شيء من الإنصاف لانجازات الاتحاد من أجل الجمهورية

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد مضي ثمانية أشهر على المؤتمر الأول للحزب، سأحاول في هذه السطور الموجزة إعطاء نبذة عن الانجازات التي تحققت تحت إشراف وتنسيق القيادة المنبثقة عن المؤتمر الوطني الأول، وذلك شهادة لما أمكنني كإطار منتسب لهذا الحزب أن أطلع عليه من عمل دؤوب تنافسي أحيانا – بطريقة إيجابية- من أجل تحقيق الأهداف التي رسمها المؤتمر والساعية إلى قيام حزب ديمقراطي جديد يحمل مشروعا مجتمعيا ديمقراطيا حداثيا ووسطيا…

فعلى مستوى التعبئة والتأطير والتثقيف الحزبي، يعتبر الاتحاد من أجل الجمهورية الحزب الوحيد إطلاقا – وأنا واثق بعد التدقيق مما أقول- الذي نظم حملات تحسيسية وتأطيرية وتثقيفية شملت كافة الهيئات القاعدية للحزب من اتحاديات وأقسام وفروع، إضافة إلى تنظيم مهرجانات حاشدة بعواصم كافة الولايات والمقاطعات والبلديات، كما نظم الحزب العديد من الحملات الموجهة التي تتناغم مع مستجدات الوضع الوطني، كالموقف من أزمة الغلاء العالمية، والسياسة العمومية لمواجهتها، ورؤية الحزب حول الثورتين المجيدتين بمصر وتونس…

أما في مجال متابعة الساحة السياسية، فمرة أخرى وبعد دراسة شاركني فيها بعض الإخوة وبلغة الأرقام التي هي أصدق اللغات وأسهلها فهما وأكثرها إقناعا، فقد أصدر حزبنا عشرات البيانات السياسية المتعلقة بالأحداث الوطنية، الإقليمية والدولية، وقد زاد عدد المواقف السياسية المكتوبة والبيانات الصحفية عدد ما أصدرت جميع الأحزاب السياسية الأخرى، موالاة ومعارضة مجتمعين.

ومن الأكيد أن تسمية الاتحاد من أجل الجمهورية هي الأكثر ورودا مقارنة بتسميات الأحزاب الأخرى ولو مجتمعة في الصحافة الورقية والإلكترونية والمسموعة والمرئية، الوطنية منها والأجنبية مما يدل على حيوية وديناميكية الحزب.

وعلى صعيد علاقة الحزب بالحكومة فقد اضطلع الحزب بدوره كحزب ينتمي له أغلبية أعضاء الحكومة، وذلك بشرح وتوضيح ما تم تنفيذه من البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية والدفاع عن ذلك بالتصدي لحملات تشهيرية وتسفيهية من بعض أحزاب المعارضة في كثير من الأحيان لأسباب غير موضوعية وديماغوجية، وهو ما ساهم في الحفاظ على ثقة غالبية المواطنين في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية بل واكتساب مناصرين جدد، اتضح لهم أن موريتانيا الجديدة بدأت تخطو خطوات كبيرة على طريق التنمية الواعدة وخصوصا العادلة.

وكذلك وفي خطوة غير تقليدية لدى الأحزاب السياسية بالبلد، كلف الحزب لجانا متخصصة من أصحاب الخبرة والتجربة المنتسبين له بإعداد دراستين قيمتين حول إصلاح التعليم ومراجعة المدونة الانتخابية، وقدمتا تقريرين هامين تمت مناقشتهما بمناسبة الدورة الأخيرة للمجلس الوطني، وتمت إحالتهما للحكومة، مما يمثل اضطلاعا غير مسبوق لحزب سياسي بدور الدراسة والاستشراف.

وبخصوص الشراكة مع الأحزاب السياسية الأخرى موالاة ومعارضة، فقد لاحظنا حركة دائبة داخل ائتلاف أحزاب الأغلبية، مكنت من التوسع إلى أحزاب سياسية أخرى ذات تاريخ نضالي معتبر، كما ظل الحزب ثابتا على لسان قادته وفي جميع بياناته على التأكيد على الحرص على علاقات طبيعية مع أحزاب المعارضة باعتبارهم شركاء “لا أعداء ولا حتى خصوم” ، كما قد يتهيأ للبعض من مناضليهم ومن مناضلينا أيضا، لكنها شراكة حول الشأن الوطني، وفق الضوابط والتقاليد الديمقراطية.

هذا بالإضافة إلى حضور معتبر للهيئات الحزبية الموازية، كاللجنة الوطنية للنساء واللجنة الوطنية للشباب واللجنة المكلفة بالعمل النقابي والتنظيمات المهنية…

وغير بعيد عن الشأن السياسي الصرف فقد كان الحزب في الأشهر الماضية بمثابة خلية نحل، لتنصيب اللجان الفنية التابعة للأمانات التنفيذية المتخصصة في عدد من المجالات من اقتصاد، ثقافة، فنون، مجتمع مدني، صحة، سياحة، ولوج إلى الخدمات الأساسية…. وقد ضمت هذه اللجان قرابة 400 إطار عالي المستوى، تمثل الأذرع الفكرية والفنية للحزب، وباشرت أعمالها في إعداد دراسات وإنجاز أنشطة متعددة ومتنوعة… كما نظم كثيرا من الملتقيات التفكيرية حول مواضيع متخصصة بقاعات اجتماعات المقر المركزي واللجنة الوطنية للشباب واللجنة الوطنية للنساء..

هذه كما قلت بدءً هوامش موجزة على بعض انجازات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية خلال الفترة التي تلت المؤتمر العادي الأول، كتبتها شهادة بمناسبة ما قرأته من بيان لبعض الإخوة من الأطر المنتمين للحزب نشرته بعض المواقع الالكترونية، بغرض توضيح بعض الحقائق، مع أن بعض العراقيل والملاحظات يمكن تسجيلها على مجمل وتفاصيل الأداء الحزبي الذي هو في النهاية عمل بشري يؤخذ منه ويرد.

مع العلم أنه من الوارد بل من الصحيح أن تطالب بعض أطر الحزب بأن يتم المزيد من العمل، وإشراك أكبر عدد ممكن من الكفاءات المستعدة ممن يرون أنه لم يتم حتى الآن إشراكهم، هذا مع التذكير بأن الحزب “شركة رأي وعمل جماعي” ينبغي أن تسود فيه روح المبادرة، وعدم الاتكالية و تجاوز انتظار التعليمات الفوقية….

واحتراما مني للرأي أيا يكن مصدره، خصوصا إذا كان رأيا من بعض مناضلي الحزب، أردت أن أقدم هذه المشاركة الموجزة التي تتلخص في أن الاتحاد من أجل الجمهورية قطع شوطا لا بأس به على طريق تحقيق الأهداف التي رسمها له المؤتمر، وأن حزبا يضم مئات الآلاف من المناضلين ينبغي أن يتسع صدر قادته للملاحظات الموضوعية وغير الموضوعية والشخصية…

لكنه يتوقع من مجموعة من الأطر أن تطرح ملاحظاتها وأفكارها للنقاش والحوار داخل الهيئات الحزبية، ومن الأكيد أنه من المسلم تجريبيا أنه إذا تزاحمت العقول خرج الصواب.
وللأمانة فقد أعجبني ما ورد في بيان الحزب الذي حمل ردا توضيحيا ، نسب إلى رئيس الحزب قوله إن “النقد البناء أحب إليه من مستحق الثناء”.

وخاتمة كلمتي هذه توجيه رسالة إلى جميع مناضلي الحزب بضرورة وحدة الصف، وتأصيل الثقافة الديمقراطية الداخلية بالحزب، بطرح الآراء والآراء المخالفة، وحسم القرارات الحزبية وفق الآليات الديمقراطية، ومن بعد ذلك يكون القرار ملزما للجميع وفق قواعد الانضباط والعمل الجماعي، وعلى ما أعتقد فإن بالحزب مكانة للجميع، وهنا أحيي مضمون التعميم الذي صدر مؤخرا عن رئاسة الحزب، والذي يجسد ويلزم بقواعد الشورى والديمقراطية الداخلية في اختيار مرشحي الحزب لتجديد ثلث مجلس الشيوخ.

محمد الأمين ولد بناهي

إطار منتسب إلى الحزب

Hademine2000@yahoo.fr

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى