أَحْوَالُ الْعَدَدِ

أولا: تَأْنِيثُ الْعَدَدِ وَتَذْكِيرُهُ:

الواحِدُ والاثنانِ، يُذَكَّرانِ مع المذكَّرِ فتقول: رَجُلٌ واحِدٌ ورجُلانِ اثنانِ، ويُؤنَّثانِ مع المؤنَّثِ فتقول: امرَأة واحِدة وامرأتانِ اثْنَتانِ/أوثِنْتانِ في جميعِ حالاتِ العددِ، وفي هذيْنِ العدديْنِ يأتي المَعْدُودُ قبلَ العددِ ويكون العددُ صِفةً للمَعْدودِ.

الأعداد من ثلاثةٍ إلى عشرةٍ (3-10):

تُذَكَّرُ مع المَعدودِ المؤنَّث، نحو: ثلاثة أقلامٍ، وتُؤنَّث مع المعدود المذكَّرِ، نحو: ثلاث تُفاحاتٍ، وسواء في ذلك إذا كانت مفردةً أو مركَّبةً أو مَعطوفًا عليها، نحو: ثَلاثَةَ عَشَرَ قَلَمًا، ثَلاثَ عَشْرَةَ تُفاحةً، ثلاثةٌ وعشرون قلمًا، ثلاثٌ وعشون تفاحةً.
العشرة (10):

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

تُخالِفُ المَعدودَ إذا كانتْ مُفردةً، وتُوافِقه إذا كانتْ مُركَّبةً، نحو: عشَرَةُ رِجالٍ، عَشْرُ نِساءٍ، أربَعةَ عَشَرَ رجلًا، أرْبَعَ عَشْرَةَ امرأةً.

ألفاظ العُقودِ:

عِشْرونَ وثلاثونَ إلى التسْعين ومئة (مِائة) وألف، لا تتغيَّرُ سواء أكان المعدودُ مُذَكَّرًا أم مؤنَّثًا، نحو: عِشرونَ قَلَمًا، عشرون تُفاحةً.

العدَد المَصُوغُ على وَزْنِ (فاعل):

يَتبَع المعدودَ في التذكيرِ والتأنيثِ، نحو: فَازَ الطّالبُ الخامسَ عَشَرَ، وأقبَلت الطالبةُ الخامسةَ عشرةَ.

ثانيا: تمْيِيزُ العدَدِ:

مُمَيِّزُ العددِ، هو المَعْدُودُ الذي يُذْكَرُ بعدَهُ مُبَيِّنًا نوعَهُ وجِنسَه، نحو: أَربعة بيوتٍ، فأربعة: عَدَدٌ، وبُيُوت: هو الاسمُ المُمَيِّز لَهُ.

إِعْرَابُ الْمُمَيِّزِ:

أ-يكون المُمَيِّزُ جَمْعًا مَجْرُورًا بِالإضافةِ، إذا وقَعَ بعد عدَدٍ مِن ثلاثة إلى عشرة (3-10)، نحو: خَمْسَة كُتُبٍ.

ب-يكون المميز مُفرَدًا منصوبًا على التّمْيِيزِ، إذا وقع بعد عددٍ مِن (11 إلى 99)، كقولِهِ تَعالَى: (إِنّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا…إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً).

ج-يَكُونُ مميِّز مئة وألف مُفْرَدًا مَجْرُورًا بالإضافةِ، نحو: مئة كِتابٍ، ألف رَجُلٍ.

ثالثا: إِعْرَابُ الْعَدَدِ:

يُعْرَبُ الْعَدَدُ إعْرَابَ الاسمِ بِحَسَبِ مَوْقِعِهِ في الجُملةِ، نحو: شَاهَدت أربعَةَ جُنُودٍ، جَاءَنِي مئةُ كِتَابٍ. إلَّا ثلاثةَ أنواعٍ مِنهُ:

1-العددُ المُركَّبُ مِن أحَدَ عَشَرَ إلى تِسْعَةَ عَشَرَ، يُبْنَى على فَتْحِ الْجُزْأَيْنِ (الجزئيْن) لَفْظًا، نحو: نَجَحَ سَبْعَةَ عَشَرَ طَالِبًا، أَمَّا المَخْتُومُ بِأَلِفِ (إحْدَى) أو يَاءِ (ثَماني)، فإنهما يُبْنَيَانِ على السّكونِ. واثْنَا عَشَرَ واثْنَتَا عَشْرَةَ، يكون الجزءُ الأولُ منهما مُعْرَبًا والجزءُ الثاني مَبْنيا على الفتْحِ، فيُعرَب الجزءُ الأولُ منهما بالألِفِ رَفْعًا وبالياءِ نَصْبًا وجَرًّا لأنهما مُلحقانِ بالمُثَنَّى، ويبْقى الثاني جُزْءًا مَبْنيا على الفتحِ لَا مَحَلَّ لَه مِن الإعرابِ لأنه بِمَنزِلَة النّونِ مِن المُثنَّى.

2-ألفاظ العُقودِ العشرون والثلاثون إلى التسعين، وهي تُعْرَبُ بالحروف فتُرْفَع بالواوِ وتُنصَب وتُجَرّ بالياءِ، نحو: جاءَ عِشرُونَ طالِبًا، وَمَرَرْت بعشرِينَ طالِبَةً، وشاهدت ثَلاثِينَ اسْتِعْراضًا.

3-العدد المَعْطُوفُ، وهو ما عُطِفَ مِن ألفاظ العُقودِ من واحد وعشرين إلى التسعة والتسعين، ويُعْرَبُ مَعْطُوفًا على ما قَبْلَهُ كَأَيِّ مَعْطُوفٍ آخَرَ، نحو: جاءَ ثلاثةٌ وعشرونَ كاتِبًا، إلخ.
صِياغَةُ العَدَدِ الوَصْفِيِّ:

يُصَاغُ وَصْفٌ على وزن (فاعل) من العدد اثنين وعشرة وما بينهما فيُنعت به ويطابِق مَنْعُوته في التعريف والتنكير والتذكير والتأنيث، نحو: الصَّفُّ الثَّانِي، وَالرِّحْلَةُ الرَّابِعَةُ.

وأمّا الواحِد والواحِدة فتُبْدَلانِ بِلَفْظي الأول والأولى، فتقول: الطالب الأول، والناجِحَة الأولى، ولا يختلِف الأمرُ إذا كان العددُ مُركَّبًا أو مَعْطُوفًا إلّا في الواحدِ فتُصْبح الحَادِي والحادية، نحو: جاء الطالبُ الْحَادِي عَشَرَ والحادي والعشرون، ورأيت الطالِبةَ الحاديةَ عشْرةَ والحادية والعشرين.
أَمّا الألفُ والمئةُ فَتَبْقَيَانِ على حالِهِما، تقول: جاءت الفرقة المئةُ، وكتبت الفَصْلَ الألْفَ.
فوائد:

1-يرى سيبويه أنه لا يجوز تقديم التمييز على عامِلِهِ، سواء أكان متصرِّفًا أم غيرَ متصرِّفٍ، فلا تقول: نَفْسًا طَابَ خَالِد، وعِندي ليرةٌ عِشرون، وأجاز غيرُه ذلك.

2-في قوله تعالى: (وَقَطَّعْنَاهُم اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا)، فأسباطا: بدَل من “اثنتي عشرة” والتمييز محذوف، أي: اثنتي عشرة فرقةً أسْباطًا، إذْ لو كان لفظ “أسباطا” تميِيزًا لَجُعِلَ مفردًا ولَذُكِّرَ العدَدان “اثنتي عشرة” لإنّ السِّبْطَ مُذكَّرٌ.

3-مُمَيِّزُ الثلاثة والعشرة وما بينهما، إن كان اسمَ جِنْسٍ كَشَجَرٍ وَتَمْرٍ، أو اسمَ جَمْعٍ كَقَوْمٍ وَرَهْطٍ، جُرَّ بِمِنْ، كقولِه تعالى: (فَخُذْ أَرْبَةً مِّنَ الطَّيْرِ…وقد يخفض مُمَيِّزُها بإضافةِ العددِ إليه، وكقوله تعالى: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ…). وقول الحطيئة:

ثَلَاثَةُ أَنْفُسٍ وَثَلَاثُ ذَوْدٍ* لقد جارَ الزمانُ على عِيالي. والذود من الإبِل ما كان بين الثلاثة والعشرة.
4-الْأَفْصَحُ أن يُقرَأَ العَدَدُ ابتداءً مِن المَرْتَبَة الصُّغرَى فَصَاعِدًا، فتقرأ (1958 كِتَابٍ): اشْتَرَيت ثَمَانِيةً وخَمْسِينَ وتِسْعَمِئَةٍ وألْفَ كِتَابٍ.

5-يُرجح في شين عشرة أن تُسكن مع المؤنَّث وتُحرَّك مع المذكَّر، فتقول: عَشْرُ نِسَاءٍ، وعَشَرَةُ رِجالٍ.

6-في العدد المركَّب، يقال: أَحَدَ في المذكَّر، وإِحْدَى في المؤنَّث، بدلا من واحد وواحدة في حالة المفرد.

7-إذا أريد تعريف العدد بأل، فإن كان مركَّبًا عُرِّفَ صَدْرُهُ، نحو: أَقْبَلَ الرِّجالُ الخمسةَ عشَرَ، وإن كان مضافًا عُرِّف عَجُزُه، نحو: جاء أربعةُ الطلّاب وخمسة آلاف الطالب، وإن كان معطوفًا ومعطوفا عليه عُرِّفَ الجزآنِ مَعًا، نحو: جاءَ الخمسةُ والسبعون جنديا.

8-مئة، تُكتَب على نبرة أو مع ألِفٍ زائدةٍ (مائة) دون أن تُلفَظَ.

9-كل اسم جَمْع، يُنظَر فيه إلى الوحدة كالقوْمِ، وكل اسْم جِنْسٍ واحده بالتاء أو بالياءِ كَشَجَرِ واحده شَجَرَة وزنج واحده زنجيّ فحكمه في التمييز أن يُجَرَّ بِمِنْ، نحو: جاءني ثلاثةٌ مِن القومِ ورأيت أربعةً مِن الزنج، وما سِوى ذلك من أسماء الجمْعِ-الرهْط والنفَر والإبِل-فحكمها الجَرُّ بِمِنْ كذلك، ويجوز فيها إضافة اسم العدد إليها، نحو: اشتريْت ثلاثةً مِنَ الإبِلِ أو ثَلَاثَةَ إِبِلٍ.

10-يجوز في الأعداد المركَّبة إضافتها إلى غير مُمَيِّزٍ، نحو: هذه ثلاثةَ عشَرَ خالِدٍ، ما عَدى اثني عشر فإنه لا يُضافُ. وإذا أُضيفَ العددُ المركَّبُ فالأكثر أن يبقى الجزءان على بنائهما، فتقول: هذه خمسةَ عشرَك (بفتح الجزأين/ الجزئين) في جميع الحالات. وقد يُعْرَب العَجُز مع بقاء الصدر على بنائه، فتقول: خمسةَ عشرِك (بجعل عشرِ مضافا إليه أيضا).

11-قد يأتي التمييز مؤكِّدًا، كقوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا…)، فشهرا: تمييز منصوب ويُفيد التوكيدَ.

12-لا يجوز الفصْلُ بين العدد وتمييزه إلّا في الضرورة الشِّعْرية، فلا يجوز أن تقول: مررت بخمسةَ عشَرَ يتسابقون شَخْصًا.

13-إذا كان المُمَيِّزُ للعددِ جَمْعًا، فيُعتمَد في تأنيث العدد وتذكيره على مفرد هذا الجمع، فتقول: أربعة بنات عِرْسٍ لأنّ المفرد ابن عِرْسٍ وهو مذكَّر، وتقول: خمس سنين لأنّ المفرد سنة وهو مؤنَّث. أمّا المفرد من الألفاظ التي يجوز تذكيرها وتأنيثها، كالطريق مَثَلًا، فيجوز تذكير العدد وتأنيثه تقول: ثلاث طُرق وثلاثة طرق.

14-لا فرق في التذكير والتأنيث بين أن يكون العدد مقدمًا ومؤخرًا، نحو: عندي ثلاثة رجالٍ وخمسُ نساءٍ، أو عندي رجالٌ ثلاثةٌ ونساءٌ خَمْسٌ.

15-في قوله تعالى: (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا…)، التقدير: عَشْرُ حسناتٍ أمثالها، ولذا جاء بعشر مذكَّرة لأنّ مفرد حسنات حسنة وهي مؤنَّثة. إذْ لوكان المُمَيِّز “أمثال” لقال: فله عشرةُ أمثالها لأنّ مثل مذكَّر.

16-أجازوا في “ثماني عشرة” حذف الياء من “ثماني” وإبقاءَ الكسرة على النون أو فتحها، ووردت مفردةً بحذف الياء وإجراء علامة الإعراب على النون، وهذا كلُّه نادرٌ لا يُقاسُ ولا يُعتمَد عليه. ومنه قول الشاعر:

ولقد شرِبت ثمانيًا وثمانيًا* وثمانِ عشرة واثنتينِ وأربعا.

وقال آخرُ: لها ثنايا أربعٌ حِسانُ *وأربعٌ فثغرها ثمانُ.

فَنَوَّنَ “ثَماني” في البيت الأول وحذَفَ الياء في “ثَمانِ” وكَسَرَ النونَ للدلالة عليها. (وثماني يُعامَل معاملة الاسم المَنقوصِ كَمَعَانٍ فتثبت الياء مع “أل” والإضافة رَفْعًا وجَرًّا وحذفها بدونهما وإثباتها نَصْبًا غير منصرفة). وفي البيت الثاني رفع “ثَمَانُ” على أنها خبر مرفوع وأهمل وجود الياء مرة واحدة.

17-بِضْعُ وبِضْعَةُ حكمها حكم تِسْع وتِسْعة في الإفراد والتركيب وعطف عشرين حتى التسعين عليهما، تقول: دَرَّسْت بِضْعَةَ أعوامٍ، وبِضْعَ سِنِينَ، وبِضْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا (ببناء الجزأين ). ويقصَد بها عددٌ مُبهَم بين الثلاثة والتسعة.

18-نَيِّف: تُستعمَل للمذكَّر والمؤنَّث (بلا تاءٍ)، وهي تستعمل مع العقود دائمًا، تقول: عندي أربعون كتابًا ونَيِّفٌ. ويقصد بها من الثلاثة إلى التسعة. ولا تستعمَل قبل العدد، فلا تقول: عندي نَيِّفٌ وعشرون كتابًا.

19- ألفاظ العُقودِ، عشرون وأخواتها إلى التسعين، ملحقة بجمع المذكَّر السالم فترفَع بالواوِ وتُنصَب وتُجَرُّ بالياء.

(المرجع في اللغة العربية، بتصرّف/ لعلي رضا. دار الفكر).

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى