التدخين مشنقة البسطاء

أن يقدم أحدنا قربانا للشيطان فهذا منتهى الاستبسال في احتقار الذات وتسذيج العقل والسقوط في مهاي الانحطاط، فكيف إذا كان القربان هو الذات أو النفس عينها ؟! أن ينقاد أحدنا إلى المذبحة بخنوع واستسلام وبخطى متسارعة بعد أن علم يقينا أن المسير يدفع إلى مصير بائس وكئيب؛ فهذا شطط في التفكير وغبش في الرؤية ومس في العقل وثلم في الضمير وهوس في السلوك !! فهل فكر وقدر وهو يتشبث بهذه العادة الموغلة في الذل والعار القابعة في وحل المهانة أنه يخط لنفسه مسارا محدد المسافة والزمن إلى وجهة محسومة سلفا وفي رحلة معلومة الزاد ؟! هل تأمل وهو يتجرع السم أنه بدأ بالولوج إلى المشنقة وأن الانتحار هو قدره السيئ وحظه العاثر ؟! هل فكر مليا وهو يقطع خشوع المصلين في بيوت الله بنوبات سعاله؟! هل ساوره شك في إزعاجه لأقاربه وأهله وفصيلته التي تؤيه ومن في الأرض جميعا برائحة دخانه؟ هل رأى ما بقي من أسنانه شكلا ولونا؛ على افتراض وجود أشلاء مبعثرات منها في أحسن الأحوال، مطمرة في لثة متراجعة أعياها الالتهاب والنتن والقلح ؟!! هل نظر مرة إلى أظافره؟ وهل عاين طبيبا ليخبره بعمر رئته الفسيولوجي ليفاجئه بأنها رئة عجوز كبار في حين أنه لم يبلغ الحلم بعد وأن رحلته مع التدخين بدأت حين كان يسامر مدخنا أقنعه أن العبور إلى جسر الرجولة يتطلب أولا وأخيرا أن يلتحق بركب المدخنين ليجد نفسه وقد حجز بطاقته إلى المستشفى برسم مرض عضال أو إلى المقبرة في عفوان عطائه وريعان شبابه !!
عبد الله الخليل

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى