حرب غزة: فات الأوان، يا بايدن ‼

لم يزرع بلد أيا كان ولا هيئة مثلما زرعت إسرائيل في غزة والضفة الغربية خلال الشهور الستة الأخيرة ؛ وتجاوز


توقعاتها وتوقعات الولايات المتحدة بدرجة كبيرة جدا لحد لا يطاق.

والغريب في الأمر أن “العم سام” ومحميته المدللة وقادتهما لم يجعلوا حسابا لنتيجة خطيرة كانت متوقعة تماما هم صانعوها.

  فبما أن المرء لا يحصد إلا ما زرع، فكيف لك أن تجني من خصمك غير ثمار العداوة والبغضاء والاستماتة في محاربته لك عندما لا تزرع فيه غير مسببات الحقد والكراهية ؟

يبدو أن الرئيس جو بايدن فطن لجانب من هذا الخلل القاتل سياسيا في حساباته.  لكنني أخشى أن تنطبق عليه مقولة عسكرية عميقة تُعزَى للجنرال الأمريكي ماك آرثر:” ينحصر تاريخ الحروب الخاسرة في كلمتين: فات الأوان“.

 لذا، استبعد كون من يراهنون على خسارة بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة يبالغون أو يغامرون كثيرا، ولو أن المؤشرات المتوفرة توحي بأن خليفته المحتمل[i] لن يكون احسن، بل ربما اسوء بكثير خاصة فيما يعني القضية الفلسطينية وقضايا جيوسياسية أخرى كبيرة ترتبط بها بشكل أو بآخر، مثل: التغير المناخي[ii]، العلاقات بين الجنوب والشمال، التعددية في العلاقات الدولية[iii]

عقيد (متقاعد) البخاري محمد مؤمل اليعقوبي


[i] تشير استطلاعات الرأي وكذلك نتائج الانتخابات الأولية داخل الحزب الديمقراطي إلى أن حظوظ جو بايدن ضعيفة أمام مرشح  الحزب الجمهوري دونالد ترومب – الرئيس السابق.

[ii]   حسب مصادر صحفية وتقارير صادرة عن هيئات دولية متخصصة، فإن الحرب الروسية-الأوكرانية خلفت في سنتها الأولى 120 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهذا يعادل تقريبا الانبعاثات السنوية لبلجيكا. وتفيد نفس المصادر بأن حرب غزة تسببت في حجم هائل من الانبعاثات خلال الشهرين الأولين فقط يفوق البصمة الكربونية السنوية لأكثر من 20 دولة من أكثر دول العالم في الانبعاثات. وتشير نفس الدراسة إلى أن ثاني أكسيد الكربون يمثل أكثر من (99%) منها وأن  نصفه  بسبب طائرات الشحن الأميركية التي تنقل الإمدادات العسكرية إلى إسرائيل.

[iii] خلال رئاسته علق دونالد ترومب مساهمة الولايات المتحدة في تمويل جزء كبير من النشاطات والهيئات التابعة للأمم المتحدة منها اليونسكو ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأنروا).

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى