الرئسان الموريتاني والنيجري يعقدان مؤتمرا صحفيا

أكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز أن موريتانيا والنيجر يتقاسمان وجهات نظر متطابقة بخصوص ضرورة محاربة الإرهاب ورفض التفاوض مع الإرهابيين.

وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس النيجري ايسوفو محمادو صباح اليوم في القصر الرئاسي في نواكشوط:

“أود في البداية أن أشكر الرئيس على ما قاله وعلى حرصه على تنويع وتحسين العلاقات التاريخية التي نسجها أجدادنا وعلينا الاستمرار في ذلك النهج.

وأود أن أعرج قليلا على السؤال الذي طرح على الرئيس لتنوير صاحب السؤال قليلا وأقول في هذا السياق أنه لا تناقض في موقف الدولتين حيث أننا في موريتانيا كنا دائما مع التدخل فقد تدخلنا حتى قبل أن تكون المشكلة مطروحة كما أننا ضد التفاوض مع الإرهابيين، لأن الإرهاب بالنسبة لنا داء لا يعرف الحدود ولا يمكن التفاوض مع أهله لأنهم متطرفون يجهلون القانون والأخلاق وكل ما من شأنه أن يتيح للافراد التعايش مع بعض والحياة الكريمة.

ولم يطرح أبدا في موريتانيا موضوع التفاوض مع هؤلاء وأعتقد لذلك أن السؤال لم يطرح بشكل جيد.

ومن جهة أخرى فإن موقفنا موقف يأخذ في الإعتبار عددا من الحقائق نتقاسمها معا مع جيراننا ومع دول الميدان ولم نرغب أبدا في الأونة الأخيرة في أن نتدخل عسكريا لأننا نضع نصب أعيننا وجود مشكلتين على مستوى الشمال المالي.

ويتعلق الأمر بمشكلة الإرهاب المرتبط بتواجد مجموعات إرهابية هناك منذ 2001 يتغاضى عنها للاسف الشديد الحكم المركزي في مالي منذ 12 سنة بالتحديد.

وهناك مشكلة أخرى يطرحها بانتظام سكان الشمال ومن بينها مطالب مشروعة أحيانا تتعلق بالبنى التحتية الأساسية والصحة والماء والكهرباء والتعليم وهذه مطالب مشروعة رغم أن هناك مطالب أخرى غير مقبولة لأنها تمس وحدة الدولة المالية ونحن كنا وسنظل ضد ذلك ونرفض الاستماع لمثله.

وكان أملنا في كل مرة قيام مفاوضات بين الحكم المركزي في مالي وسكان الشمال من أجل ايجاد حلول ونحن نعرف أن مالي مثل موريتانيا والنيجر دول فقيرة وعلينا أن نتقاسم القليل الذي لدينا مع مواطنينا وأن نحاول في كل مرة أن نسعدهم كل ما كان ذلك ممكنا.

لكن بخصوص الإرهاب فقد طلبنا ونقترح دائما توحيد جهودنا من أجل محاربة هذا الداء الذي لا يستهدف مالي وحدها كدولة ولا شمالها فقط وانما يستهدف منطقة الساحل برمتها وينعكس سلبا على اقتصادياتنا ويؤدي الى شبه توقف للقطاع السياحي وللتنمية بشكل عام حيث توقف معظم أنشطة التنقيب وينعكس كذلك سلبا على النقل حيث ارتفعت التأمينات سواء على النقل الجوي أو البحري إلى منطقة الساحل باعتبارها منطقة غير آمنة.

أن موريتانيا لم تتدخل لأن الأمر يتعلق بالدول الأعضاء في المجموعة الإقتصادية لدول غرب افريقيا وموريتانيا ليست عضوا فيها وفوق ذلك فانما يحصل الآن هو ردة فعل على وضع كارثي عرفته مالي، اذن هو عمل لم يكن مبرمجا وتدخل مشروع لانقاذ ما يمكن انقاذه من دولة كادت أن تسقط بالكامل في أيدي الإرهابيين.

ومن هنا جاء تدخل فرنسا ومن بعدها اتشاد ودول افريقية أخرى من بينها النيجر، فموريتانيا لم تتدخل لأنها لم تكن جاهزة ولكنها تلعب دورا أساسيا في منع الإرهابيين من التسلل واللجوء إلى اراضيها ومحاصرتهم في الشمال من أجل تمكين الوحدات المتدخلة من الاجهاز عليهم في اوكارهم واعتقد ذلك دورا مهما جدا.

وعندما يتغير الوضع الحالي فان موريتانيا باعتبارها عضوا في الأمم المتحدة ليس هناك ما يمنعها من إرسال قوات إلى الشمال المالي او نشرها على الحدود من أجل المساعدة في امن واستقرار هذه الدولة انطلاقا من واجبنا.

وبخصوص العلاقات بين موريتانيا والنيجر هناك لجنة عليا تم انشاؤها سنة 1989 ولم تفعل أبدا وقد طلبنا من الجهات المختصة تفعيل هذه اللجنة خدمة لمصالح شعبينا في الدولتين”.

وبدوره شكر الرئيس النيجري في رده على أسئلة الصحفيين رئيس الجمهورية والحكومة والشعب الموريتاني على الاستقبال الحار الذي كان موضعا له والوفد المرافق له مشيرا إلى الروابط التاريخية بين البلدين.

وقال الرئيس النيجري إن النيجر وموريتانيا وجميع دول الساحل يتعرضون لتهديد مشترك هو الإرهاب والجريمة المنظمة وتجارة المخدرات وأن المواقف في مواجهة هذا التهديد لم تتباين أبدا وظلت الرؤية واحدة لمواجهته بحزم من أجل القضاء على الإرهاب في فضاء الساحل والصحراء.

وأضاف أن مسألة الأمن في هذه المنطقة تصدرت مباحثاته مع رئيس الجمهورية وأن الزعيمين يتقاسمان نفس الرؤية بخصوص الارتباط بين الأمن والتنمية ويعيان أنه لا وجود لأحدهما بدون الأخر.

وأشار الرئيس النيجري إلى أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجال استخراج المعادن وأهمية تبادل الخبرات في هذا الشأن خاصة أن بلاده منتج كبير لليورانيوم وموريتانيا منتج كبير لخامات الحديد.

وحيى الرئيس النيجري شجاعة فرنسا واتشاد المتواجدين في الخطوط الأمامية لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة في مالي، مشيراإلى أنه لا يستطيع نفي أو تأكيد المعلومات التي قدمت حول مقتل عدد من قادة القاعدة في مالي.

وأضاف أن موريتانيا والنيجر ومن موقعهما في قيادة أركان دول الميدان عملتا على دفع هذه الدول على أخذ هذا التهديد على محمل الجد وإلى أن موريتانيا تلعب حاليا دورا مهما جدا في هذا الصدد ليس فقط ضد التهديد الإرهابي وإنما ضد عصابات الجريمة.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى