حول تمزيق المصحف الشريف

تناقلت الأخبار المتواترة أمس أن كتاب الله العزيز قد تناولته أيْدٍ آثمة؛ بتمزيق المصحف الشريف؛ والإلقاء به في مراحيض مسجد خالد بن الوليد في مقاطعة تيارت.

وبسبب هذه الفعلة الشنيعة قضت جل أحياء نواكشوط ليلتها البارحة في جو من الهرج والمرج لم تعرفه من قبل. وفي صباح اليوم الباكر اجتاحت التظاهرات الصاخبة الشوارع؛ ليشهد مركز المدينة مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة؛ وكانت الحشود الغفيرة تَتَلقَّى المدد البشري طيلة ساعات هذا الصباح.

ومن المؤسف الحدة التي تواجه بها الشرطة هذه الأحداث، مثلما يؤسف جنوح مجموعات من الشباب إلى العنف، وإلقاء الحجارة على الشرطة وعلى المارة على حد سواء؛ وإحراق الإطارات؛ وقد أدت هذه النزعة إلى وفيات، تأكدت منها اثنتان ـ على الأقل ـ والحديث جارٍ عن كثير من الجرحى.

ونحن في التحالف الشعبي التقدمي، إذ نعبر عن أسفنا لهذه الأحداث فإننا نرجو لمن قَضَوا الرحمة والمغفرة، ؛ ونرفع تعازينا إلى ذويهم، ونتمنى لهم الصبر والسلوان؛ وندعو بعاجل الشفاء للمصابين.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

كما نُدين ونُنَدد ـ بكل قوة واستغراب ـ هذه السابقة القبيحة الشنيعة، التي نراها قمة المروق والتهتك بأعظم مقدسات الأمة، والاستهزاء بمشاعرها؛ وندعو إلى اليقظة، والتحلي بالمسؤولية في مواجهة مثل هذه المنكرات، التي بدأ الإقدام عليها، وكأنه سلوك يُراد له أن يكون مُتَعوَّدا في مجتمعنا المسلم، الذي حقق وجوده، وصان وحدته، في ظل المذهب المالكي، وطابعه المعتدل المتسامح.

وإذا كان هذا الميل إلى الاستهتار بقيم مجتمعنا، واستهداف مقومات وجوده على هذا النحو لا بد أن تكون وراءه أيْدٍ خفية؛ تحاول النيل من بلدنا والمساس بوحدته وأمنه؛ وأن تسوقه إلى مسارات بلدان، ظل عصيا على الإلحاق بها؛ فإننا ندعو إلى ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة؛ ومعرفة من وراءهم؛ وإنزال العقوبة المناسبة بهم جميعا؛ لأنه من المؤكد أن الدوافع ـ لما أوضحنا، ولما يدركه الجميع ـ هي استهداف شعبنا في أغلى مقدساته، وأسس وجوده.

ومع تَفَهُّمنا لعمق الجرح الذي أصاب الموريتانيين بهذه الفعلة، وما سببته من اصطدام قوي بمشاعرهم؛ وما مثلته من تحدٍّ لعقيدتهم؛ فإننا نرى أن ردود الفعل ينبغي أن تراعي المصلحة العليا للبلد؛ وألا تقود إلى ما يهدد البلد وسلمه الاجتماعي.

وندعو القائمين على شؤون البلاد والأجهزة الحكومية، والأئمة والعلماء وأصحاب الرأي والطبقة السياسية، ورجال الإعلام، والمجتمع المدني إلى الإسهام في تهدئة الأوضاع، وتغليب لغة العقل، للحيلولة دون استغلال الموقف في النيل من البلد، والمساس بوحدته، وزعزعة أمن المواطنين، كما ندعو إلى عدم قبول الانجراف نحو العنف والاستخدام المفرط للقوة.

ونحذر في الوقت ذاته من استغلال هذا الطيش والزندقة؛ كي لا ننقاد إلى التطرف والعنف، اللذين هما ـ في محصلتهما النهائية ـ الوجه الحقيقي، والغاية التي يريد المأجورون والزنادقة، كما يريد الغلاة والمتشددون الوصول إليها.

المكتب التنفيذي

نواكشوط: 03 / مارس 2014

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى