من إسقاط الشرعية.. إلى ملء الفراغ ! / د/ محمد ولد الخديم ول جمال

في سياق المشهد السياسي وفي خضم الأحداث، تأتي قراءةُ الخطابات والتصاريح التي يطلقها البعض مبْطلةً لما يصنعون !.
فقاعدة البيانات المنطقية لمعشر هؤلاء القوم منخرمة، خِلوٌ من المقدمات؛ وبالتالي فنتائجها مجانفة للصواب مطلقا !.
أفكار متخشبة وخطابات إنشائية متشنجة لا ترقى في مجملها إلى المستوى الذي يشد اهتمام المتلقي ليصرف اليسير من تفكيره في محاولة إدراك كنهها واستيعاب حيثياتها؛ تناقض صارخ في الأطروحات؛ وارتباك حاد في الأداءات ؛وخروج سافر على المألوف ؛وتحد مهين لقناعة المواطن؛ واستغباء فاضح لعقله ..!
فإذا ما أخذنا اعتباطا بعض تلك الأفكار من باب الاستطراد لا الحصر لوجدنا الهفوات والزلات التي ترقي إلى مستوى الخطيئات طاغيةً على مشهدها وشاهدا على انحدارها !! وحتى إذا ما ضربنا صفحا بمحاكمتها ومحاسبتها واستشفعنا لها المبررات الموضوعية والمسوغات المنطقية استجداءً لتبَيَنَ أنَّها إمَّا سقطات متمردة على حكم العقل وحكمته، أو توهم ساذج بأن المواطن ليس برشـــيد !!
ولئلا تصطادنا شِراكُ الإنشائية؛ فلنرجع بذاكرتنا قليلا إلى الوراء إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة، حين كنا أمام نضال مستميت لإسقاط هذا “النظام اللاشرعـــي” في عيون “هؤلاء المناضلين” لينعطف الاتجاه فجأة انعطافات حادةً إلى مغازلة النظام .. وما إن تتلقف ألسنتهم نبأ حادث رئيس الجمهورية حتى تتجه بوصلتهم التائهة الضائعة إلى وجهة جديدة هي ملء الفراغ والأزمة الدستورية ..!!
فهل نصدقهم ما قبل إصابة الرئيس، وننصفهم في ما بعد الإصابة بأن ما بدر منهم كان مجرد هذيان لا يؤخذ به ؟!
أم نصدقهم ما بعد الإصابة ونعتبر ما صدر قبلها مجرد هراء هزلي وهزيل وتنكيتات على الهامش لامتصاص تداعيات الهزيمة ؟!
وأخيرا جاؤوا ليغرقونا بدموعهم والتي نتمنى أن تكون أكثر حميمية وصدقا من دموع التماسيح، جاؤوا ليغرقونا بمشاعرهم الجياشة واهتمامهم المستميت بالاطلاع على وضع الرئيس الصحي! وتعلقهم الرؤوم بشخصه ! وإصرارهم على الاطلاع على ملفه وكأنهم “عاقِلةٌ” يحركها التعصب والحميَّة للثأر ..!!
جاؤوا لينفخوا في الكير ويبثوا السموم بين مختلف الجهات؛ والأدهى العجاب الأغرب من كل ذلك هو مسطرة تنبؤاتهم الجديدة:
تنبؤات بالمستوى الصحي للرئيس وبمستوى قدراته الذهنية والبدنية ما بعد النقاهة والاستشفاء ..!
التنبؤ بتفكيره وبقراراته في المستقبل ..!
التنبؤ بما يدور في خلد القيادات العسكرية والسياسية المنحازة للحق و لإرادة الشعب ..!!
فلو علم هؤلاء المتباكون المتنبئون أن الشعب حسم أمره حين أختار “عزيز” شخصا ونهجا وفكرا، وأنه لم ينتخبه ملاكما ولا عداء ولا حمّال أثقال، حتى يطرح إشكال إصابة بدنية على افتراض بقاء بعض المضاعفات – لا قدر الله – .
ولنبلور معا بعض المنطلقات، ونتفق عليها مرجعا وإحداثيات:
أليس اجتزاء السياق افتراء وتضليل؟! أوليس تجاوز التسلسل الزمني للأحداث تعمية وعدم موضوعية؟! أوليس الهواء وحده هو الذي يملأ الفراغ ,على افتراض وجود فراغ؛وليس الهوى والتمني ؟!!
أو ليست “الثّعبنة” هي الاعتداء والانحشار الانسيابي الفضولي في كل شيء ؟!
أليس استعداء عاديّات الزمن على الآخر خور وانهزام ؟!
أليس التّشفي في مصائب جاءت قضاءا وقدرا سقوط أخلاقي كبير !؟
أليست شخصنة الخلافات السياسية والمسُّ من الخصوصية العائلية كلها تجنيّات لا يقرُّها الدين ولا يقبلها الضمير وليست من العرف في شيء ؟!
أوليس تراكم السَّقطات يعطي الانطباع بأن سجلكم النضالي مجرد سجل سقطات !؟.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى