افتتاح النسخة الثامنة مهرجان الأدب الموريتاني

نواكشوط ـ صحفي ـ تم مساء اليوم الاثنين (17/12/2012) افتتاح فعاليات النسخة الثامنة من المهرجان السنوي للأدب الموريتاني الذي ينظمه اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين تحت رعاية معالي وزيرة الثقافة والشباب والرياضة، وذلك بفضاء التنوع الثقافي والبيئي وسط العاصمة نواكشوط.

وجرى حفل الافتتاح بحضور وزراء الثقافة والتعليم والتوجيه الإسلامي، وبحضور رموز الثقافة والأدب والفكر، وعشرات الشعراء والكتاب وجمهور غفير من عشاق الكلمة المبدعة.

وأكدت وزيرة الثقافة سيسي بنت الشيخ ولد بيده في افتتاح المهرجان، أن الثقافة تمثل رصيد الوحدة الوطنية، وصمام أمان في وجه كل ما يسم من تماسك الأواصر القوية بين مكونات التركيبة الاجتماعية الموريتانية التي تعايشت عبر العصور وتداولت المعارف الإسلامية، واستطاعت أن تشكل قطب تأثير هائل في الجوار”.

وقالت إن هذا المهرجان يلتئم في ظرف تميز باعتماد سياسة تهدف إلى الرفع من شأن الثقافة والتراث والفنون من خلال برامج متكاملة تحرص طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على تحقيق الحفاظ على هوية شعبنا وصيانة ثقافته الراقية”.

وشددت على أن إسهام الأدباء والكتاب في تكريس الهوية الوطنية يعتبر من المبادئ التي يعول عليها قطاع الثقافة، وإن الأدباء أقدر الناس على توطيد هذا المسار.

وأعلنت أن الحكومة ستواصل دعم الأدباء والكتاب ومجتمع الثقافة لترسيخ تقاليد شراكة كاملة من خلال تنظيم المهرجانات ودعم النشر والندوات الوطنية والإقليمية والدولية.

وتوجهت الوزيرة بالشكر الجزيل إلى جميع الأدباء والكتاب الموريتانيين، مضيفة شكرها الخاص للاتحاد الذي استطاع أن يلم شمل شتات أطراف ساحتنا الثقافية والأدبية في انسجام وتوحد رائعين”، وفق تعبيرها.

وبدوره، أشاد الشاعر الكبير عبد الله السالم ولد المعلى رئيس الاتحاد، في خطاب الافتتاح، بالتجاوب السريع الذي لاقاه المكتب الجديد للاتحاد من طرف الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
mmua.jpg

وقال ولد المعلى إن الرئيس استقبل “بكل أريحية مكتب الاتحاد بأقل من أسبوع على انتخابه، واستمع لمطالب اتحاد الأدباء بصدر رحب، وتعهد بدعم الاتحاد، وهو ما تجسد عمليا”، وفق تعبيره.

كما نوه ولد المعلى “بالجهود المخلصة” التي قامت بها السيدة وزيرة الثقافة، التي دعمت الاتحاد بإخلاص، وفتحت له الباب، واعتمدته مرجعا في كل النشاطات الثقافية والأدبية”.

وأكد ولد المعلى فخره بالوقوف اليوم أمام هذا الجمع المهيب، وهذه النخبة المميزة ليتحدث “عن هم من هموم الأمة، وعن أمل من آمالها، عن هذه الدوحة التي نتفيأ اليوم ظلالها، ونتنسم عبيرها، ونرتشف رحيقها، دوحة الأدب والشعر التي نبتت من مشاعر الإنسان، وحلم بها عندما لم يكن شيئا مذكورا”.

وأضاف “إذا تصفحنا التاريخ الإنساني منذ أن وجد الإنسان واستخلف على الأرض، إلى يومنا هذا، فإننا نجد أن الأمم قلما تنهض إلا بازدهار آدابها وفنونها، أوترتكس وتتخلف عن ركب الحضارة إلا حين تُعرض عن الإبداع الأدبي والفني، وما واقعنا العربي عنا ببعيد”.

وأكد ولد المعلى أن” أدبنا العربي الشنقيطي كان شأنه في ذلك شأن الآداب الإنسانية، مفعم بالشذى، مسكون بالخصوبة، ثر الدلالات، يمور بالأشكال والألوان، وهو إلى ذلك من الآداب الإنسانية الراقية بغنائيتها، المعبرة عن إنسانيتها، والنابضة بدم الحياة وتفاصيلها”.

وأوضح أن الأدب الموريتاني “عبر عن وجدان إنساني استبطن العقل، وعن عقل استهواه الجمال، فركب جناح العاطفة، دون أن يتخلى عن خصوصيته، وتعبيره العميق عن تجربة الأمة العظيمة”.

وقال إن هذا المهرجان هو تقليد دأب الاتحاد على القيام به كل سنة.. منذ أن تلقى الدعم من الدولة الموريتانية، مشيدا بالدور الذي لعبه في هذا المجال الشاعر الكبير محمد كابر هاشم، الرئيس السابق للاتحاد، والزملاء الذين عملوا معه من أجل إخراج الاتحاد من طور رابطة لا تملك مقرا مستقلا، وليست لها موارد، إلى اتحاد للأدباء والكتاب يقيم مهرجانا سنويا، وينشر الأعمال الأدبية، ويشجع الإبداع والمبدعين، فلهم منا جزيل الشكر والامتنان”.

وقال ولد المعلى إن مهرجان الأدب الموريتاني يأتي هذا العام في ظل سعي المكتب الجديد للاتحاد إلى تطوير أساليب العمل، ودفع الإبداع إلى آفاق أكثر إشراقا.

وأوضح أن المكتب الجديد للاتحاد قام منذ انتخابه في بوضع إستراتيجية لتطوير وتنشيط الساحة الأدبية والثقافية من خلال تنشيط أماناته المعنية، كما تم وضع برنامج عمل تضمن أكثر من 15 نشاطا طيلة الشهور الأربعة الأخيرة، توزعت بين الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية.

وعدد ولد المعلى هذه الأنشطة التي قام بها الاتحاد والنوادي الأدبية التابعة له، والتي توزعت بين الاماسي الشعرية والندوات النقدية والأماسي السردية.

وقال إن الاتحاد أعلن عن “برنامج طموح” للسنوات المقبلة بهدف تطوير الاتحاد، ومشاركته الفاعلة في النهوض بالساحة الثقافية والأدبية، معلنا أن الاطلاع على هذا البرنامج سيكون متاحا لكل المهتمين بشأن الاتحاد على موقعه الذي بدأ بتطويره، ليتمكن متصفحوه من الاطلاع على كل الإبداعات الخاصة بالأدب الموريتاني، ولمنتسبي الاتحاد على الخصوص”.

ونوه إلى أن الاتحاد يعول على الدعم الرسمي وزيادة موارده المالية “حتى يتمكن من القيام بواجبه في خلق نهضة أدبية وثقافية في هذا البلد الذي يملك ثروة إستراتيجية ظل يتفيأ ظلالها ويجني ثمارها طيلة قرون، وهي ثروة الثقافة والأدب”.

يشار إلى أن المهرجان هذا العام ينظم تحت شعار نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تم افتتاحه بآيات بينات من ذكر الحكيم، ووقفة ترحم على أرواح الأدباء الموريتانيين الراحلين، كما شهد حفل الافتتاح الاستماع لمقطوعات من التيدينت، وعرض مسرحي، ونشيد التحاد الذي أدته فرقة من المسرحيين الموريتانيين.

ومن المتوقع أن يقوم أكثر من 140 شاعرا بإلقاء قصائدهم في هذا المهرجان، وتستمر فالياته 4 أيام، تتضمن ثلاث أماس شعرية يشارك فيها أكثر من 140 شاعرا، وندوات لمية، كما سيتم خلاله إعلان الفائزين بمسابقة الإبداع السنوية التي ينظمها الاتحاد.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى