم تفهم قرار ظالمه لما خرج ولد محمود عثمان من حزبه اتحاد قوى التقدم عندما رفضوا ترشيحه قبل سنوات في لبراكنة، فاتهمهم بظلمه وخرج يعرض نفسه للبيع في كل سوق وكل ناد.

يتحدث ولد محمود عثمان عن الفساد التعليمي الذي يؤدي إلى زيادة طواقم بعض المؤسسات ونقص الأخرى، ولا يذكر أنه شخصيا أحد الأمثلة الصارخة على هذا الفساد فهو أستاذ عقدوي مسيب لا يقدم أي خدمة للدولة الموريتانية، ويتلقى راتبه الضخم من وورد فيزيوه في مهام الله أعلم بما يخدم منها الوطن والهوية.

لماذا لا يذكر الحسين قصة تحويله إلى مدينة بوكي في شهر الإضراب الأخير عندما استنجدت به الإدارة الجهوية لمواجهة الإضراب الذي شل تلك المؤسسة وأوكل إليه المدير الجهوي تدريس السوادس العلمية، ثم أعاده قبل إكمال شهره الأول بسبب الغيابات المتواصلة وضعف القدرة على توصيل المعلومات، لماذا لا يذكر كل هذا ضمن فساد التعليم.

ويحاول هذا الفتى البائع لسانه شرح أهداف هذا التحويل الظالم في حاجة المؤسسات لطواقم جديدة، ولنا أن نتساءل أي وجه من أوجه الحق والعدل في :

تحويل 31 أستاذا من الحوض الغربي دفعة واحدة، وتفريقهم شذرا مذرا على بقاع موريتانيا في إجراء تعسفي لم يستهدف إلا الأساتذة المضربين، ولو كان الأمر كما يدعي هذا البائع لسانه أمرا لضرورة المصلحة، فلم استهدف المضربين لوحدهم، ولماذا لم يصب الأساتذة الآخرين.

ما الفائدة من تحويل 16 أستاذا من الترارزة و11 أستاذا من نواذيبو لذات الصدد، هل من العدل أن يحول أستاذ مسن خدم البلد أكثر من 25 سنة وله أبناء وبنات كثر من مسقط رأسه ومن بين بنيه ليحول إلى الحوض الشرقي والغربي مقابل الراتب الذي فررت منه إلى وورد فيزيوه أيها البائع قلمه ولسانه لباهية.

أين العدل في أن يمنح أساتذة ولاية كاملة علامة 6/20 وهم الأكثر كفاءة وتميزا ومن بينهم دكاترة وباحثون ومترجمون معتمدون ومتخصصون بارعون في مجالاتهم

أما أن الوزارة متمالئة فتلك حقيقة فالوزارة متمالئة وآمرة بتلك الجريمة، ولا أدل على ذلك من إخفائها للتقارير التي زعمت أن الولاية والمديرين الجهويين كتبوها ضد المحولين.

أما بقايا ترهاتاك يا حسين فلا تعدو نعيقا سيزول مع الزائلين، فلست أول من اختار أن يسير مع عجلة الظلم وهي تحاول طحن الأبرياء والمناضلين ولكنهم سيظلون قادرين على اقتلاع أشواك الظلم من البلاد وإنبات أزهار الحرية والنهضة الحضارية.

يا حسين لقد اخترت الطريق الأكثر بعدا عن الشرف والطريق الأكثر مجانبة للإنسانية عندما اخترت أن تطعن زملاءك الأساتذة في الظهر وأن ترقص على مأساتهم وأن تتشفى في جراحهم، لمصلحة من تفعل ذلك، وأي ثمن ولو كان الأرض وما فيها من ذهب ذلك الذي يبيح لك هذا الفعل السيئ والممارسة القبيحة.

أما وقد اخترت ما اخترت أفلا يحق السؤال لمصلحة من هذا يا عثمان، ولمصلحة من تكون وزاريا أكثر من الوزارة نفسها، لمصلحة من تجعل من نفسك محاميا عن ولد باهيه حتى قبل أن يعتذر عن نفسه أو يدافع عنها.

لكنه ثمن العار بيع الضمير وبيع اللسان، كل ما شئت، امش على جراحنا.. ارقص على مأساتنا أليس ذلك كفيلا بأن تجد درهما أو بطاقة رصيد أو ثمن صاندويش، كل فذلك ينمي تفكير الجائعين من أمثالك.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى