موريتانيا ستصدر الكهرباء الى مالي وتتعهد بارسال قوات لحفظ السلام

وقعت موريتانيا ومالي اليوم الاثنين بالقصر الرئاسي في نواكشوط البيان المشترك الصادر في أعقاب زيارة العمل والصداقة التي أداها الرئيس المالي لبلادنا يومي 10 و 11 مارس الجاري، وذلك بحضور رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز والرئيس المالي ديونكوندا اتراووري.

ووقع البيان من قبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد حمادي ولد حمادي ووزير الماليين في الخارج والاندماج الإفريقي السيد دمبا اتراووري كما تمت قراءته من قبل الوزيرين.

وهذا نص البيان المشترك:

“تلبية لدعوة كريمة من أخيه وصديقه فخامة السيد محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، أدى فخامة البروفيسور ديونكوندا تراوري رئيس جمهورية مالي بالنيابة، زيارة صداقة وعمل للجمهورية الإسلامية الموريتانية يومي 10 و11 مارس 2013، على رأس وفد هام يضم على الخصوص وزيرالدفاع والمحاربين القدامى، ووزير الماليين في الخارج والاندماج الإفريقي ووزير الطاقة والمياه إضافة إلى مسؤولين سامين من الحكومة المالية.

وتندرج هذه الزيارة في إطار التشاور والحوار الدائم بين رئيسي الدولتين كما تهدف إلى توطيد علاقات الصداقة والتعاون الأخوي القائمة بين البلدين.

وخلال هذه الزيارة أجرى فخامة البروفيسور ديونكوندا تراوري رئيس جمهورية مالي بالنيابة مباحثات على انفراد مع فخامة السيد محمد ولدعبدالعزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية تناولت سبل تعزيزالعلاقات الثنائية وقضايا شبه المنطقة والقضايا الإفريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقد وسعت هذه المباحثات لتشمل فيما بعد أعضاء الوفدين واتسمت بتطابق تام لوجهات النظر حول مختلف هذه القضايا.

ولدى تطرقهما للعلاقات الثنائية وخاصة الوضع الأمني في شبه منطقة الساحل والصحراء أشاد رئيسا الدولتين بتدخل القوات الفرنسية -الإفريقية من أجل تثبيت السيادة والحوزة الترابية لمالي المهددة من قبل العصابات الإرهابية التي اتخذت من شمال البلاد ملاذا لها.

واتفق الرئيسان على تعزيزالتعاون بين القوات المسلحة وقوات الأمن في البلدين من خلال اللقاءات الدورية والتبادل المنتظم للمعلومات الإستخباراتية والتشاور الدائم بين قيادات الأركان، كما اتفقا على عدم السماح لأية مجموعة مسلحة أو إرهابية محتملة بالتواجد على تراب أي من الدولتين.

وأعربا عن أملهما في أن يتعزز التعاون بين كافة الدول الواقعة ضمن الشريط الساحلي الصحراوي بغية تنسيق عمليات المكافحة ضد العصابات الإرهابية ومهربي المخدرات وكافة أنواع التهريب.

كما جدد الرئيسان التصميم الحازم لحكومتي البلدين على تطبيق التوصيات المنبثقة عن اجتماع الدورة 12 للجنة المشتركة الكبرى للتعاون المنعقدة في نواكشوط يومي 27 و28 يوليو 2011، خاصة في قطاعات الطاقة والتجارة والبيطرة والنقل.

وأصدرا تعليماتهما السامية إلى وزيري الشؤون الخارجية في البلدين من أجل تنظيم اجتماع للجنة المتابعة المتخصصة في أقرب الآجال الممكنة، في أفق اجتماع قادم للجنة المشتركة الكبرى للتعاون.

ودعا الرئيسان الوزيرين المكلفين بالطاقة في البلدين إلى دراسة الإجراءات العملية التي تمكن من استفادة مالي من فائض طاقة محطة الغاز التي ستشيد مستقبلا بنواكشوط وهو الفائض القابل لإعادة التصدير من خلال شبكة مننتالي المتصلة في أقرب الآجال.

كما دعا الرئيسان الوزراء المعنيين إلى السهر على احترام الترتيبات المتضمنة في المعاهدة وحرية تنقل الأشخاص والممتلكات بين البلدين.

وعلى الصعيد شبه الإقليمي نوه رئيسا الدولتين بالتطور المنسجم والإيجابي لمنظمة استثمار نهر السنغال التي تشكل نموذجا للاندماج بين البلدان الأعضاء، وأصدرا تعليماتهما السامية إلى الوزراءالمكلفين بالملف لتأمين التنظيم المحكم للقمة المقبلة المقررة في 25 مارس الجاري بنواكشوط، سعيا وراء إعطاء دفع جديد للأنشطة المنظمة وتجسيد أهدافها.
كما أعرب الرئيسان عن تشبثهما باللجنة المشتركة لمكافحة آثار الجفاف في الساحل( أىٌسس) التي تلعب دورا هاما في الحد من الآثار السلبية للجفاف في بلدان الساحل كما هو الحال بالنسبة لمشروع السور الأخضر العظيم.

ولدى استعراضهما للوضع في القارة الإفريقية جدد الرئيسان دعمهما للتعاون الإقليمي والاندماج الإفريقي اللذين تبناهما الاتحاد الإفريقي الذي يوجهان إليه تهانئهما الحارة بمناسبة تخليد الذكرى الخمسين لإنشائه في 25 مايو.
وفي هذا الصدد أشاد الرئيسان بالإلتزام الدائم للمنظمة القارية بالبحث عن حلول للأزمات متعددة الأشكال في إفريقيا، في إطار مخطط الأمن والسلم الذي أعده الإتحاد الإفريقي.

وفي ما يخص الوضع في فلسطين جدد الرئيسان ارتياحهما لتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بمنح فلسطين صفة دولة مراقبة، كما أكدا دعمهما القوي لحق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

وفي ما يتعلق بالوضع في سوريا أعرب الرئيسان عن أسفهما لاستمرار التصعيد العسكري ودعوا الفاعلين المعنيين إلى السعي إلى بلورة حل سياسي عادل يضمن تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري في إطار احترام سيادة ووحدة سوريا وحوزتها الترابية، وتماسك نسيجها الوطني.

كما أكدا دعمهما للجهود المحمودة التي يقوم بها المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية السيد الأخضر الإبراهيمي.

ولدى استعراضهما للوضع الدولي أعرب الرئيسان عن أملهما في أن تتسم العلاقات الدولية بمزيد من الديمقراطية وجددا في هذا الصدد دعمهما للموقف الإفريقي المعبر عنه في توافق (إزولويني) في إطار إصلاح منظومة الأمم المتحدة، بما في ذلك توسيع مجلس الأمن حتى يعبر عن تمثيل عادل للمجتمع الدولي وتقنين العلاقات المتوازنة بين المنظمة والجمعية العامة.

وقد زار فخامة البروفيسور ديونكوندا تراوري رئيس جمهورية مالي بالنيابة خلال مقامه بعض معالم العاصمة الموريتانية، وهنأ فخامة السيد محمد ولد عبد العزيز على ما تم تحقيقه من تقدم على طريق تعزيز المكاسب الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي وتكريس دولة القانون واستقرار المؤسسات السياسية في موريتانيا.
وفي الأخير، وجه الرئيس المالي بالنيابة، تشكراته إلى الحكومة والشعب الموريتانيين الشقيقين على احتضانهما بكل أخوة وتضامن أشقاءهم الماليين اللاجئين بسبب الأزمة الأليمة التي تمر بها جمهورية مالي.

وفي ختام زيارة العمل والصداقة التي أداها إلى موريتانيا أعرب فخامة البروفيسور ديونكوندا تراوري رئيس جمهورية مالي بالنيابة عن جزيل شكره وعميق امتنانه لفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية وللشعب والحكومة الموريتانيين على الاستقبال الحار والأخوي وكرم الضيافة وحسن الوفادة التي حظي بها والوفد المرافق له، طيلة مقامه في نواكشوط.

ووجه فخامة البروفيسور ديونكوندا تراوري رئيس جمهورية مالي بالنيابة دعوة إلى أخيه وصديقه فخامة السيد محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية للقيام بزيارة رسمية إلى جمهورية مالي، وقد قبلت هذه الدعوة بكل سرور على أن يحدد تاريخها بالطرق الديبلوماسية.

حرر بانواكشوط في 11 مارس 2013 في نسختين عربية وفرنسية ويحظى النصان بنفس الحجية”.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى