“رئيس الجمهورية في مستشفى الأمراض العقلية”

تعرفون أن فخامة القيادة الوطنية زار كل المستشفيات والأطباب، ومنها ما يزوره كل شهر تقريبا، إلا أنه لم يزر أبدا مستشفى الأمراض العقلية منذ ترؤسه قبل ثلاث سنوات، بالشوف التالي، وقبل أربع سنوات بالشوف الأول..والغريب أن هذا المستشفى لم يزره أي رئيس من الرؤساء السابقين أبدا، وكلهم خائف من أن تكتب الصحافة في عناوينها “رئيس الجمهورية في مستشفي الأمراض العقلية”.

ولا يغني حذر عن قدر، فها نحن نكتب نفس العنوان، مع أن مستشفى الأمراض العقلية فاصل في زيارة الرئيس، وفاصل في زيارة الوزير الأول، أو حتى وزير الصحة، الذي يبدو أنه هو الآخر، ليس خائفا من عناوين الصحف، لأنه لا يقرؤها، ولكنه خائف من العدوى، مع أن بعض أعضاء الحكومة واجب عليهم أن يسكنوا في هذا المستشفي، مع كامل الأحترام.

موجبه أننا نتعهد لفخامة القيادة الوطنية، في حالة زيارته للمستشفى أن نكتب نفس العنوان “رئيس الجمهورية في مستشفي الأمراض العقلية”لأنه عنوان يجلب القراء، لكننا سوف نكتب التفاصيل على النحو التالي:

اطلع فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، رفقة وزير الصحة اليوم، على أحوال المرضى في مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالسبخة.

وطاف فخامته بأقسام المستشفى المختلفة، واستمع إلى شرح وافية عن الخدمات التي لا يقدمها المستشفى في مختلف الأقسام التي لم تعد تستوعب أي نزيل جديد.

وأتضح لفخامة القيادة الوطنية أن المستشفى غير مجهز بالمعدات الطبية الحديثة، وما يتوفر منها يعمل بضعف طاقته اليومية، مثل جهاز تخطيط الدماغ وأجهزة الموجات فوق الصوتية وغيرها ، وليس به قسم للعلاج الطبيعي، ولا يدخله أحد عادي إلا خرج منه متخلطا مع جميع الأمراض النفيسة والعصبية، ومع أهل الخلاء.

ربما، هذا ما يخاف منه فخامته..ويخاف منه الوزير الأول..ويخاف منه الوزير التالي.

نقلا عن موقع ش إلوح في شي