المعونات يجب صرفها لمستحقيها فقط
تميزت فترة الاسبوعين الماضيين بمعاناة كبيرة قاساها المستضعفون من سكان البلاد، بعد ان وجدوا انفسهم بين مطرقة قساوة الظروف المعيشية وسندان الاجراءات الاحترازية .
و لو ان الامر اقتصر على هذا الحد، لهان الخطب. و لكن تعودهم على جشع البعض، جعلهم يرغبون في ان تعمل السلطات العليا في البلاد على التاكد من اخذ الاحتياطات اللازمة لتوصيل المعونات الى مستحقيها .
و ينبهون الى ان اكبر خطر يهدد العملية، يكمن في القائمين عليها. وحينها، تكون الخسارة مزدوجة لا؛ المستحق استفاد، ولا السلطة استبقت المصاريف.
ان التقسيم عبر بطاقات تموينية، تسلم اولا للاسر بشكل علني، يتم التاكد من سلامة المعايير التى اتبعت فيه قبل توجه المعنيين الى المخازن لاستلام حصصهم، سيمكن من توزيع الحصص بشكل عادل من ناحيتي كم الاستفادة و نوع المستفيد.
و بهذه الطريقة وحدها، يتم اشراك السكان في العملية .
ان ارسال لجان لتسجيل المستحقين داخل الاحياء بالموازاة مع لجان لاستقبال شكاوي المتظلمين، سيمكن من فرز لوائح مدققة، يتم توزيع بطاقات تموينية على اساسها يستلمها اصحابها قبل عملية تسليم المؤن .
ان هذه الطريقة، تمنع الازدحام امام مكاتب التسجيل والتوزيع ،كما تمنع الغبن بين المستهدفين بالعملية، ناهيك عن ذهاب المعونات في غير قصدها..
و لن تطرح الكوادر البشرية مشكلة؛ لان الحياة العامة في سبات يمكن من استغلال موظفي الدولة والتلاميذ والطلاب …
الا تسلكوا هذا السبيل فان المستصعفين لن يصلهم من لعبة “انباش لك” التي تعود الذين يقتاتون على الافتيات على حقوق الضعفاء على لعبها كلما سنحت فرصة من هذا القبيل : تعلن الحكومة التبرع، ويشمت لها سماسرة المال العام ليحصلوا اكثر مما دفعوا تحت عناوين مختلفة : ممثل، نائب، عمدة، حاكم، مسؤول حزبي، وجيه، مجتمع مدنى، سلطة تقديرية …فتكون “حميره” تمويلا للنافذين بعد ان كانت موجهة للمستضعفين، فيصدق كلام الكادحين : “حميره جات من شور الصين عادت نجاة للبطارين” .
و بالناسبة للذين لم يفهموا العبارة، فان “حميره” هي زرع احمر ارسلته الصين لموريتانيا لمواجهة شدة المت بالبلاد 1969 لكنها ذهبت الى جيوب غير مستحقيها حسب الكادحين.
محمد المهدي صالحي
مكتب لعصابة
وكالة صحفي للأنباء