مطبَّات الإخفاق.. ومهاي الانزلاق !

أعتقد – يا أيها البعض – ولا أعمم أنك تسلك فجّا غير الذي يسلك عمر !طريق وعر كثير المطبات والمنعطفات، سلوك يستدر الشفقة والرثاء لحال أهله، تجاوزٌ لحدود اللياقة والآداب، هبوط إلى مهاوي الانزلاق والانطمار في مستنقع لا انتشال منه، أطروحات مربكة ومرتبكة يطغى عليها التهريج والتخبط والارتجال؛ منذ الانتخابات الرئاسية وحكايات “بائها” المجنّح الطائر المضحكة، مرورا بالتشكيك في صدقيّة تعهدات الرئيس وتجاهل الانجازات الكبرى ومحاولة “قَنْبلَنَة” الوضع على مبدإ “عليّ وعلى أعدائي” ..!!

ومقاسمة المريدين – على قلتهم – بأن عمر “النظام” ليس إلا أياما معدودات! والتشكيك في إمكانية وعدالة توزيع القطع الأرضية وبرنامج أمل والتضامن .. و”تغويل” القاعدة في ذهن المواطن وإقناعه بأن الحرب عليها انتحار ! والتشكيك في مقدّرات الجيش وجهوزيته! والغمز في إصلاح الإدارة وتقريبها من المواطن! والعزف على تداعيات قطع العلاقات مع العدو! والتهديد بمخاطرِ قحط لا يبقي ولا يذر وسنين عجاف؛ فإذا الوطن جنات غناءُ ].. قحطه لم يتجاوز أذهان ورؤوس المبشرين به[.

وأخيرا لا آخرا: السقوط الكارثي في قراءة الأحداث عشية الوعكة الصحية التي ألمت برئيس الجمهورية، وإطلاق الشائعات جزافا ذات اليمين وذات الشمال بأن انقلابا مَّا قيد الإنجاز وأن أزمة مَّا تلوح في الأفق، ليتبين أنه مجرد انقلاب يداعب مخيلة مثخنة بجراح الحقد والهزيمة، وأن الأزمة ليست إلا محاولة تأزيم وتسخين بائت بالفشل كأخواتها الكثيرات !.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

أفلا تؤوبوا إلى رشدكم؟ عبّدوا ميليمترا واحدا، افتحوا قسما مدرسيا على الأقل، عالجوا مريضا، افتحوا دكانا أمام المواطنين المحتاجين، أغرسوا شجيرة حتى لا تدخلوا “موسوعة جنز” الكونية كأقل معارضة إنجازا وأكثرها بعدا من شعبها .

واسمحوا لنا في هذا المقام أن نشخص معا مشكلتكم ونقرأ معا مستقبلكم السياسي؛ هذا المستقبل الذي لا تتطلب قراءته ضربا على الرمل ولا قراءة كف ولا معرفة برج؛ لأنه بكل بساطة مستقبل مرتبط بماضِى الإملاقات في الرؤية والتملقات في المواقف فضلا عن ارتباطه بحاضر تائه ومتعربد !!

نعتقد في ذات السياق أن نهجكم لمَّا يبلغِ الرشدَ بعدْ! تهوون التهريج و”مسرحنة” السياسة، إلا أن عروضكم باهتة ونصوصكم فقيرة ونِكاتكم سمجة، ملَّها المتلقي قارئا ومشاهدا ومستمعا ..!

أصبتمونا بالإعياء والصداع لأنكم لا تفقهون ما تفعلون ولا تفعلون ما تفقهون.. تتعاملون مع القضايا الكبرى للأمة بمزاج متقلب تقلب طقس مدينة نواكشوط !

فتُرى هل أنتم معارضة راديكالية ؟! أم لبرالية ؟! أم اشتراكية ؟! أم إسلاموية وسطية ؟! أم أنكم كل ذلك أم أنكم لستم مطلقا شيئا من ذلك ؟! أم أنكم مجرد سماسرة مواقف، بضاعتكم مزجاة وبوار ؟!

تحاولون دائما امتطاء موج المشاعر وتأجيجها فتتزحلقون في سقوط حر مدوٍ، قِوي احتكاكه معدومة –كما يقول الفيزيائيون- وتسارعه الجاذبي أكبر من عشرة كما نعتقد نحن !

وختاما فلتعلموا علم اليقين ألاَّ أحد في الوطن يريد مشهدا سياسيا أحادي اللون؛ بل نرحب بكل ألوان الطيف، إلا أننا نتمنى أن تنتظم هذه الألوان وفق نواميس الطبيعة وقوانين الفيزياء، وأن تسقط المنطقة الرمادية؛ “وعندها لا بها” أو بها سيتبين للمخدوعين فيكم –على قلتهم- الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر المنبلج الساطع، “وعندها لا بها” أو بها ستتقوض دعائم هذا الصرح العنكبوتيّ ويتهاوى الإخطبوط الوهمي وتتقلص أرجله الأميبية الكاذبة؛ ليختزل المشهد في فضاء ثلاثي الأبعاد: رئيس منتخب يحفظه شعبه في المُقل والأفئدة ويفديه بالأنفس، وأمة راهنت على هذا الرئيس في وجه ثلة لم تحترم إرادة أمتها .

د/ محمد ولد الخديم ول جمال

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى