نصدق .. من نُصدق ؟!/ عبد الله الخليل

في ظل استفحال فيروس الشائعات المتجدد وتضارب تداعيات رصاصات أطويلة المتسارعة، وتحت وطأة الصمت المخجل من الجهات الرسمية على وضعية صحة رئيس الجمهورية؛ يقف المتأمل -هذه الأيام- حيران على منعطف تتجاذبه جدلية صراع الشائعات والروايات المتباينة ..!!


نُصدق .. من نُصدق ؟! سؤال بات يطرحه الجميع أو على الأصح أمسى يمليه الواقع على سائق التاكسي وركابه.. على التاجر وزبائنه.. على السوق ومرتاديه.. على الأستاذ وطلابه.. وعلى الأسرة ومحيطها؛ كما هو حال ندماء الشاي وجلاس الأرصفة والمقاهي، بل أصبح يفرضه على يوميات الأدباء والشعراء وتنكيت مشتركي مواقع التواصل الاجتماعي، ومن لم يبخل يوما بقليل اهتمام لمجريات وطنه !!.

حال توجس وقلق مرجف وشائعات متضاربة يعيش على وقعها الإداري والشرطي وربما هنا العسكري؛ ليظل الصحفي واسط هذا الإعصار المدوي يطارد حقيقة مفقودة فرضتها غيوم التناقض واللامنطقية !!.

لا المحلل ولا المراقب أبانا بعد عن تخمين قد يوصل لحقيقة تقهر كل الروايات المتواترة والشائعات المتناقضة ..!!

وعجبا من العجيب أن ترى الأطفال – أيامنا الحالكة هذه – يعيشون -هم الآخرون- في بحث مستميت عن صحة صحة هرم السلطة ورئيس البلاد دون الاستسلام لمنطقية الرواية الرسمية وسيناريو الملازم المرتبك ..!

لم يعد من المفاجئ أن يسألك طفل هذه الأيام عن جديد أخبار رئيس الجمهورية، بل الأدهى من ذلك كله أنه لم يعد ملفتا للانتباه أن يسرد عليك وبكل قناعة وثقة قصة جديدة تروي تفاصيل إصابة رئيس الدولة، قصة تلقفها من الشارع وإن كانت مسممة – غالبا – بمضامين تتنافي وأخلاقية الإنسان اتجاه صنوه الإنسان، ناهيك عن تناقضها والقيمَ الدينية .!!

أمر مخجل والله؛ يمر الوقت سريعا بين صراع الساسة والموسوسين والوطن على أعتاب الذكرى الثالثة والخمسين لعيد الاستقلال !!

تطالب المعارضة ومن والاها بملف طبي يكشف تفاصيل صحة رئيس وصَفَتْ حالته بالمتدهورة رغم التشكيك في تصريحات كل من ادعي لقائه أو مهاتفته مطمئنا على ظروفه الصحية.. وفي المقابل – كما جرت العادة – تخرج الموالاة لتفند وتشكك في نوايا غريمتها القديمة قدم الاستقلال ..!

تخرج ولا جديد في جعبتها سوى تغردة ببغواتية: ” رئيس الدولة بألف خير وسيعود قريبا ..” ..!

هنا بين معاهدة متذبذبة في مواقفها ومعارضة تطالب بفترة انتقالية لم يخولها بعد الدستور، وموالاة لم تتريث أن يصل رئيسها باريس في رحلته الإستشفائية حتى قرعت طبول الدعوة لانتخابات تشريعية عاجلة؛ هنا بين تجاذبات هذه الأقطاب وشيطنة خط خفي خبيث النوايا يبث سمومه بين ضعفاء العقول: تلتزم – من يفترض أن تمد بحقيقةِ شخصٍ عليه مصيرُ دولةٍ وشعبٍ وجيلٍ بأكمله – الصمتَ المطبق آذِنة للمواطن بتصديق كل قيلٍ وقالْ، محاولة إقناعه برواية وصفها حتى بلهاء القوم بالمهزلة المتناقضة نصا وحبكا وإخراجا ..!!

للأسف مع كل هذا يحاول الإعلام الرسمي بمعاضدة مطبلي الأغلبية أن يرسخ في ذهن المواطن تصديق قصة أبى هذا الأخير -أول وهلة- إلا أن يعتبرها تلفقا وزيفا وتلاعبا بالعقول ..!

وللأسف تستنهض معارضتنا الهمم وتغازل الجيش الأبي وتجند للدخول في دوامة مرحلة جديدة لا قبل لنا بها ..!!

من يحكم البلاد؟ من؟! الرئيس؟ الوزير الأول؟ المؤسسة العسكرية ..؟ أم حقا نعيش شغورا دستوريا؟ هنا قد لا يهتم المواطن البسيط بالإجابة كثيرا؛ كل ما بات يهمه هو الخبر اليقين عن صحة رئيسه وحاكم بلاده !!

فقط يقول أحدهم هنا: الخبر اليقين عندي الكابت لسيل الشائعات والقاطع دابر الهواجس هو ظهور رئيس الجمهورية على الأقل في تسجيل مصور وعند ذاك يمكن قطعا أن نثير استفهامات جديدة ونبدأ في فصول حلقة قد توصل نهايتها إلى الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ووعندها لكل حدث حديث ..!!

عبد الله الخليل

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى