صدورالنتائج الرسمية للانتخابات القادمة 2013

إن المتتبع للمشهد السياسي الموريتاني يلاحظ انه لا وجود لما يسمي بديمقراطية او انتخابات نزيهة وشفافة في موريتانيا. ومن المؤسف رغم هذه الحقيقة ان لا تعلق هذه الجوقة السياسية والاقتناع بالأمر الواقع، عوض صرف الاموال في انتخابات ثبت ان نتائجها معروفة سلفا.

منذ المسلسل الديمقراطي الذي بدا مع بدايات التسعينيات اقيمت اتنخابات لانتخاب عمد البلديات والنواب في مجلس الشيوخ ومجلس البرلمان وانتخاب رئيس الجمهورية،وإذا كانت السلطة الحاكمة تسمح بنتائج لا ترضي عنها كنجاح بعض العمد والنواب في المعارضة على مرشحيها. الا ان هناك منطقة مقدسة و (تابو )لا يمكن المساس به وهو رأس النظام, فقد أثبتت التجارب ان الديمقراطية الموريتانية تسمح بكل شيئ إلا هذا. فهو خط أحمر يحرم على المعارضة الحصول عليه، فالرئيس يجب ان يكون من السلطة الحاكمة، او المقربين منها.

لقد استمرت نتائج الانتخابات مهجنة ومفصلة علي مقياس النظام. وإن الانتخابات التي جرت في الماضي وأدت الى نجاح السيد سيدى ولد الشيخ عبد الله ضدا علي السياسيين الذين كانوا يرون انفسهم فرسان اللعبة دليل علي أن الانتخابات الموريتانية هي شعار فقط يقصد به ترضية الخارج بالتمويه عليه بأننا دولة ديمقراطية قمينة بالمساعدة والعون. يعتبر اعتلاء السيد سيد ولد الشيخ عبد الله على السلطة وسقوطه آية وعبرة للسائلين عن المسار الديمقراطي في موريتانيا فهو يبرهن في اطراده وانعكاسه على أن الحكومة ليست ديمقراطية وأن الشعب ايضا ليس ديمقراطيا.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

لم تحدث في موريتانيا انتخابات ديمقراطية تكشف عن تناوب سلمي للسلطة. وما يحدث هو تغيير لوجوه النظام وتبادل للأدوار في داخل النظام، ولم يأت إلى السلطة رئيس يحمله الشعب على رأسه ليتبوأ مقعد السلطة، ويكون ذا خلفية معارضة.

لذلك نتساءل لماذا لا تعي المعارضة هذه الحقيقة. وتعرف أنه مهما كانت اللجنة الانتخابية نزيهة، ومهما كانت الحكومة توافقية، ومهما كان حضور المراقبين الدوليين كثيفا، فإن ذلك لن يغير من الأمر شيئا.

ولن يعتلي على كرسي السلطة إلا من كان في السلطة أو بموافقتها وإمضائها، لماذا لا تعترف المعارضة بالواقع فتكف عن المطالبة بالمستحيل؟ ولماذا لاتأخذ العبرة من الماضي؟ القريب والبعيد ؟ ام هي في الباطن تستوعب هذا الواقع وراضية عنه لحاجة في نفس يعقوب لانعلمها؟ وإذا كان الأمر كذلك وهو ان المعارضة والنظام وجهين لعملة واحدة، فلماذا لا نصرف الأموال التي تسير بها الانتخابات في حل بعض مشاكل المواطنين وما أكثرها؟
ربما اكون قد اطلت على القارئ الكريم الذي ينتظر تفصيل نتائج الانتخابات المقبلة، كما يتوقع ذلك من العنوان. لقد كانت النتائج على النحو التالي:

13.png

يلاحظ من خلال هذه النتائج التقارب بين أحزاب الموالاة والمعارضة في الواقع الفعلي والجواز العقلي ، إلا أن السلطة جزاها الله خيرا تقوم بقلب النتائج رأسا على عقب وتتخذ السلطة من أجل ذلك آليات خفية وأخري ظاهرة يمكن مشاهدتها بالعين المحسوسة. واهم هذه العوامل هو نتائج المناورة، ويقصد بها في الحروب انه عندما ينهزم طرف في المعركة يستدعي الاحتياط الاستراتيجي لينعكس الوضع بمناورة لم تكن موجودة, وقد مثلت مدينة كوبني هذه المناورة كما هو معروف في 2002 م إلا ان النظام في هذه المرة يجعل من مقاطعة انبيكة لحواش مكان المناورة حيث ستمثل نتائجها التي تأتي بهوي من الليل نجاحا باهرا للموالاة.

وإلى ذلكم الوقت أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ احمد ولد محمد محمود
مفكر موريتاني

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى