أكجوجت -صحفي- اختتم مساء الإثنين الماضي 24/09/2012، بمباني “كليب الحاسي” بمدينة أكجوجت، المهرجان الثقافي والرياضي، المنظم من طرف وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وكانت فعاليات هذا المهرجان قد بدأت يوم السبت الماضي، بعد أن حالت الظروف المناخية دون افتتاحه الرسمي يوم الجمعة، وقد تم افتتاحه من طرف والي الولاية السيد: جالو عمر، وعمدة البلدية، السيد: سيدي ولد المان، وحضور كبير من الشباب وساكنة المدينة.
وقد ضمت فعاليات هذا المهرجان، نشاطات ثقافية: حيث أقيمت مسابقة لحفظ القرآن الكريم، على ثلاثة مستويات: حفظ القرآن الكريم كاملا، وقد فاز بهذا المستوى كل من المقرأين: ـ محمد عبد الرحمن ولد محمد عبد الله، من محظرة اليسر والتيسير ـ الحسن ولد الخرشي، من محظرة اللويبده. أما نصف القرآن فقد فاز به من محظرة اليسر والتيسير، كل من: ـ محمد الأمين ولد ماء العينين، بينما فاز بالربع، القارئ: الخليل ولد سيدي محمد. كما جرت مسابقة في الشعر الفصيح والملحون، فاز بجائزة الفصيح الشاعر: بباه ولد حفظو، بينما فاز بجائزة الشعر الحساني السيد: محمد سالم ولد محمد فال. وقد تم صرف تشجيعات مالية غير محددة لبعض الفرق الفنية مثل: فرقة المديح النبوي والباليه. وكان المسرح حاضرا بقوة حيث فاز بالمرتبة الأولى الأسكتش الذي قدمه نادي: الحدائق، بينما حصل نادي النجوم على المرتبة الثانية. كما حلت في المرتبة الأولى أيضا المسرحية التي قدمها نادي: الحدائق، بينما حصل نادي النجوم على المرتبة الثانية.
وعن النشاطات الرياضية، فبالإضافة إلى مباراة في الكرة الحديدية، جرت مباراة في كرة القدم شاركت فيها 6 فرق رياضية هي: الوئام، إيمراكن ، الإخوة المتضامنون (كاماتشو)، المخضرمون MKD، الحدائق، صلاح الدين، الذي فاز على غريمه المدلل، فريق الحدائق، بثلاثية مقابل هدف واحد. وللمرة الأولى كان هناك سباق للدراجات الهوائية للتنافس على قطع مسافة 12 كلم، وقد فاز فيها المتسابق رقم 3: محمد عبد الله ولد الشيخ، عن نادي صلاح الدين، بينما احتل المرتبة الثانية المتسابق رقم 16: بيب ولد عثمان، عن نادي لحريكفه، بعد أن أصيب متسابق فريق الحدائق، في الدقائق الأخيرة من السباق.
وعن مسابقات القوى، فقد فاز بالمرتبة الأولى عن سباق مسافة الـ: 100 متر، المتسابق: سيداتي ولد محمد، من نادي الوئام، بينما احتل المرتبة الثانية: محمد ولد أحمد، عن نادي: صلاح الدين. أما سباق مسافة 200 متر، فقد فاز بها السيد: حمادي، بينما احتل المرتبة الثانية، المتسابق: أحمد ولد سيدي، عن نادي: الحدائق. أما سباق مسافة 1500 متر، فقد فاز بالمرتبة الأولى السيد: حمود ولد ابوه، عن نادي: الحدائق، بينما احتل المرتبة الثانية، السيد: عبد القادر ولد حسن، عن نادي: النجوم.
أما عن الألعاب الذهنية، منافسات لعبة فقد فاز بالمرتبة الأولى في مباريات لعبة الشطرنج: اعل امبك ولد شيخنا، بينما احتلت المرتبة الثانية السيدة: مريم بنت محمد. وقد نالت الألعاب التقليدية، هي الأخرى، نصيبها من هذا المهرجان، عبر: اكرور، (فاطمة بنت ازناكي ـ عيشه فال بنت سيدي سالم) ضمي، (ديدي ولد بلال ـ حسين ولد معطل) السيك، (أماشين بنت الكوري ـ خبور بنت بمب) وظامت، (حمادي ولد هيب ـ أماده ولد عثمان) كما أقيم على هامش هذه الألعاب عرض نسائي لبعض المنتجات التقليدية في الخيام التي أقيمت لهذا الغرض.
وقد قامت المندوبية الجهوية للشباب والرياضة، قبل أسبوع تقريبا، بتسليم 30 دراجة هوائية إلى الشباب المنضوين تحت مظلة الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية، والتي قامت بدورها بتوزيع بعضها على النوادي الرياضية دون غيرهم من النوادي الثقافية والتي كانت مشاركتها الثقافية محدودة في هذا الأسبوع متعللة بغياب منتسبيها في فترة العطلة الصيفية.
يكاد يكون هناك إجماع على المستوى المقبول لهذا الأسبوع الثقافي، خاصة إذا كانت مخصصاته المالية في حدود 4 ملايين، حسب بعض التسريبات، وعدد موظفي المندوبية الجهوية للشباب والرياضة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، والتعاون مع السلطات المحلية كان في حدوده الدنيا بدءا بالحضور الرسمي في الافتتاح والاختتام الذي اقتصر على الوالي والعمدة دون غيرهم من المسؤولين الأمنيين الذين اعتدنا على معيتهم للوالي، ناهيك عن بقية المسؤولين الجهويين.
لعبت الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية دورا كبيرا في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية والفنية، بوصفها الممثل الرسمي الوحيد للشباب، فقد استطاعت إثبات وجود واستعداد هذه الطاقات الفتية للتضحية والعمل الجدي، وإن كان بعض الشباب يأخذ عليها التبعية العمياء للمندوبية الجهوية للشباب والرياضة، مما جعلها أداة طيعة في تنفيذ أهدافها الخاصة التي لا تخدم، حسب هؤلاء، المصالح العامة للشباب، مما أدى ببعضهم إلى الإعلان عن الخروج من عباءة هذه الشبكة والمندوبية معا، والقيام بمبادرة خاصة لتنظيف المدينة، رغم وقوف هاتين الجهتين الرسميتين في وجهها، كما يقول هؤلاء الشباب.
هناك بعض المؤاخذات والانتقادات التي مافتئ البعض يوجهها لمجريات هذه النشاطات التي بدأت وبدت رياضية بامتياز، إلا أن هذا لا يعني أن الرياضة الجهوية بخير: فالبنى التحتية المتمثلة حتى الآن، في ملعب لكرة القدم، لا يستجيب لأي معيار فني، وغياب تام لأي تكوين أو تأطير أو تدريب للمدربين أو اللاعبين أو حتى طاقم التحكيم الذي يتم اختياره على أسس، أقل ما يقال عنها: غير موضوعية. تجهيز اللاعبين، هو الآخر، معدوم حيث يعتمد هؤلاء، في الغالب، على جهودهم الذاتية في تجهيز أنفسهم، حتى الإسعافات الأولية مفقودة في كل مباراة، باستثناء بعض قطع الثلج! كل هذا على مرأى ومسمع من الجميع، أو ليست هذه مسؤولية: المندوبية الجهوية للشباب والرياضة والشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية، وحتى النوادي الرياضية ؟ فمتى يتحمل كل مسؤوليته ؟
إذا كان هذا حال الرياضة، وهي على قمة اهتمامات الجميع، فما بالك بحال الثقافة، وهي البضاعة الكاسدة، حتى لكأن مسابقاتها تجري في الخفاء، من عدم اهتمام الجميع بها، فعلى سبيل المثال، مسابقة القرآن تمت بتحكيم، حكم عليه الطلاب، أو على بعضه، بأنه لا يحفظ القرآن أصلا عن ظهر قلب! المنح أو الجوائز، مجهولة أصلا، تماما كميزانية هذا النشاط، والسؤال عنها بدعة، فكان على الجميع أن يتسابق دون أن يعرف مسبقا مبلغ أي جائزة، وبعد الحصول عليها في حفل الإختتام، يكون الوقت قد أصبح متأخرا في الاعتراض على هذه المبالغ! بل إن بعض النساء الذين طلب منهن إقامة عرض لبضائعهن من الصناعة التقليدية، لم يستطعن الحصول على تأكيد من المنظمين بحصولهن على أي مساعدة مقابل ثلاثة أيام من الإقامة تحت هذه الخيام !!!
وأخيرا، هناك إجماع تام على ضرورة إقامة مثل هذه التظاهرات الثقافية والرياضية الشبابية، ودورها في إنعاش وإحياء الساحة المحلية، التي تعاني من الفراغ المؤدي حتما إلى الإنحراف.
أكجوجت ـ محمد عبد القادر