شركة اكجوجت بين الأمس و اليوم

ما يحدث في شركة أكجوجت هو نموذج مصغر لما يقع في هذه البلاد منذ ما يزيد على ثلاثة عقود ، قبل ذلك التاريخ وفي نهاية خمسينات القرن الماضي استطاع مجموعة من أبناء هذا البلد نقلها من مجرد مجموعة من القبائل المتناثرة و المتحاربة ، ومن أرض جرداء مجهولة على الخارطة إلى دولة لها لاحدود و لها أسم ، وفي زمن قياسي لا يتعدى بضع سنين .

ورغم ما واجهت في البداية من مؤامرات على الحدود ..فأنها بحنكة و صبر تغلبت على تلك التحديات و تجاوزتها بثبات جعل منها دولة لها وزن إقليمي و دولي و كلمتها لها ثقل و تأثير في الأوساط و المحافل الدولية ،جعلت الزعيم جمال عبد الناصر يطلب من الرئيس المختار ولد داداه (مؤسس الدولة الموريتانية)التدخل لدى الصين الشعبية لإمداد الجيش المصري بالعتاد و السلاح.. وقد تكللت تلك الوساطة بالنجاح..

بعد انقلاب العسكر على الحكم المدني دخلت البلاد في عهد جديد ، نقل البلاد من دولة نامية تخطو بثبات نحو الدخول في خانة الدول الصناعية ، إلى دولة فقيرة مجهولة تستجدي المعونة و المساعدة و .. الشفقة ، رغم ما تزخر به أرضها من ثروات و معادن ..

هؤلاء العسكر عندما أطاحوا بالحكم المدني كان لديهم هدف أساسي و مهم في حينها هو إيقاف الحرب ..بعد ذلك بشهور انحرفوا عن هدفهم و انقلبوا على أنفسهم و دخلت البلاد في مرحلة الانقلابات ..في كل انقلاب يتقاسمون الكعكة لكل منهم نصيبه وضيعته يتحكم فيها كما يشاء و يسيرها وفقا لرغباته وأهوائه و نزواته دون رقيب أو حسيب ، من هنا بدأت عملية نهب هذه البلاد و إفراغها أولا من كل طاقاتها البشرية المبدعة الخلاقة بالإحباط و زرع اليأس في النفوس و سوء التسيير و التدبيرو ثانيا إفراغها ماديا بنهب ثرواتها و خيراتها و تهريبها الى الخارج ..

في الماضي كانت الدولة تفرض على الشركات الأجنبية العاملة في البلاد شروط أهمها و في مقدمتها : وضع بنية تحتية للمدينة المتواجدة فيها، يعني توفير السكن للعمال ،المدارس ، المستشفى ، الإنارة ،تبليط الشوارع و صيانتها ، إعطاء الأسبقية في التوظيف لأبناء البلد ألخ ..وما أنجزته شركة سنيم في مدينتي أزويرات و نواذيبو و شركة سوميما في أكجوجت أدلة تبين لنا بوضوح أن العتب و المسؤولية لا تقعان على أصحاب شركة اكجوجت الأجانب و إنما على المسؤولين عن إدارة هذه البلاد ، ويبدو أن هناك تواطؤ وتفاهم بينهم و بين إدارة الشركة و لولا ذلك لما تجرأت هذه الشركة وغيرها القيام بعملية النهب و تدمير الوسط البيئي للمدينة وتسميم محيطها و احتقار ساكنتها ..
كل هذا يجري أمام المسؤولين عن إدارة شؤون هذه البلاد الذين يبدو أنهم في واد أو على الأصح في واحة خارج البلاد طبعا يتنعمون فيها بخيرات هذه الأرض، والشعب في واد سحيق يجتر بؤسه وجهله و فقره ، في إنتظار *مختار* آخر يعيد له حقوقه و كرامته التي سلبت منه قسرا في يوم قائظ من أيام يوليو سنة 1978 ، وشتان ما بين تلك السنوات التي سبقت ذلك اليوم و السنوات التي أعقبته .. ولكن ألا يتعظ هؤلاء المسؤولون من ما وقع لمبارك و ابن علي ؟؟ وبماذا نفعتهم تلك الأموال المنهوبة من قوت الشعب و المكدسة الآن في بنوك الغرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الشيخ ولد آده / مخرج بالقناة الاولى المغربية / الرباط

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى