الأخوان كواشي لو كنتُ ثالثكما في باريس.!

أنا بين الثلج والنار.!

إذ قيل لي العاصفة الثلجية ستهبّ علينا هنا وإسمها (هدى).! .. ولم يقال عن عاصفةٍ ناريةٍ ستسبقها هناك إسمها (أخوان كواشي).!

· أخوان كواشي (شريف وسعيد) فرنسيان من أصل جزائري.!

· أية خريطةٍ رسمتما للمسلمين والعرب بفرشاتكما في باريس يوم 7 يناير.؟!..

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

· ولأيّةِ وجهةٍ حوّلتما الخرائط (الفرنسية، الأوروبية والغربية العالمية) للمسلمين والعرب من بعد 7 يناير.؟!

الكواشيان أنتما إثنان في شوارع باريس، قتلا وقاتلا وقُتلا بين ليلة وضحاها بين تلك الطرقات والمنعطفات والتعرجات، ولاثالث لكما.؟ .. أم المئات والألوف والملايين من الهاتفين المصفقين والمؤيدين لكما، ولو بالصمت والرضى.؟

إثنان لو كنت أنا ثالثكما على الطرقات والمنعطفات.؟ .. لما كنت مشيت في تلك الدهاليز أخفي لحيتي، واحجب الحجاب عن زوجتي، وأخفي في الدولاب إبنتي المراهقة الحديثة العهد بالقماش الأبيض على الرأس، ولا كنت اكتم الأنفاس في مشيتي، أبحث الشباب في حُلتي ببنطلون روميو بدل جلباب الحاج.!

يوماً كنا اللُّحى نخفيها والحًجب نرميها، لا لشئ إلاّ لإزالة اللثام عن كبوة ذلك الحصان الموهوم الخطيرالمرسوم في تلك الأذهان الواهمة بالرعب والخوف من شيئ إسمه إسلام).! .. فتجنّدت طوعاً لهذا الخوف ولذلك الرعب كوكبةُ من أجيالنا شبّاناً وشبيبةً منذ عقود، وبقوا متكاتفين في خندق الجهاد السلمي العلمي والفكري الحضاري، إلى أن سُمع بالجانب الآخر من الوادي همسات وهمهمات بأن: “الملتحي لم يكن إرهابيا .. وان الحجاب لم يكن يخفي خلفه البارود .. وان المساجد لم تكن كما رُوّجت لها في بعض الكنائس بأنها مصانع الأسلحة الكيمياوية، تماماً كما ان الكنائس لمن تكن كما روجت لها من الجانب الآخر بان المسيح عليه السلام مختبئ خلف النواقيس بمفاتيح الجنان لمن يفجر تلك المساجد”..!

كنا قاب قوسين أو أدني من الخط الفاصل الذي يلوح على خرائط دول الغرب وعواصمها، ان ما ترفع على المآذن من صيحات (الله اكبر) لم تكن ترجمتها الفورية فجّروا دمّروا.!

ولقد إسترجعنا تلك المسيرة إلى قرون للوراء، فستنطلق من الغد مسيرة تلو مسيرة، و أولى تلك المسيرات من باريس تنضمّ إليها القيادات العليا عالميا: أوروبياً، أمريكياً آسوياً وحتى أفريقياً على التوالي وهي تهتف .. وإن كان هاتفها غدا بالصوت الدبلوماسي المسموع الخجول من كل قصرٍ (لا للإرهاب) .. لكن الصوت الخفي الصامت الناطق من بعد غد، سيفسره من كل بيتٍ وحانوت غربي، ناهيك عن شرقي وعربي: (إنه ما رأيناه بأم أعيننا، إنه ألله أكبر، إنه ألله أكبر.!)

لو كنت ثالثكما يوم 7 يناير 2015، لما تطلعت الى ذقني يومه ولابعد في مرايا الزجاج لأتحقق من نفسي إن كنت ملتحياً او حليقاً .. ولما تفحصت شعر زوجتي إن كانت بالحجاب او دونه وإن لم اقتُل وأقاتل واُقتل .. لأن مرآة الزجاج لن تلمحني تغييراً او تبديلاً بعد قراءاتي في تلك الوجوه من حولي بالمطارات والقطارات والمتروات والطرقات، وستذهلني تلك الرتوش على كل الوجوه، من عجوزة شمطاء الى مراهقة شقراء، من دبلوماسي سياسي، الى محاضر جامعي ومن دكتور فلسفي إلى مضمّدٍ جراحي، من عامل نظافة بالقطار والمطار الى سائقي الأجرة والأتوبيسات .. وشرارة النظرات للعيون الزرقاء كلها تكفهرّ في ملامحي الشرقية “أنت القاتل الفتّاك، انت الإرهابي المتدرّب، انت بكلاشنكوف الإسلام وديناميت المحراب، ورصاصات التكبير .. وانك تخفي باللحية وبدونها، وبالحجاب وبدونه كبسولات النوم الرحيم لك ولجوادك إلى الجنان، إن أشبعت غيض فؤادك بالدماء والجثامين.!

والله لوكنت ثالثهما لما توّرعت في حلق ذقني ولا في إطالة لحيتي، كيفما كان هندامي (بنطلون روميو او جلباب الحاج) .. لأن الرعب والخوف الآن تم إعادة زرعهما في مفهوم (الله أكبر) وفي ترجمة (لا إله الاّ الله، محمد رسول الله)

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى