بسم الله الرحمن الرحيم
قبل ما يربو على السنة وفي وجه الاستبداد الكلي الذي أوصل البلاد إليه تعنت النظام، رفعت المعارضة شعار “الرحيل” بعد أن تيقنت أن هذا هو السبيل الوحيد إلى كبح جماح السلطة المستبدة برأيها والسادرة- دون رادع- في ممارسة الإقصاء والتهميش وتسفيه الآراء المخالفة لما تراه.
وقد خاضت الجموع الغفيرة نضالات سيذكرها التاريخ لحشر النظام في زاوية ضيقة أرغمته على مضاعفة الخروقات لما يدعيه من ديمقراطية حيث عمد يائسا إلى محاولة شرذمة المعارضة وإطلاق شعارات شعبوية، وقف الجميع اليوم على تهافتها ولم تعد تنطلي على أحد.
وفي تلك الأثناء ظلت سياسته الخرقاء تزيد الهوة السحيقة بين الأغنياء الذين أثروا في عهده والفقراء الذين أشبعهم أحلاما لم يروا حتى الآن أدنى أمل في تحقيقها، تحت وطأة الغلاء المتزايد للمعيشة وانتشار الرشوة والمحسوبية وإيقاظ النعرات القبلية والجهوية والعنصرية التي يهيئ لها النظام منذ فترة مهددا بإشعال فتيلها كل حين.
وتبدى بوضوح للجميع أن جل الإجراءات التي قيم بها حتى الآن وهي من حق الشعب الذي لا يمتن به عليه وواجب كل سلطة تتولى تسيير شؤونه – إنما تدخل في إطار الحملة الانتخابية السابقة لأوانها التي يبدو أن نظام ولد عبد العزيز قد بدأها، من جانب واحد كما هو دأبه في كل مجالات حياتنا.
واليوم وقد ازداد الطين بلة وتفاقمت الأوضاع والأحوال في جو فوحان روائح الفضائح المالية والأخلاقية التي يرتكبها النظام نهارا جهارا، فإن مطالبتنا برحيله تغدو أكثر إلحاحا من ذي قبل، ذلك أن ما يحضر له الآن هو مواصلة إفقار شعبنا بحجة الإنفاق على مجهود الحرب التي دخلناها في السر والتي- إن استمرت الحال على ما هو عليه- ستتطاير شظاياها لتلقي بنا في أتونها.
كما أن الانتخابات التي يدعي من هنا وهناك إلى الإسراع بتنظيمها لا يمكن أن تجرى في ظل السلطة الحالية التي هي، وإن تلبست بلبوس غير لبوسها، مجرد امتداد للنظام العسكري الظالم الذي ظل يحكمنا عنوة على مدى ثلاثين سنة وآن الأوان لإلغائه وإفساح المجال أمام شعبنا كي يختار بحرية من يسوس شؤونه دون خوف أو ترهيب.
لقد ولى عصر الاستبداد إلى غير رجعة منذ إطلالة زمن انتفاضة الشعوب الذي وإن تعثر هنا وتباطأت وتائره هناك، فإنه مستمر بلا ريب وستكون نتيجته- إن شاء الله- سيادة إرادة الشعب والقانون ومراقبة الحكام في ممارساتهم العامة والخاصة وإحقاق الحق والتوزيع العادل لثروات الوطن وإيقاف عجلة تدمير مقومات الدولة الذي يولده حكم الفرد وإغلاق الأبواب أمام الحوار الجاد الذي خلق بدوره حالة الاستبداد التي نعيشها اليوم على جميع الصعد.
أمام هذا الوضع، فإن مطالبتنا برحيل ولد عبد العزيز ونظامه تتأكد أكثر فأكثر ولا بديل عنها على الإطلاق وسنواصل نضالنا من أجل بلوغ هذا المبتغى، معولين في ذلك على وعي وإخلاص مناضلينا وكوادر أحزابنا ومن ورائهم الجموع الوفيرة التي لم تعد تثق في الحكم ورموزه وتدعو إلى رحيله.
هذه الجموع هي التي يعول عليها حزبنا في كسب رهان التغيير المنشود واسترجاع شعبنا لدوره المحوري في اختيار من يحكمه وتحديد أولوياته الوطنية وطبيعة المسار السياسي الذي يلائمه ويخدم مصالحه الوطنية وخياراته الجوهرية.. من أجل هذا كله فإننا نوجه نداء إلي كافة ساكنة نواكشوط، بغية المشاركة الفعالة في مسيرة ومهرجان الحزب: “حزب اللقاء” الذي سيشكل التعبير الصادق عن آلام وآمال الشعب مساء يوم الأحد المقبل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته