فضيحة استخباراتية أبطالها قادة بالمؤسسة العسكرية

لأخبار (نواكشوط) – حصلت وكالة الأخبار الموريتانية على شريط فيدو يظهر أحد الموريتانيين وهو يعترف بتجسسه على القاعدة قبل قتله رميا بالرصاص من قبل عناصر التنظيم فى فضيحة استخباراتية من العيار الثقيل، بعدما التعامل مع صاحبها برعونة بالغة من قبل مدير الاستخبارات الخارجية اللواء محمد ولد مكت.


ظهر فى الشريط رجل فى الأربعينيات من عمره وهو يسرد تفاصيل المهام التي كلف بها من قبل الاستخبارات الموريتانية وابلاغه بالمهام التي كلفه بها التنظيم المسلح والناشط في منطقة أزواد، قبل أن تختم اللقطة بقتل المتهم رميا بالرصاص فى مشهد مروع.

ويعرف المتهم في بداية الشريط نفسه ومكان ميلاده وسكنه، مؤكدا أنه التحق بالاستخبارات منذ عدة أشهر، وقد طلب منه جمع كل المعطيات عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي “جمع جميع المعلومات عن هذه الجماعة سواء أفراد، أسماء وأرقام هواتف، كيفية التعسكر، كيفية الحراسات، جميع المعلومات التي يمكن الحصول عليها أيا كان نوعها”.

ويعرج الشريط على الشخصيات التي تعامل معها، قائلا: “إن الجنرال محمد ولد مكت مدير مكتب الدراسات والتوثيق [الاستخبارات الخارجية] هو من طلب منه الالتحاق بالاستخبارات، كما تعامل مع رائد يسمى احبيبي ولد الدلول، ونقيب يسمى خيري”، مؤكدا أن هذا الثلاثي هو من تعامل معه طيلة نشاطه في المنطقة لصالح الاستخبارات الموريتانية.
ويظهر من تعامل المخابرات الموريتانية مع الرجل مستوى عالى من الرعونة وعدم الاهتمام ، حيث يتم التعامل مع المعطيات التى يقدمها بشكل مسترع أدى لكشف كل خيوط اللعبة ، وذلك بعد ان خضع لعملية اختبار من قبل القاعدة كانت ردة فعل ولد مكت المتسرعة عليها كافية لانهاء حياة الرجل برصاص القاعدة فى صحراء أزواد القاحلة.
ورغم أن الجيش الموريتانى نأى بنفسه عن العملية التى ادت لمصرع الرجل ،فإن ولد مكت نفى من خلال مقربين منه أى علاقة بالرجل الذى دفع حياته من أجل وطن آمن به.
بل إن نظرة سريعة للتعامل مع الرجل تكشف مستوى الاستخفاف الذى عومل بها ، سواء من حيث المبالغ الزهيدة المدفوعة لأسرته أو نكران جميله أو التنكر لأهله . كما أن أى تحقيق بشأنه لم يفتح وطويت الفضيحة وتمت ترقية بعض أصحابها فى مشهد مؤثر.

ويقول الرجل فى الشريط إن الجنرال محمد ولد مكت قدم له بداية مبلغ 100 ألف أوقية، وبعدها مبلغ 400 ألف أوقية، وكان الرائد احبيبي يقول إنه هو من يقدم هذه المبالغ، كما قدما له بعد ذلك مبلغ 250 ألف أوفية، وفي المرة الأخيرة قدما له مبلغ 140 ألف أوقية، ليصل المبلغ الإجمالي الذي تقاضاه طيلة عدة أشهر من العمل إلى 890 ألف أوقية (خمسة أشهر من المغامرة انتهت بقتله).

وعن العمليات التي بلغ بها الاستخبارات الموريتانية يقول الضحية إن قدم أول مرة إلى تمبكتو حيث تولى فردان من عناصر تنظيم القاعدة هما إبراهيم القندهاري ومحمد نقله إلى معاقل التنظيم في مكان يسمى “الزبارة”، مؤكدا أنه بلغ بهما وبأسمائهما قادته العسكريين.

وقد كلفه التنظيم بمهمة عرفت باسم “مهمة ولاته”، حيث طلب التوجه إلى مدينة ولاته شرقي موريتانيا، ورصد الوجود العسكري الموريتاني فيها، وتصويره إن أمكن ذلك، وتقديم تصور عن أعداده في المنطقة ووضعيته، مضيفا أنه بلغ الجنرال ولد مكت والرائد احبيبي بالمهمة بتفاصيلها.

أما المهمة الثانية فجاءت بعد عودته إلى منطقة أزواد حيث نقله ثلاثة من أفراد التنظيم من مدينة غاوا إلى معاقل التنظيم في الصحراء، وقد كلف بمهمة جديدة، تمثلت في رصد حركة الغربيين على طريق الأمل، أطول الطرق الموريتانية، مشيرا إلى أنه بلغ بهذه المهمة أيضا قادة الاستخبارات، وزودهم بورقة العمل التي أعطاها له التنظيم المسلح، والتي تضمنت شفرات سرية، كانت المهمة ستنفذ وفقها.

وأضاف الرجل أن الرائد احبيبي ولد الدلول اتفق معه على خطة لمواجهة استهداف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للغربيين داخل موريتانيا، وتمثلت هذه الخطة في اختيار سيارات تشبه سيارات السياح الغربيين، ومنحها لعدد من أفراد الاستخبارات يشبه شكلهم أشكال الغربيين، على أن يكونوا مسلحين على شكل “كوماندوز”، ويكلف المرحوم بتبليغ أفراد التنظيم بمكان وتوقيت مرور القافلة ليشتبك بها الكوماندوز المسلح.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى