تقرير عن المؤتمر الصحفي الذي عقدته منسقية شباب المعارضة الديمقراطية (مشعل)

نظمت منسقية شباب المعارضة الديمقراطية (مشعل) مساء اليوم مؤتمرا صحفيا في مقر المنظمة الوطنية لشباب التكتل تم خلاله تسليم الرئاسة الدورية لمشعل من المنظمة الشبابية لحاتم إلى المنظمة الشبابية للتكتل.

وقد قرأ الرئيس محمد ولد ماسيريه خلال النقطة الصحفية بيانا صادرا عن مشعل تعرض للوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلد ، معتبرا أن كيان الدول واستقرارها أصبحا في خطر وأن الحل الوحيد لهذه الأزمات هو رحيل نظام محمد ولد عبد العزيز (تجدون البيان في نهاية التقرير).

بدوره أكد الدوري للمشعل المنتهية ولاية السيد محمد ولد مولود مضي شباب المعارضة في حراكه الشبابي فعال ، مضيفا أن هذا الحراك في تطور مستمر رغم ما يتعرض له أصحابه من قمع وتنكيل ومضايقات.

وأكد ولد مولود قدرة شباب المعارضة على إحداث التغيير الجذري لمنظومة الفساد القائمة وتخليص البلاد من الأزمات المتلاحقة التي تعيشها.

أما الرئيس الدوري الجديد لمشعل السيد الشيخ سيد أحمد ولد حيدة فقد دعى القوى المعارضة إلى إحداث عمل ثوري متميز وتقديم التضحيات اللازمة لذالك في سبيل تخليص البلاد من الأنظمة العسكرية المستبدة.

وتعهد ولد حيدة بأن المرحلة القادمة ستكون حافلة بأعمال غير تقليدية ستؤدي مجتمعة إلى رحيل نظام محمد ولد عبد العزيز، مستهزئ بالانتخابية التي دعى النظام لها ومعتبرا أن صاحبة الكلمة اليوم هي المنسقية وشبابها.

أما الرئيس الدوري لمنسقية المعارضة الديمقراطية ، الرئيس محمد جميل ولد منصور فقد دعى شباب مشعل إلى زيادة وتيرة العمل النضالي والسعي الجاد إلى فرض رحيل النظام.

واعتبر الرئيس جميل منصور أن العمل المشترك هو الضامن لتأسيس مرحلة جديدة من تاريخ البلاد ، مبنية على الأسس التي تقدمت بها منسقية المعارضة للرأي العام الوطني والهادفة إلى بناء دولة العدل والمساواة.

وعزي الرئيس الدوري للمنسقية الموريتانيين في الحادث المؤلم الذي تعرضت له طائرة عسكرية صباح اليوم، معتبرا أن الإهمال هو السبب وراء مثل هذه الحوادث ومطالبا بالتحقيق في الحادث والكشف عن ملابسات حادث الطائرة التي سبقته منذ أشهر.

نص البيان الصادر عن منسقية شباب المعارضة الديمقراطية مشعل:

لم يعد خافيا على المتابعين للساحة السياسية الداخلية في البلد أنها أصبحت في خطر، جراء التصرفات الهمجية لنظام محمد ولد عبد العزيز وزمرته التي احتلت البلاد منذ ما يزيد على 5 سنين، فشهدت تراجعا على كل الصعد السياسية و الاقتصادية والأمنية والاجتماعية ، ونحن في منسقيه شباب المعارضة الديمقراطية ” مشعل” ، نتابع الوضع بكل تفاصيله ، وهذا ما جعلنا ، ندخل في نضال شامل، حتى نستطيع إنقاذ البلاد من هذه الوضعية التي أدخلنا فيها هذا النظام بكل الأساليب ، وسنتعرض في هذا البيان للتالي:

– على المستوى السياسي : ظهر عجز النظام عن إدارة دفة الأزمات السياسية القائمة في البلد ، والتي باتت تهدد كياننا إن استمر النظام في سياسته من غدر و نكث للعهود، وتأجيله للآجال الدستورية للانتخابات ، واحتكار وسائل الإعلام الرسمية واستغلال السلطة ، لتصفية الخصوم وسياسة العناد مع القوى السياسية لإشراكها في العملية الديمقراطية بما يضمن النزاهة والشفافية.

– وعلى المستوى الاقتصادي : فقد دأب النظام على النهب الممنهج – ليس من الخزينة العامة فحسب – وإنما في أصول الثروات سواء على مستوى الضرائب و التلاعب بها قبل أن تسجل في سجلات الخزينة العامة ، وكذلك الهبات والمساعدات التي تأتي للدولة من الخارج إضافة إلى تنفير المستثمرين الأجانب بل والمحليين أيضا بسبب غياب مسطرة قانونية تضمن لهم حقهم المشروع في الاستثمار بعيدا عن المضايقات، ومنافسة الدولة لهم، من خلال العمل على خلق طبقة جديدة من رجال الأعمال المقربين منه.

هذا الفساد الذي شمل كل مواردنا الطبيعية سواء تعلق الأمر بالثروة السمكية أو المعدنية، وذلك من خلال مؤسسات أجنبية لا تحصل الدولة الموريتانية منها إلا على نسبة تكاد تكون معدومة.

– أما على المستوى الاجتماعي : فإننا ندرك أن الفقر هو الآفة الأولى التي تنخر المجتمعات من الداخل ، وتفكك نسيجها الاجتماعي، فقد تزايدت رقعة الفقراء على حساب الطبقة الوسطى التي ينبغي أن تكون هي السائدة من أجل وجود توازن في المجتمع، وظهرت الدعوات الفئوية والقبلية بشكل متكرر وينذر بالخطر الذي بات يهدد الدولة الموريتانية بسبب سياسات النظام العرجاء، إن لم يكن راعيا.

أما التعليم فلا يخفى على أحد مدى استخفاف السلطات المعنية به، حيث بات مطية ولعبة تسخرها الدولة لصالح دعاياتها العديمة، وما مهزلة منتديات التعليم الأخيرة إلا دليلا على التراخي المقصود في العملية التربوية، كما أن الطلاب اليوم يعانون من ضعف المناهج التعليمية وعدم توفير المنح والسكن والنقل ، خاصة أن من بينهم من يدرسون في أماكن بعيدة جدا عن أماكن سكنهم، مما يشكل فتورا للطالب قد يضطره إلى عدم مواصلته تعليمه.

أما الصحة فقد أصبحت في ظل هذا النظام تعرض حياة المواطن للخطر داخل المستشفيات العمومية ، وغياب البنى الصحية في معظم المدن الموريتانية، حتى داخل نواكشوط، مع انتهاج سياسة العيادات الخاصة، حيث أصبح المواطن يدفع رسوم السرير داخل المستشفيات العمومية بل ويحرم من حقه في العلاج في حالة عدم قدرته على دفع تلك الرسوم، ناهيك عن الاكتظاظ الملحوظ داخل هذه المستشفيات. أحرى أصحاب الأمراض المزمنة التي باتت الدولة ترفض رفعهم للخارج بحجة وجود مستشفى الانكلوجيا ، وبعض الأجهزة المتواضعة جدا لأصحاب الأمراض الأخرى من اجل تكديس الأموال على حساب حياة المرضى، في الوقت الذي تتولى الدولة مصاريف علاج باهظة للمسؤولين الكبار وحاشيتهم لمجرد وعكة صحية بسيطة.

– وعلى المستوى الأمني : فانه لا يخفى على احد مدى الخوف والرعب الذي خلفته الوضعية الأمنية المتردية ، حيث شهدت شوارع نواكشوط فلتانا أمنيا لم يسبق له مثيل في تاريخ الدولة الموريتانية لكثرة الجريمة المتعددة الجوانب من سرقة ، وسطو مسلح ، وإزهاق للأرواح بسبب وبدون سبب كل هذا على مرأى ومسمع من الأمن، مما يشي بان النظام غير بعيد مما يحدث.

ولقد ظل الشباب- رغم حجمه الديمغرافي وأهميته في أي مشروع يراد له النجاح- ضحية للسياسات الارتجالية للنظام مما أدى إلى تضاعف معاناته في هذه الحقبة السوداء ، حيث تعاني الشبيبة الموريتانية اليوم أكثر من أي وقت مضى من تفشي البطالة وندرة المسابقات التي تهدف إلى امتصاصها و وقد تميزت تلك المسابقات بالمحسوبية و الزبونية كمعيار للنجاح.
يضاف إلى ذلك غياب استراتيجيات اقتصادية موجهة إلى هذه الشريحة ، اللهم تلك المتعلقة منها “بأحزاب الشباب” المزعومة.

لينتهج النظام أساليب جديدة كالدفع بالجنود الشباب للقتال في حروب بالوكالة وتعريض حياتهم للخطر لصالح صفقات ربحية مشبوهة ، كل ذلك أدى مجتمعا إلى تفشي ظواهر جديدة تمثلت في انتشار الجريمة و الالتحاق بالحركات المسلحة وظهور حالات من الانتحار بأساليب غير معهودة في مجتمعنا بسبب غياب برامج واضحة تجاه هذه الفئة ، وبدلا من تلبية مطالبهم المشروعة في التوظيف تمت مواجهتهم من طرف رأس النظام بالسخرية والاستهتار.
أما على مستوى الحريات العامة، فقد كان التراجع كبيرا ، حيث واجه النظام بكل شراسة القوى الثورية الشبابية بآلة قمعه البوليسية التي لا تراعي حرمة للقانون ولا للمواطن ولا تحترم حقه المشروع في التعبير.

ومن خلال تحليل الوضعية التي نعيشها في ظل نظام الجنرال محمد ولد عبد العزيز وزمرته من المفسدين فإننا في منسقيه شباب المعارضة الديمقراطية ” مشعل” سنظل العين الساهرة من اجل مصلحة وطننا ، الذي يدار من قبل طغمة فاسدة لا تمت بصلة لتاريخ و تطلعات الشعب في مستقبل أفضل يعيش فيه المواطن حرا كريما ، يدرك أن الدولة منه و إليه ، وأن الشرعية هو مصدرها الوحيد ، وأن كل من يجلس على كرسي الرئاسة أو أي منصب آخر هو خادم للشعب وهو من يقرر مصيره.

إن اللامبالاة والتجاهل اللذان يواجه بهما الجنرال مطالب الشعب الموريتاني والشبيبة خصوصا يدفعنا في منسقيه شباب المعارضة الديمقراطية” مشعل” إلى إن نصل الليل بالنهار وان نبذل من دمائنا ما نطهر به أرضنا ونحرر شعبنا من هذا النظام البائس و أزلامه، وعليه فإننا نعلن أمام الرأي العام الوطني ما يلي :

– رفضنا لكل المحاولات التي من شأنها أن تطيل من عمر نظام الجنرال محمد ولد عبد العزيز

– تشبثنا بمطلب منسقيه المعارضة الديمقراطية المتمثل في رحيل النظام

– مواصلتنا الكفاح السلمي من اجل إسقاط النظام ، وبأساليب مبتكرة لم يعهدها النظام من قبل.

– استعدادنا للتعامل مع جميع القوى السياسية والشبابية التي تقاسمنا الهدف.

– وقوفنا مع جميع أصحاب القضايا العادلة، وكافة أصحاب المظالم.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى