بالرغم من تبعثر واختلاط أوراق ومكونات المشهد السياسي في الانتخابات المقبلة 2013- الي ان الكثير من التساؤلات تطرح نفسها ، بإلحاح شديد !:فهل سنذهب جميعا إلي الانتخابات القادمة معارضة وموّالاة؟ ام ان الخلاف سيظل سيّد الموقف ؟، بعد موافقة الأغلبية علي مبادرة الرئيس مسعود ولد بلخير بإستثناء أهم بند فيها.! وهو المغزّل عليه اصلا من طرف المعارضة :أي “حكومة أئتلاف ”
ورغم كل ذلك فإننا ماضون الي انتخابات عامة وشاملة لا مناص منها ،بدأت ملامح التنافس فيها ،وذلك لتجديد البرلمان ،والشيوخ ،والعمد ، والمستشارين في البلديات ، علي كامل التراب الوطني. ولاشك ان كل الطرق التي تأدي الي هذه المناصب السياسية الهامة لا تتأتي الا عن طريق حزب سياسي كما نصت علي ذلك نتائج الحوار الوطني الأخير، والتي غيرت مفهوم اللعبة وأركانها وفصولها السياسة علي أرض موريتانيا ، صاحبة التاريخ العريق في ممارسة اللعبة الدّيمقراطية .
ويبدوا أن الأعاصير وعواصف “الأنا ” بدئت تلوح في الأفق حيث أعلن بعض الفاعلين السياسيين ل”صدى الاخبار” عن استعدادهم لركوب موجة الانتخابات القادمة من أجل الوصول إلي قبة البرلمان عن طريق حزبهم بينما قال آخرون، أنه في حال عدم تلبيّة مطالبهم :والمتمثلة اساسا في “انــــا الترشح” ،أنهم سيبحثون عن البدائل.. وهو ما يعني الهجرة الي شاطئ سياسي اخر. ويري بعضهم أن الايدلوجية السياسية السائدة الان ، تنبني علي أسس المصلحة والتحالفات التي لا تتعدي كونها مصالح ضيقة بين اصحابها ، ..ويرون نشوء هذا الفكر في مدرسة ( الحزب الجمهوري القديم )في اواخر التسعينات.. حيث كان يلعب دور البطل في اللعبة الديمقراطية وظل يترك منفذا سياسيا لأطيافه ،أي انه كان يدع لهم مجالا في التّرشحات المستقلة ، خارج حظيرته الحزبية ، ومعه في نفس الوقت وفي نفس الدائرة الانتخابية ، فكان يفوز مرتين ، مرة لو نجح مرشحه ومرة الأخرى لو فاز المترشح المستقل الذي خرج من معسكره، وهذا ما لن يتحقق هذه المرة ، نتيجة حصريّة الترشح ، الا من حزب سياسي، ومن هنا فقد تعصف الأعاصير المسلسلة بالأنانية وعدم نكران الذّات المستشري بين الساسة والذي بدئت طبوله تدق ويسمع أزيزها من وقت لأخر في لغط السياسة القادمة في موسم الأعاصير. والتي كان اخرها ترحال ثلاثة احزاب من الموالاة الي المعارضة في بحثهم عن حظوظ واسهم جديدة، ولعل ان يكونوا وجهة او قبلة لبعض اصحاب النفوذ الجهوي ،او رجال الاعمال، والباحثين عن فضاء لذواتهم فقط ، والمتشبعين ب “الأنا” وخطّـــّاب السياسة الجدد.
كما ان الأحزاب الأيديولوجية لن تألو جهدا في انشاء تحالفات جديدة مع شخصيات وازنة وجعلها علي قمم لوائحها الانتخابية في المستقبل وذلك لشق صفوف اعدائها من اجل ان تظل وجهة للطامعين في الترشحات واصحاب النفوذ القبلي القوي في الولايات، و الذين يبنون علاقاتهم الحزبية علي اساس مصلحتهم الشخصية فقط واللذين لن يترددوا في التنصل من روابطهم الحزبية مندفعين خلف أغوار المستقبل ، كفرسان للأطماع ، في موسم سباق السيطرة علي أختام وأرزاق الشعب الموريتاني والتوقيع باسمه ووسمه ، وجميع أطيافه : فقرائه ..وأغنيائه …! غير ان التاريخ ليس أبلها ولا مغفّلا وسيحاسب الجميع…في منظار الضمير الوطني.
سيدي محمد ولد اعليات