رسالة مفتوحة إلى فخامة السيد رئيس الجمهورية

السيد رئيس الجمهورية،

إننا بعد تهنئتكم بما من الله به من الشفاء عليكم وتمني لكم مزيدا من الصحة والعافية لنرفع إليكم شكوانا من وزير الدولة للتهذيب الوطني والتعليم العالي والبحث العلمي الذي لم يترك نوعا من أنواع الظلم إلا مارسه علينا لا لشيء سوى أننا مارسنا حقنا الطبيعي في إضراب مشروع دعت إليه نقابتنا المشرعة، وهكذا قطع الوزير الرواتب والعلاوات دفعة واحدة، في حين أضرب الأطباء أربعين يوما ولم تقتطع من رواتبهم أوقية واحدة كما حرمنا من تصحيح الامتحانات الوطنية كالباكلوريا.

وأخيرا عمد إلى تحويلنا تعسفيا في عقوبة شملت مائة وثمانية من خيرة الأساتذة بموجب مذكرة عمل رقم 174 الصادرة بتاريخ 18 سبتنبر 2012 في سابقة خطيرة في التاريخ الوطني بناء على رسائل المديرين الجهويين للتعليم المحالة بواسطة الولاة، متهمين الأساتذة بالتحريض على الاحتجاج والإضراب وممارسة السياسة في مخالفة صريحة للقانون وخاصة ترتيبات المواد 16- 18- 75- 76 من القانون 93/09 الصادر بتاريخ 18 يناير 1993 المتضمن النظام الأساسي للموظفين والوكلاء العقدويين للدولة، والدليل على أن هذه التحويلات تعسفية مخالفة للقانون أمور أهمها:

– أن هذه التحويلات التعسفية اقتصرت على المضربين فلم تشمل غيرهم مع العلم أن الوزارة كانت تدعي فشل الإضراب وقلة الاستجابة له،

– أن الوزارة تحول أساتذة من ولاية لتجلب مكانهم أساتذة إلى الولاية نفسها وهم يدرسون التخصص نفسه.

– أن القانون الموريتاني يعتبر التحويل مع تغيير مكان الإقامة عقوبة من الدرجة الثانية طبقا للمادة 76 من القانون 93/09 الصادر بتاريخ 18 يناير 1993 المتضمن النظام الأساسي للموظفين والوكلاء العقدويين للدولة.

ورغم ما قمنا به وما قامت به نقابتنا النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي من مراسلات واحتجاجات مدنية مسؤولة ورغم تعاطف الرأي العام معنا أغلبية ومعارضة بكافة أطيافها فإن وزير الدولة للتهذيب الوطني والتعليم العالي والبحث العلمي ما زال مصرا على موقفه الظالم والمخالف لصريح القانون بل تجاوز ذلك فعلق رواتب 58 منا قبل عيد الأضحى بأيام قليلة في شهر اكتوبر الذي جرت العادة ألا تعلق فيه الرواتب لأن الوضعية التربوية لما تستقر.

السيد رئيس الجمهورية،

لقد قمنا بمراسلتكم منذ شهرين قبل إصابتكم حول قضيتنا وها نحن اليوم نذكركم بهذه المأساة التي تجاوزت الشهرين آملين منكم أن ترفعوا عنا هذا الظلم الصارخ، وسنكون ممتنين لكم إذا شرفتمونا بلقاء نشرح لكم من خلاله مزيدا من حيثيات الظلم الواقع علينا إذا اقتضى الأمر.

كما نرفع إلى علمكم أن إقالة وزير الدولة للتهذيب الوطني والتعليم العالي والبحث العلمي الذي لا يرعى في التعليم إلا ولا ذمة باتت ضرورية لتلافي ما تبقى من العملية التربوية.

ولكم منا كل التقدير والاحترام.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى